IMLebanon

مساعٍ جنبلاطية للتهدئة… هل تبلغ أهدافها؟

جاء في المركزية:

فيما كان اللبنانيون ينتظرون تسريع وتيرة عمل الحكومة الجديدة وتكثيف الاجتماعات لبحث الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الامنية المتردية وايجاد الحلول المناسبة، ساد الجمود عمل مجلس الوزراء منذ أكثر من أسبوع، بعد الانقسام الذي حصل في الجلسة الأخيرة حول ملف تحقيقات انفجار مرفأ بيروت وما تلاه من اشتباكات الطيونة.

وفي مسعى لإرساء جو من التهدئة، في اعقاب اشتباكات الطيونة ، بدأ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، جولة مكوكية على الرؤساء والمسؤولين، لتذليل العوائق وازالة المتاريس، وإيجاد الحلول اللازمة والمفقودة لمعضلة شل العمل الحكومي ورهنه بالتطورات القضائية ومطالب تنحية المحقّق العدلي، القاضي طارق البيطار، خصوصاً وأنّ البلاد لا تحتمل الدخول في نفق تعطيل جديد. في هذا الإطار، زار جنبلاط رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، على ان يستكمل جولته لتشمل أطرافا أخرى. فما هي أجواء هذه اللقاءات؟

عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله اوضح لـ”المركزية” ان جنبلاط يقوم بكل ما من شأنه ان يساهم في الحفاظ على السلم الاهلي بتهدئة الاجواء لتتفرغ الحكومة الجديدة لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة. لقد رأينا اليوم الى اين وصل سعر المحروقات ومدى تأثيره على معيشة الناس. وسيقوم جنبلاط بكل ما من شأنه ان يساهم بهذا الموضوع وقد سبق له ان بادر منذ فترة طويلة الى مناشدة الجميع تغليب شؤون وشجون الناس على المناكفات السياسية خاصة وان المنطقة تعصف بالحوارات والنقاشات وتوزيع مراكز القوى، فكان همه الاساسي تحصين البلاد لكي لا ندفع مجددا ثمن التسوية ودعم صمود الناس. هذا الهدف السامي الذي من اجله يقوم وليد جنبلاط بهذا الدور ولن يبخل بجهد في استكماله”.

هل ستشمل جولته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع؟ أجاب عبدالله: “لا شيء محددا، لكن في اطار هذه المهمة التي لها علاقة بتسوية الخلافات القائمة، الخلافات العامودية التي كانت ستؤدي الى شرخ كبير في البلاد، من تحقيق المرفأ الى اشتباكات الطيونة الخ… فإن الحزب الاشتراكي ووليد جنبلاط ساهما وسيساهمان في ايجاد المخارج المنطقية التسووية لهذه المسائل على قاعدة التفرغ لمعالجة حاجات الناس المعيشية التي هي اولوية”.

هل حصل على طمأنة خلال زيارته بري وميقاتي؟ قال عبدالله: “جو جلسة مجلس النواب يعكس مناخ التهدئة، كانت جلسة هادئة نسبيا والنقاشات تمحورت فقط حول المواضيع المطروحة، لم يخرج النقاش الى المسائل الخلافية خاصة واننا نتحدث والدم ما زال على الارض. وايضا، تمحور اللقاء حول هذه المسائل، واتصور ان الكلام كان عالي اللهجة وبأن لا احد يمكنه ان يعزل الآخر في لبنان، ولا ان يستثني احدا، ودعا الى التعلم من تجارب الماضي. لبنان مضطر للعيش في هذا الكيان المتنوع، وطالما نحن في نظام طائفي علينا ان “نطوّل بالنا”، كما تطرق الى المسائل الخلافية ومنها سلاح حزب الله وبأن هناك اتفاقا سابقا عليه في الـ2006 وتكرر في مؤتمر لقاء بعبدا وهذا الموضوع يناقش في إطار الاستراتيجية الدفاعية الموحدة”.

ولفت عبدالله الى “وجوب التركيز الآن على انقاذ الوضع الاقتصادي والاجتماعي. هذا هو الهاجس الاساسي الذي يحكم وليد جنبلاط ويحكم حركتنا السياسية كلها. اكيد نحن مع اجراء الانتخابات واعطاء الفرصة لتداول السلطة وملاقاة مطالب الشارع المحقة وعدم إبقاء مبرر للخارج بعدم مساعدة لبنان. فالخارج طلب تشكيل حكومة واليوم يطالب بإجراء الانتخابات وغدا لا نعرف ماذا سيطلب. المطلوب الاسراع في التفاوض مع صندوق النقد الدولي والصناديق الدولية بالتوازي مع خطوات اصلاحية انقاذية”.

هل من موازين قوى جديدة واصطفافات جديدة؟ قال: “لا اعتقد ذلك، فالجميع ما زالوا في اماكنهم وموقعهم. هذا البلد محكوم بالحد الادنى من التوافق، لكن اذا كان هناك من تسويات اقليمية فيجب ان نحفظ حق البلاد، لا ان ندفع الثمن مضاعفا، مرة في الصراعات الاقليمية الدولية ومرة أخرى في التسويات”.

وختم عبدالله: “الاهم الا يكون هناك تعطيل للانتخابات بحجة او بأخرى”.