IMLebanon

لماذا تعجزون عن التركيز أحياناً؟

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

يمرّ كل شخص بأيام يشعر خلالها بالتَشتّت والضياع، وهذا أمر طبيعي. غير أنّ الرأس الذي يغزوه التشوّش والضباب ليس أمراً مُمتعاً على الإطلاق، خصوصاً إذا تعارضَ ذلك مع القدرة على التركيز على أشياء مهمّة مثل العمل، أو العائلة، أو المدرسة.

إستناداً إلى خبراء موقع «Livestrong»، توجد أسباب كثيرة مسؤولة عن عجزكم عن التركيز، أبرزها:

التعب

إنّ الشعور به لن يُطاول الجسم وحده فقط إنما أيضاً الدماغ. إنّ الحرمان من النوم يجعل الأشخاص غير قادرين على التركيز وإتمام المهام الموكلة إليهم، خصوصاً من دون الوقوع في أخطاء. وبحسب «Healthy Sleep» التابعة لـ»Division of Sleep Medicine at Harvard Medical School»، وجدت الأبحاث العلمية أنّ قلّة النوم تُضعف الأداء والتعلّم والذاكرة. وقد يرجع جزء من ذلك إلى طريقة تَعارض نقص النوم مع قدرة بعض خلايا الدماغ على العمل والتواصل مع بعضها.

ولمعالجة الأمر، يجب الحرص على توفير 7 ساعات من النوم كل ليلة. ولإنجاح ذلك، يُنصح بتفادي القيلولة الطويلة خلال اليوم، والخلود إلى الفراش والاستيقاظ يومياً في الوقت ذاته، وتفادي الوجبات الثقيلة والكحول والمُحفّزات مثل الكافيين قبل موعد النوم.

التوتر

عندما يشعر الإنسان بالتوتر أو القلق، ينشغل الدماغ وأحياناً الجسم بمحاولة محاربة المشاعر غير المُريحة لدرجة أنه يصعب عليه التركيز على أي شيء آخر. على سبيل المثال، قد يواجه الأشخاص أحياناً أفكاراً متسارعة تتعارض مع المهمّة التي يقومون بها. وتشمل الأعراض الأخرى للتوتر الضغط في العنق أو الظهر أو الكتفين، وانخفاض الدافع الجنسي، والغضب، وأوجاع الرأس. ومن أجل التغلّب على التوتر يمكن الانخراط المنتظِم في تمارين التأمل، واستهلاك مأكولات مليئة بالمغذيات، والحصول على نومٍ جيّد، وممارسة الرياضة بانتظام.

الجوع أو الحرمان من بعض المغذيات

إذا انخفض معدل السكّر في الدم نتيجة عدم الأكل، قد يتعرّض الإنسان للإغماء أو الدوخة، الأمر الذي يمنعه من التركيز. فضلاً عن أنّ الجوع يؤدي إلى نقص في الطاقة، ما يُلحق بدوره الضرر بالتركيز. أحياناً، قد ترجع هذه المشكلة إلى عدم الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية الصحيحة. على سبيل المثال، يحتاج الدماغ إلى الغلوكوز الذي يمتصّه الجسم من السكّريات والكربوهيدرات المستهلكة لاستمداد الطاقة، وفق «South Dakota Department of Health». لذلك، فإنّ الحصول على سناك حلو المذاق، مثل حصّة فاكهة، يمكن أن يمنح الذاكرة والتفكير والقدرة العقلية دُفعة مؤقتة. فإذا كنتم تحذفون الكثير من الكربوهيدرات من غذائكم، قد تواجهون صعوبة في التركيز. وبالمثل، تؤدي الأوميغا 3 الموجودة في السمك الدهني، كالسلمون مثلاً، دوراً حيوياً في صحّة الدماغ وأداء الذاكرة.

وعند عدم الحصول على جرعة كافية منها، قد يتعرّض الدماغ للتشوّش. ولإصلاح ذلك، يمكن بَدء اليوم بفطورٍ صحّي مثل الشوفان أو البيض، بعدما أظهرت الدراسات أنّ الوجبات الصباحية المُرتكزة على الحبوب الكاملة الغنيّة بالألياف، ومشتقات الحليب، والفاكهة قد تساعد على تقوية الذاكرة والانتباه على المدى القصير. كذلك لا بدّ من التركيز على الأطعمة التي تدعم وظائف الدماغ، مثل تناول حصّتين من السمك الدهني أسبوعياً، وأونصة واحدة في اليوم من المكسّرات أو البذور أو الشوكولا الأسود لغناها بمضادات الأكسدة مثل الفيتامين E الذي رُبط بانخفاض معرفي أقلّ مع التقدم في العمر. يبقى أخيراً عدم البقاء بِلا أكل لأكثر من 4 ساعات، إنما الحصول ولو على سناكٍ صغير عبارة عن شريحة جبنة أو حفنة من التوت أو المكسّرات.

محاولة القيام بالكثير في آن

قد تَتباهون بقدرتكم على إتمام مهام عديدة في الوقت ذاته، غير أنّ ذلك يستطيع في الواقع خفض الكفاءة والأداء. فعند محاولة القيام بأمرَين في آن، يفتقر الدماغ إلى القدرة على أداء كِلا المهمّتين معاً. المطلوب ببساطة وَضع لائحة والتركيز على المسؤوليات الأكثر إلحاحاً وأهمّية.

إضطراب في الانتباه

يمكن لنقص الانتباه أن يُشير إلى مشكلة أكثر جدّية مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD). ورغم أنه يرتبط غالباً بمرحلة الطفولة، إلّا أنه قد يستمرّ في سنوات المراهقة والبلوغ. وبالنسبة للبالغين، توجد مجموعة خصائص قد تُنذر بالـ»ADHD» أبرزها التأخّر في معظم الأوقات، وعدم إتمام كل المهام، ومُعاناة مشكلات سلوكية في الصغر، والعجز عن السيطرة على الاندفاع، وعدم القدرة على التنظيم، وشكوى الناس من تَعرُّض الشخص للنسيان وعدم السماع. في حال معاناة مثل هذه الأعراض وتعارضها بشكلٍ ملحوظ مع الأنشطة اليومية والعلاقات، لا بدّ من استشارة الطبيب.