IMLebanon

قاسم استبق مساعي ميقاتي ولم يترك لـ “الصلح مطرح”!

توّج نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مساء امس، الحملة التي يخوضها فريق 8 آذار ضد السعودية، منذ اندلاع الازمة الدبلوماسية بين لبنان والدول الخليجية، اثر انتشار تصاريح وزير الاعلام جورج قرداحي التي حملت انتقادا للمملكة ودعما للحوثيين.

فموقف الرجل رقم 2 في الحزب لم يكن مسرّبا او منسوبا الى مصادر او مموها، بل صدر مباشرة على الهواء وبلا قفازات، وقصف بشدة الجبهة السعودية، حيث قال إن السعودية “تعمل بطريقة خاطئة جداً، لأن أحداً لا يستطيع ليّ ذراع حزب الله والشعب اللبناني”، مضيفاً أن “لبنان ليس مكسر عصا، ويتعامل مع السعودية بندّية وكدولة مستقلة، ولا نقبل أن تتدخل السعودية بالحكومة”. ووصف قاسم، في مقابلة مع تلفزيون “الإخبارية السورية”، التصعيد السعودي تجاه لبنان بـ”العدوان غير المبرر”، مطالباً المملكة بالاعتذار عنه. ورأى قاسم أن”من الممكن أن تكمل السعودية عدوانها على لبنان، وليس لدى السعودية أي ضوابط، وهي تريد الانتقام”. واكد أنَّها منزعجة لأنّها لم تستطع الهيمنة على القرار السياسي في لبنان رغم الأموال التي دفعتها لأتباعها في البلد، مشيرًا إلى أنَّ أحد أسباب الأزمة الحالية هو عدم تحمّل السعودية لخسائرها في المنطقة فأتى عدوانها على لبنان كردّة فعل. وشدَّد على أنَّ توقيت العدوان السعودي على لبنان له علاقة بمأرب والخسارة المدوية للسعودية في اليمن، حيث تريد صرف الأنظار عن المعارك هناك من خلال فرض ضغوطات في لبنان.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هذا الكلام الذي صدر مساء امس، استبق وصول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى بيروت عائدا من غلاسكو، وانطلاقَه اليوم في جولة اتصالات بدأها من بعبدا، هدفها انعاش العمل الوزاري المشلول منذ اسابيع. وقد اعلن ميقاتي من السراي اليوم – اثر زيارته قصر بعبدا صباحا وقوله انه اتفق مع رئيس الجمهورية على خارطة طريق للخروج من المأزق الحالي، قبل ان يزور عين التينة – ان مفتاح العلاج يبدأ باستقالة وزير الاعلام داعيا اياه من جديد، الى “تحكيم ضميره”، مضيفا في موقف بدا موجها الى الحزب “مخطئ من يعتقد ان التعطيل ورفع السقوف هو الحل”.

لكن هل ترك تصعيد قاسم “للصلح والحلول مطرحا”؟ تسأل المصادر. وبعد ما قاله ضد المملكة، ألَم “يقوطب” على عون وميقاتي في آن، ويجوّف خريطة طريقهما للحل، ويفرغها من مضمونها.  وهل الحزب، قادر بعد هذا الكلام، على خفض سقفه من جديد، والقبول باستقالة قرداحي؟

وبعد، واذا تجاوزت الازمة الحكومية مطبّ قرداحي وسلك قطار ترميم العلاقات مع الخليج سكّته، هل ستتجاوز مطبّي تنحية المحقق العدلي في جريمة المرفأ طارق البيطار وتدفيع “القوات اللبنانية” ثمن غزوة عين الرمانة، اللذين يريدهما حزبُ الله ويصرّ عليهما؟ وقد قال قاسم امس إن “الفتنة التي أُريدت من مجزرة الطيونة صنيعة أميركية سعودية قامت بها القوات اللبنانية، ولكن حزب الله وحركة أمل أجهضاها لما فيه مصلحة لبنان”.

الالغام التي سيتعيّن على ميقاتي تفكيكها لانقاذ حكومته كثيرة. فهل ينجح في المهمّة ام يقرر العزوف عنها ام يقبل ان تنفجر بين يديه؟!