IMLebanon

خطر “الحزب” يتطلب رصّاً لصف السياديين

في مقابل تهديدات حزب الله وقياداته وعلى رأسها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لحزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع غداة مواجهات الطيونة – عين الرمانة، حيث شُنّت حملة تخوين وتخويف لا تنتهي في حق القوات مع اصرار على تحميلها مسؤولية قنص متظاهرين عزّل والتحضير لاشعال فتنة وحرب اهلية، سُجّلت حركة مضادة تضامنية مع معراب ورافضة لسلوك الضاحية.

اليوم، زار وفد من الجبهة السيادية، التي تضم شخصيات من كل الطوائف والمذاهب، معراب للتضامن مع القوات وتأكيد وحدة الموقف والصف السياديّ في مواجهة حزب الله ومشاريع ضرب الدولة، في وقت كان رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض يقول في مؤتمر صحافي : نصرالله حاول تحميل القوات مسؤولية أحداث الطيونة وانا لست “قوات لبنانية” وهناك اختلافات جوهرية مع هذا الحزب لكن لا نقبل تركيب ملفات على “موديل” الـ94 و”موديل” سيدة النجاة، مضيفا “كلام نصرالله بشأن الـ 100 ألف مقاتل موجّه إلى كل لبناني حرّ رافض لمشروع حزب الله في لبنان وسلاح هذا الحزب موجّه الى الداخل”.

الاثنين الماضي، استقبل جعجع في معراب الوزير السابق اللواء اشرف ريفي الذي قال بعد اللقاء: “الفصيل المسلح نظم تظاهرة في الطيونة للاصطدام مع الجيش وكانت النتيجة حلقة جديدة من تدمير الدولة والمؤسسات”. واضاف: “يريد “حزب الله” الإطاحة بالمحقق العدلي القاضي طارق البيطار ويقول للبنانيين إذا كنتم تريدون العدالة فادفعوا ذلك من استقراركم واقتصادكم”. ودعا القاضيين سهيل عبود وغسان عويدات الى “تلقف كرة النار أو كرة العار التي يحاول “حزب الله” رميها على القضاء”. واعتبر أن “القوات تتعرض لحملة شعواء مركبة بعد أحداث الطيونة ووجودي خير دليل على مواجهة الوصاية، وللقوات نضال كبير وأنا هنا بقراري الشخصي وأمد يدي لتحالف مسيحي – اسلامي وتعاوننا يفتح الباب أمام القوى الأخرى”.

اما امس الثلثاء، فحطّ رئيس حزب الوطنيين الاحرار كميل شمعون في مقر قيادة القوات. وقال بعد لقائه جعجع: “التعايش يتحقّق شرط حصر السلاح بيد الجيش اللبناني إذ نرى أنّ السلاح غير الشرعي يُدار نحو الداخل أكثر من الخارج ونتمنّى من السيّد حسن نصرالله الامتناع عن التصرّفات التي تمسّ بالسلم الأهلي بالدرجة الأولى وارحموا الشعب”، مضيفا: “نقول لجعجع نحنا معك إذ لا يجوز تهديد أناس أبرياء يوميًّا وزيادة الكراهية بين شرائح الشعب وندعو إلى تحكيم الضمير والتحلّي بالوعي”.

انطلاقا من هذه المواقف، ترى مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، ان ما يفعله الحزب، في السياسة والميدان والقضاء والاقتصاد، يُفترض ان يرصّ صفّ “السياديين” في لبنان. فمواجهة التهديد الذي يشكّله هذا الفريق، للهوية اللبنانية وللبنان كدولة، من خلال عمله الممنهج لاسقاط كل مؤسساتها الدستورية، عبر الترويع تارة كما يفعل مع القضاء والجيش، ومن خلال تحالفات ومقايضات وتسويات، كما فعل للامساك بقرار بعبدا والسراي مرورا بساحة النجمة، تتطلب توحيد الجهود وتكوين جبهة تكون عابرة للطوائف، تضم مسيحيين وسنة وشيعة ودروزا، ينصهر في بوطقتها كلّ مَن يعارض الحزب ودفعَه المتواصل نحو إخضاع لبنان وتحويله مقاطعة صغيرة تتحكم بها طهران، مستخدما فائض قوّته ومقاتليه “المئة الف” على حد تعبير نصرالله.

التشرذم لن يفيد، تتابع المصادر، بل على العكس. ليس المطلوب طبعا ان يذوب كل حزب او طرف في الآخر، الا ان حجم الخطر الذي يشكّله حزب الله للبنان الكيان، يستحقّ وضع الخلافات الصغيرة جانبا. فعشية الفرصة التي تشكّلها الانتخابات النيابية المنتظرة، للتغيير، هل يمكن ان نرى السياديين كلّهم، من احزاب وشخصيات ومجتمع مدني، فريقا واحدا، يخوضون المعركة تحت شعار “محاربة هيمنة حزب الله على لبنان”؟ ام ان بعضهم يفضّل ربطَ النزاع، والآخر يخشى الفتنة، والثالث لا يزال يلوم الآخرين على التسوية الرئاسية، والرابع يضع الصالح والطالح، معا، في قالب “كلّن يعني كلّن”؟ اذا كانت هذه هي الحال، فإن الحزب سيكون اكبر الفرحين والمنتصرين غداة 27 آذار، تختم المصادر.