IMLebanon

ملف لبنان بين البابا وبايدن… والفاتيكان يتأهّب!

جاء في “المركزية”:

على هامش قمة العشرين، التقى البابا فرنسيس الرئيس الاميركي جو بايدن في الفاتيكان، ترافقه زوجته جيل ، في لقاء دام نحو 80 دقيقة، يُعتبر الأطول حتى اليوم بين الباباوات والرؤساء الاميركيين، منذ ان بدأت الزيارات الرئاسية الى الفاتيكان. فاللقاء مع الرئيس السابق باراك أوباما استغرق نحو خمسين دقيقة واللقاء الاقصر حصل مع الرئيس السابق دونالد ترامب ودام ثلاثين دقيقة.

والتقى بايدن الكاثوليكي المتدين الذي يشارك في قداس الأحد أسبوعياً، البابا فرنسيس ثلاث مرات أثناء عمل الأول نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما. وهذا اللقاء هو الرابع، لكنه الأول منذ انتخابه رئيساً. وقال بايدن للبابا وقد بدا عليه التأثر: “أنت جندي السلام الأهم الذي التقيه في حياتي”. واهداه قلادة رسمية تمثل الكتيبة التي خدم فيها نجله بو بايدن الذي توفي العام 2015 إثر إصابته بالسرطان. وأكد بايدن أنهما لم يتطرقا الى موضوع الاجهاض، بل “تطرقنا إلى كونه سعيدا بأنني كاثوليكي ممارس”.

بدوره، أهدى البابا فرنسيس بايدن رقاقة من السيراميك وأحدث كتاباته عن التعاليم الكاثوليكية.

سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الخازن أكد لـ”المركزية ان “خلال هذا اللقاء الطويل تناولا قضايا كثيرة دولية كالتغير المناخي ومكافحة الفقر وحقوق الانسان وجائحة كوفيد 19 كما تطرقا الى المسائل التي تخص الولايات المتحدة والكرسي الرسولي. وبعد لقاء البابا عقد بايدن أيضاً اجتماع عمل مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين ووزير الخارجية المونسنيور بول كالاغر”.

وأشار الخازن الى “انهما تطرقا الى ملف لبنان، لأن لبنان على جدول أعمال كل اللقاءات ، اكان مع البابا ام مع كبار المسؤولين في الفاتيكان، وهذا ما حصل مع رئيس الوزراء الفرنسي جان ايف لودريان الذي زار الفاتيكان منذ نحو اسبوعين، وأيضاً مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، كما ان التشاور بين الفرنسيين والفاتيكان حول مسألة لبنان دائم على جدول الاعمال”.

ولفت الخازن الى “ان اللافت في العلاقات بين الولايات المتحدة والكرسي الرسولي ان الفريقين تجنبا خوض المسائل الاشكالية المطروحة كموضوع الاجهاض، حيث ان الفاتيكان لديه موقف مبدئي ضد الاجهاض، في حين ان الرئيس الاميركي اخذ موقفا مع الاجهاض، رغم أنه رئيس كاثوليكي وملتزم”.

وكشف الخازن “ان بايدن سمّى سفيرا اميركيا جديدا لدى الكرسي الرسولي، سيتم تعيينه بعد نيل موافقة الكونغرس في واشنطن، وهذا السفير هو من الحزب الديمقراطي ومقرب من بايدن وكان معه من ضمن حملته الرئاسية، لكن موقفه من موضوع الاجهاض مخالف لموقف بايدن، هو ضد الاجهاض، وهذا مؤشر ان بايدن يعين سفيرا يمثله، وموقفه في الموضوع الاشكالي مع الاساقفة في الولايات المتحدة يتماشى مع موقف البابا والفاتيكان، وهذا ايضا دليل  حرصه الشديد على الا يكون هناك اي توتر في العلاقة بين اميركا والكرسي الرسولي، وهو أمر موضع ترحيب طبعا في الفاتيكان”.

وأكد الخازن ان لقاء البابا بايدن “اتسم بالايجابية وكان ناجحا وسلسا وأخويا، وهذا سينعكس على العلاقات بين الطرفين وعلى السياسة الدولية فيما يخص كل المسائل المطروحة ومن ضمنها لبنان. وهناك نية بالتعاون المجدي بين الطرفين، لكن التفاصيل الدقيقة حول اللقاء لم تُعرف بعد”.

أما عن الدور الذي يلعبه البابا من خلال جمعه القيادات المسيحية اللبنانية في الفاتيكان وهل من متابعة للموضوع، فقال: “يتم العمل على المسألة وأتمنى ان تكون هناك متابعة”. أضاف: “المجتمع الدولي ومن ضمنه الفاتيكان جاهز وحاضر لأي مساعدة لكن الأزمات تتوالى في لبنان يومياً، وطبيعة الازمات التي نراها خاصة الاخيرة ليس كل الاطراف الخارجية يمكنها ان تقوم بدور حاسم لأنها تخص لبنان ودول الخليج تحديدا”.

وعن المطالبة بعقد لقاء قمة اسلامية مسيحية للتهدئة أجاب: “مبادرات من هذا النوع معهودة وليست اول مرة تحصل، واي مبادرة تساهم في تخفيف التوتر تكون موضع ترحيب”.