IMLebanon

“ردة فعل السعودية مبالغ فيها”… نصرالله: نحن لا نهيمن على لبنان!

أكّد الأمين العام لـ”حزب اللّه” حسن نصراللّه، اليوم الخميس، أن “حزب اللّه اختار هذا اليوم العظيم والمبارك في تاريخ المقاومة في لبنان عمومًا، والمقاومة الإسلامية تحديدًا، وتاريخ المقاومة في المنطقة ليكون يومًا لكل الشهداء”.

وقال نصرالله بمناسبة “يوم الشهيد”: “هذه ذكرى سنوية لكل الشهداء ولذلك كل عائلة شهيد في حزب الله تعتبر هذا اليوم هو يوم شهيدها, للشهيد مكانة عالية جدًا. عندما نتحدث عن هؤلاء الشهداء نتحدّث عن انجازات تاريخية وليس عن انجازات محدودة, وعن كل انجازات كل الشهداء في كل القوى الوطنية والاسلامية. من أهم هذه الانجازات تحرير الأرض والأسرى والحماية والردع وهذه الانجازات ما زالت مستمرة. من انجازات الشهداء منع الهيمنة الأميركية الكاملة على لبنان ليكون في لبنان امكانية أن يكون دولة ذات سيادة واستقلال وحرية”.

ورأى نصرالله أنّ “المناورات الاسرائيلية تعكس الخوف من اقتحام لبنان للمستعمرات في الجليل”، مضيفًا انّ الإسرائيليين يدركون قوة المقاومة وصدقها وعلو شأنها وأهمية عقولها الاستراتيجية”.

وتابع: “هناك من يتحدث في لبنان عن “ضعف” محور المقاومة رغم تأكيد المعطيات عكس ذلك، اسرائيل تعيش القلق الوجودي والعنف الاسرائيلي المتزايد على الاسرى والفلسطينيين ليس علامة قوة بل علامة قلق وذعر. نحن نتحدث عن نفوذ وهيمنة اميركية ما، ما زالت قائمة وموجودة على مستويات عدة”.

واشار الى انّ “ما تمكّنا انجازه حتى الان هو أنه منعنا الهيمنة الاميركية الكاملة وهذا ببركة انجازات الشهداء. لبنان يتعرض لضغوط منذ سنوات وهي تضاعفت خلال ادارة ترامب”.

وأردف الامين العام لـ”حزب الله”: “نحن في حزب الله نتطلع الى قيام دولة مركزية وعادلة ولكل ابنائها وذات استقلال حقيقي ومن أبسط تجليات السيادة والاستقلال هو رفض الاملاءات الخارجية بشأن ترسيم الحدود البحرية . الأميركيون يضحكون على لبنان بما يسمى تسوية خط هوف. لبنان هنا يستند الى قوة دماء الشهداء وقوة الأحياء فينا والمقاومة القادرة على ردع العدو ومن خلفه من أن يمد يده على حبة تراب أو ثروة لبنانية”.

وعن أزمة لبنان مع السعودية، أكد اننا “معنيون جدًا بتبيين الحقائق لأننا أمام معركة رأي عام وأمام مظلومية أيضًا ولا يصح للمظلوم أن يسكت عندما يتمكن من تبيان حقه”. واعتبر انّ “ردّة فعل السعودية على تصريحات الوزير قرداحي مبالغ فيها جدًا جدًا”.

الى ذلك، توجّه نصرالله لأصدقاء السعودية في لبنان، قائلًا: “السعودية قدّمت نفسها صديقة؛ فهل هكذا يتعاطى الصديق مع صديقه؛ فاذا كان هناك مشكلة مع وزير الاعلام أو حزب الله فلتحصر ردود الفعل في حدود المشكلة”، لافتًا الى انّ “سوريا التي نقول عنها أنها صديقة لبنان لم تقدم على خطوة ضد بلدنا رغم شتمها خلال 16 سنة. سوريا لم تقف عائقا دون وصول الغاز والكهرباء الى لبنان رغم الحملات والشتائم والاعتداءات ايران كذلك واصلت استعدادها لتقديم المساعدة ولم تمنن أحدا رغم الحملات ضدها والشتائم خلال 16 سنة، نحن أيّدنا موقف وزير الاعلام ان لا يستقيل ورفضنا أن يُقال”.

كما سأل: “اليوم اذا استقال وزير أو أقيل؛ فهل يحصل هذا الأمر في دولة سيدة وحرة وكريمة وشريفة؟ وهل تحل المشكلة كما قال كثير من اللبنانيين في استقالة وزير؟ من طالب وزير الاعلام أن يقدّم المصلحة الوطنية؛ فهل المصلحة الوطنية في استجابة في كل ما يطلبه الخارج؟ المطالب والشروط السعودية لا تنتهي في لبنان وهل المصلحة الوطنية في في الخضوع والاذلال؟”

ولفت نصرالله الى انّ “السعودية تريد من حلفائها في لبنان أن يخوضوا حربًا أهلية. مشكلة السعودية مع حلفائها في لبنان أنها تريد منهم خوض قتال مع حزب الله لمصلحة المشروع الأميركي الاسرائيلي في المنطقة”.

في سياق آخر، قال: “أيّ لبناني يدرك أنّ المزاعم السعودية حول هيمنة حزب الله على لبنان هي غير صحيحة أبدًا. لا ننكر بأننا جهة مؤثرة وبأننا أكبر حزب على المستوى السياسي والهيكلية ولكن لا نهيمن. هناك قوى أقل من قوتنا ولها تأثير كبير على الدولة ولا سيما في القضاء. من الأمثلة على أنّ حزب الله ليس مهيمنا؛ هو أن كيف لحزب ميهمن لا يستطيع تنحية قاضٍ عن ملف يعمل فيه باستنسابية وتسييس؟ هل نحن حزب مهيمن في وقت لا نستطيع ايصال سفن المازوت الى الشواطئ اللبنانية؟ حجّة السعودية بافتعال أزمة مع لبنان بسبب هيمنة حزب الله هذا افتراء كامل وكذب محض”.

وعن موضوع حادثة الطيونة، أكد نصرالله ألّا مقايضة بين ملف مرفأ بيروت وملف الطيونة والمطلوب الوصول الى الحقيقة والعدالة في الملفين.

وعن الحرب اليمنية، اشار نصرالله الى انّ “القصة في اليمن هي قصة مأرب والحرب العدوانية عليها ونتائج هذه الحرب؛ فبعد سبع سنوات من الحرب وانفاق مئات المليارات نتيجتها كانت الفشل. تداعيات مأرب ستكون كبيرة جدًا في اليمن والمنطقة والسعودية تدرك ذلك، الأميركيون أنفسهم أكّدوا ان سقوط مأرب هي هزيمة مدوية للسعودية التي تدرك ذلك”.

كما شدد على انّ “المفاوضات السعودية – الايرانية لن تتطرق الى لبنان من أي زاوية كانت”، وتابع: “اذا أردتم الخلاص من موضوع اليمن فليس عبر العقوبات على حزب الله او على لبنان أو أي طريق آخر بل بوقف اطلاق النار والحصار”.