IMLebanon

هل “يفلت” لبنان من قطيعة خليجية كاملة؟

 

هل «يفلت» لبنان من المقاطعة الشاملة من دول الخليج فتعود علاقاته معها إلى وضعية «النأي» عن واقعه على طريقة أنه «لا يعنينا»؟ أم أن «النقطة التي أطفحت كأس» الفرص التي أهدرتْها بيروت لتصويب «بوصلة» تَمَوْضعها الإقليمي والتي شكّلتْها تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي العدائية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، شرّعت الباب أمام «سحْب اليد» من الوضع اللبناني بالكامل ربْطاً بـ «هيْمنة وكلاء إيران عليه» بما يكرّس أن الأزمة الديبلوماسية باتت أكبر من «خطيئة قرداحي» ومن أن تفرمل اندفاعتِها إجراءاتٌ تأخّرت أساساً السلطات الرسمية في اتخاذها ليطبع سلوكها «مثلث قاتل» من سوء التقدير وسوء الإدارة وسوء… النية؟

سؤالان كبيران «قبضا» على المشهد اللبناني أمس وعكسا حجم المأزق الذي وجدت «بلاد الأرز» نفسها في «فمه» بعدما رفعت دول الخليج نصف «بطاقة حمراء» في وجهها على خلفية إساءات قرداحي اشتملت على طرد واستدعاء سفراء ومنْع سفر ووقف الرياض كل الواردات من لبنان، وسط خشية من أن تكتمل هذه البطاقة بإعلان القطيعة الكبرى بعدما لم تُحْسِن بيروت قراءة السطر الذي وضعت الرياض في آخره «نقطة» وتلكأتْ عن إظهار ولو «حس إدانة» لمضمون كلام وزير الإعلام واتخاذ ما يلزم لاحتواء «إعصار» ديبلوماسي يُخشى أن تكون تداعياته صارت خارج قدرة لبنان، وربما رغبة بعض أطرافه، على وقف مفاعيلها.

 

وإذ كانت السعودية واضحةً في وضْع الإصبع على أصل المشكلة «وبلا قفازات» بإعلان وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان «ان التعامل مع لبنان بات غير ذي جدوي في ظل هيمنة حزب الله عليه»، وهو ما عَكَس أن المسألة أقلّه بالنسبة الى الرياض تجاوزت ما ارتكبه قرداحي لتطاول مجمل الواقع اللبناني وانغماسه في المحور الإيراني وترْك«حزب الله»يمضي بأدوار في دعم العدوان المستمر على المملكة من الحوثيين، فإن أوساطاً واسعة الاطلاع تحذّر من الإصرار على التعاطي مع العاصفة الأعتى التي تضرب علاقةَ لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي على طريقة«غضبة وتهدأ» وعدم القيام بأيّ خطوة استيعابية بمعزل عن محاولة«مقايضتها» مسبقاً بمعرفة مفعولها لدى هذه الدول.

وتحذّر هذه الأوساط أيضاً من ترْك«حزب الله»يقود مسالك هذه الأزمة، راسماً خطوطاً حمر أمام إقالة قرداحي أو استقالته، ورافعاً سقف المواجهة مع السعودية تحت عنوان«التصدّي للحصار»، معتبرة أن استغراق لبنان الرسمي في قياس «منسوب التوافق الوطني»المطلوب حيال أيّ خطوة زاجرة بحق وزير الإعلام، ووضْعه لائحة«بالخسائر والأرباح»من أيّ إطاحة بالحكومة عوض بدء تدارُك الموقف وإدارة الأزمة بما يتلاءم مع«أصْلها»السياسي المتصل بإحكام الحزب سيطرته على مفاصل القرار، لن يؤدي إلّا إلى استدراج المزيد من التعقيدات على هذه الأزمة التي تبدو في سباقٍ مع إجراءاتٍ متسارعة من شأن حصولها تكريس انعزال«بلاد الأرز»وتحوُّلها غزة ثانية، مع ما يعنيه ذلك من انفتاحها في ضوء الانهيار المالي الذي تعيشه على مراحل أشدّ قسوة يُخشى أن تراوح بين الفوضى الشاملة و… الخراب.
https://www.alraimedia.com/article/1561181/خارجيات/هل-يفلت-لبنان-من-قطيعة-خليجية-كاملة