IMLebanon

عرش “الحزب” يهتز… انتكاسات ضخمة وفائض قوة يتلاشى!

جاء في “المركزية”:

في رأس جبل الانزعاج يقبع حزب الله اليوم . فمسار مخططاته في الداخل اللبناني الذي اعتاد منذ نحو عقدين من الزمن ان ينفذه بسلاسة وانسيابية لا يعكرها احد، رفعت في وجهه فجأة متاريس ارتطم بها بقوة في واقعة الطيونة التي أرهقته ليس فقط امنيا بل سياسيا وقضائيا ايضا، فلا تمكن من قبع المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار بالضغط السياسي ولا بالترهيب القضائي ولا حتى بغزوة عين الرمانة، حيث كان الاصطدام المدوي بالطرف المسيحي الذي لم يحسب له حسابا ولا تخيّل ان تكون ردة فعله على هذا النحو، باعتبار ان المس بالامن خط احمر ولا امكانية لأي طرف او بالاحرى غير مسموح لأي كان، باستثنائه، هزه. هذا الاصطدام الامني هزّ عرش الحزب وحمله على اعادة حساباته، لا سيما بعدما فشل ايضا سيناريو استدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع ختم التحقيق من قبل القاضي فادي عقيقي وتسلّم القاضي المتنحي عن ملف تفجير المرفا فادي صوان الملف، معطوفا على الزحف الشعبي في اتجاه معراب امس، الذي اثبت معادلة توازن الرعب، الى حملة المواقف السياسية والروحية الرافضة استنسابية التعاطي العسكري- القضائي في الملف والتي كرّست جعجع زعيما قويا على الساحة المسيحية عشية الاستحقاق الانتخابي، واعادت الى حدّ ما لم شمل السياديين الرافضين هيمنة ايران على لبنان، واستخدامه ورقة ضغط في مشاريعها النووية والتمددية.

سلسلة انتكاسات مني بها الحزب، حرمته “نشوة” تحقيق مراده باستمرار التربع على كرسي القرار اللبناني ولو جزئيا، وخفّضت الى مستوى متدن منسوب “فزاعة فائض القوة” التي يتهدد بها اللبنانيين والقوى السياسية المناهضة لمشروعه من خلدة الى شويا فالطيونة، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، لافتة الى ان كأس هؤلاء امتلأ وفاض من ممارسات الحزب، وما سكتوا عنه بالامس لن يهضموه بعد اليوم، لا بل سيواجهون بعدما بلغ لبنان الحضيض ولم يعد لديهم ما يخسرونه. واشارت الى ان ملف تفجير المرفأ طوّق الحزب  ووجّه اصابع الاتهام نحوه لا سيما في ضوء اصراره على ازاحة المحقق العدلي الثاني في الجريمة بعد تنحي الاول وانتشار صور وفيديوهات من اكثر من مصدر عن صلة ما له بنيترات المرفأ المنفجرة من دون ان يتمكن من تبرئة ساحته، حتى انه لم يعد يخفي في مجالسه استياءه من بعض ممارسات حركة امل التي “ورطته”، في اكثر من واقعة امنية ، ويستغرب تجنّب جعجع شن حملة على الحركة وتركيز انتقاداته على الحزب وامينه العام، وكأن في الافق تواطؤا بين الطرفين، اشار اليه في العلن امس حليفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.ولا يقتصر عتب الحزب على الحركة، اذ يأخذ بحسب المصادر، على اكثر من شخصية في فريق 8 اذارلغيابها عن السمع بعد اشتباكات عين الرمانة وعدم الوقوف في صفه.

وزادت الطين بلة، وفق المصادر، تداعيات قضية مواقف وزير الاعلام جورج قرداحي، اذ اعرب الحزب عن استيائه من مواقف بعض المسؤولين جراء اعتذارهم من الدول الخليجية لاسيما السعودية، واستفاضة في “الانحناء” للخليجيين، باعتبار ان ما جرى لا يحتاج الى الضجة التي اثيرت وكان الاجدى برأيه الاكتفاء ببيان يصدرعن وزارة الخارجية اوعن رئاسة الحكومة ، خصوصا ان  مواقف قرداحي اطلقت قبل ان يصبح وزيرا وتاليا فإن تضخيم القضية لزوم ما لا يلزم.

وحال الحزب في الاقليم ليس افضل منه في الداخل اللبناني، وفق المصادر، اذ بات في وضعية غيرمريحة حيث بدأ مقاتلوه في اليمن بالعودة الى لبنان، وينسحبون من العراق بعد ابتعادها تدريجيا عن النفوذ الايراني، ومن جنوب سوريا نتيجة التطورات الاخيرة والغارات الاسرائيلية على مواقع الحزب والحرس الثوري الايراني بضوء اخضر روسي، في حين يخشى ان يتم تدفيعه ثمن التسويات والصفقات الجاري ابرامها في المنطقة في ضوء المفاوضات السعودية- الايرانية في بغداد واستئناف النووية في فيينا قبل نهاية الشهر المقبل مبدئيا.

فهل يبدأ الحزب بتصحيح مساره السياسي والعودة الى لبنانيته بفعل واقعه المأزوم هذا، في الداخل والخارج، فيحصل على مكاسب متاحة راهنا قد لا تتوافر غدا ، ام يستمر في تعنته ويدفع الثمن مضحيا بلبنان واللبنانيين على مذبح مصالح المحاور؟ قد يكون في زيارة اسماعيل قآاني للسيد حسن نصرالله الجواب اليقين، تختم المصادر.