IMLebanon

“غزوة” عين الرمّانة “بروفا” لتطيير الانتخابات!

في جلسة تشريعية سريعة نأت بنفسها عما يدور خارج قاعة التشريع من اجواء شحن وتداعيات اشتباكات الطيونة، ولو ان المزايدات السياسية من عدة العمل ومقتضيات الوضع بقي طيفها حاضرا، اقر مجلس النواب إجراء الانتخابات النيابية في 27 آذار، وعدّل النص مبقيا على اقتراع المغتربين لـ ١٢٨ نائباً وفق الدوائر الـ ١٥، في ما يعتبر انتصارا مبينا لشريحة واسعة من اللبنانيين، كما اقر مبلغ ٧٥٠ مليون ليرة لبنانية سقفاً ثابتاً للمرشح الواحد و٥٠ ألف ليرة عن كل ناخب كمبلغ متحرك و٧٥٠ مليون ليرة كسقف الإنفاق للائحة الواحدة، وعلّق المادة المتعلقة بالبطاقة الممغنطة في قانون الانتخاب. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اكد “اننا سنقوم بكل جهدنا للعمل على اجراء الانتخابات ضمن المهل التي قررها مجلس النواب وتأمين الأمور اللوجستية، وبإذن الله ستكون شفافة وسليمة”.

في المبدأ، تبدي كل الكتل النيابية والقوى السياسية تأييدا مطلقاً لاجراء الاستحقاق المصيري في الموعد المضروب وتجاهر باستعدادها لخوضه وايمانها بالفوز، لكنّ وقائع الميدان والتطورات المتسارعة في المقلبين السياسي والامني في ظل ازمة بحجم تلك التي افتعلها حزب الله في ملف تفجير مرفأ بيروت، واصراره على “قبع” المحقق العدلي القاضي طارق بيطار شرطا للعودة الى مجلس الوزراء ولاعادة البلاد الى دورة الحياة الطبيعية، تخفي في طياتها مخاوف كبيرة من ان يكون المعلن شيئا والمضمر شيئا آخر. فـ”غزوة” عين الرمانة الممكن ان تتكرر في اي منطقة اخرى بحسب ما بشّر” مرشد الجمهورية” امس قد تكون توطئة لخلل امني يتكرر ضمن حلقات من مسلسل العبث بالاستقرار لهدف وحيد، تطيير الانتخابات بحجة الظرف الامني غير المناسب، بحسب ما تقول اوساط سياسية مناهضة لحزب الله وحليفه التيار الوطني الحر اللذين قد يكونان اكثر المتأذين من استحقاق آذار الذي اعترض على موعده في جلسة اليوم البرلمانية رئيس التيار النائب جبران باسيل في اطار ما وصفته الاوساط لـ”المركزية” بحفلة مزايدة ايحاء منه بانه المدافع عن حقوق المسيحيين، بعدما تخاذل في واقعة الطيونة، اذ ان اعتراضه جاء على خلفية ان الموعد يتزامن مع صوم المسيحيين في شهر آذار، وقد اظهرت استطلاعات الرأي تراجع شعبية تياره الى الحد الادنى في ظل الاخفاقات المتتالية للعهد ولتخاذله لمصلحة حزب ايران، المحشور بدوره والذي تؤكد الاوساط ان ما عايناه امس من لغة تهديد ووعيد من جانب امينه العام السيد حسن نصرالله ليس الا دليل رهبة وضعف ازاء المفاجأة التي انتظرت “محتجيه” في عين الرمانة والتصدي لفائض قوتهم وقد اقر “بعضمة لسانه” ان مقاومته لم تعد موجهة ضد اسرائيل بل ضد “عدو لبناني” لا يوافق على مشروع مصادرة لبنان لمصلحة ايران، وما المئة الف مقاتل الذي هدد بهم اي لبناني يتجرأ على الاعتراض، الا اداة تهويل قد يستخدمها عشية الاستحقاق الانتخابي مفتعلا مشكلا امنيا من شأنه ان يضع مصير الانتخابات على المحك. وينبع تخوف نصرالله من الانتخابات، بحسب الأوساط، من توسع رقعة التململ داخل بيئته جراء ممارسات لا ترضى عنها، اذ بعدما تجرعت عنوة كأس مشاركة ابنائها في الحرب السورية واعادة شبابها في الصناديق، تتساءل اليوم عن جدوى غزو عين الرمانة التي اثبتت الفيديوهات اقتحامها من شباب “الثتائي” هاتفين “شيعة شيعة” ومتسببين بأعمال شغب وتكسير في المحلة ما ولّد شرارة اندلاع الاشتباكات.

هذا الواقع قد يحمل الحزب على افتعال اشكالات لتطيير الانتخابات، فتبقى بذلك “عصمة” الغالبية النيابية في يده حتى الانتخابات الرئاسية ليفرض بها مجددا رئيسا من محوره ، مهما تطلب الامر، ولو اضطر الى تكرار سيناريو فراغ العامين ونصف العام في قصر بعبدا، فتحقيق المشروع الفارسي فوق كل اعتبار لبناني، تختم الاوساط.