IMLebanon

في أبعاد التقارب الإماراتي-السوري: نية لتطويق النفوذ الإيراني؟

جاء في “المركزية”:

سيل من التحليلات والقراءات يغزو المواقع الاعلامية والصالونات السياسية حول أبعاد وأسباب زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان للرئيس السوري بشار الأسد، كونها خطوة اولى من نوعها منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من 10 سنوات، وبعد أقل من شهر على اتصال هاتفي جرى في 20 تشرين الأول الماضي بين الرئيس السوري وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

البعض يرى في التقارب الذي طرأ على العلاقات بين البلدين محاولة من الإمارات – عرّابة التطبيع مع إسرائيل- لشدّ سوريا إلى جهتها والتطبيع مقابل مغريات يكتسبها الأسد، أو أنه تنسيق إماراتي – مصري – أردني يعتبر أن العودة إلى سوريا وسيلة للحد من نفوذ باقي القوى الإقليمية الفاعلة فيها، ومسعى لالتفاف سياسي على إيران ومحورها بهدف إبعادها عن دمشق ودول المنطقة التي تحاول مصر استعادتها إلى الحضن العربي ومنع أي نفوذ لطهران على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

محلل شؤون الشرق الأوسط ومدير “مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية” سامي نادر اعتبر عبر “المركزية” أن “منذ فترة بذلت محاولات لإعادة سوريا إلى الأسرة العربية، فالثورة التي كانت ستطيح النظام أحبطت بعدما ارتطمت بحائط لأسباب أغلبها جيوسياسية منها ما له علاقة بالتمدد التركي وما يرتبط بالاتفاق النووي مع إيران والانفتاح عليها… إلى جانب التدخل الروسي الذي أعاد تثبيت النظام على الأقل في المساحة التي يسيطر عليها راهناً. المواجهة مع إيران مفتوحة وسياسات تركيا في المنطقة تبعث القلق، بالتالي لاحظنا في الفترة الأخيرة تقاربا بين الدول العربية وروسيا في مسعى لإعادة التوازن في المنطقة ووقف التمددين التركي والإيراني كونه يحصل على حساب دول عربية وخليجية، حيث تشجّع تركيا التنظيمات الإسلامية على الأقل في الفترة الأولى، أما إيران فمستمرة في مشروع تصدير الثورة الإسلامية عبر الإثنوغرافيا أي الدخول إلى الدول وتحريكها إثنياً لتوسيع النفوذ عبر اللعب على الإنتماء الشيعي ومحاولة استخدامه كوسيلة لزعزعة الاستقرار، كما هي الحال في العراق واليمن ولبنان. وضمن هذا الإطار يمكن إدراج التقارب السوري مع دول الخليج”.

ولفت إلى أن التحرك باتجاه سوريا “الحاصل للأسباب الجيوسياسية المذكورة آنفاً يصطدم بموقف أميركي رافض، لأن واشنطن لا تزال تعتبر أن النظام السوري قمعي، واللافت وصف الأسد بالديكتاتور المتوحش في البيان الصادر عن الإدراة الأميركية تعقيباً على الزيارة”.

واستبعد نادر أن “يتم التقارب فعلياً قبل أن يقوم النظام السوري بالإصلاحات الداخلية المطلوبة منه، وأن يتخذ مسافة حقيقية مع إيران. لكن السؤال الأهم: هلهو قادر  فعلاً على أخذ هذه المسافة؟”.

أما في ما خصّ كيفية التعامل الإيراني مع التطوّرات الأخيرة وعودة العرب تدريجا الى سوريا، خصوصاً وأن الوزير الإماراتي تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعد زيارته دمشق، فأشار نادر إلى أن “طهران حاولت اخذ الموضوع إلى مصلحتها باعتبار أنه انتصار في سوريا، وهذا ما جاء على لسان أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله. إلا أن الأمور أفظع بالنسبة إليهم لأن روسيا أصبحت اللاعب الأوّل في الداخل السوري ولم تعد الثاني وهي تتمكن من تحريك الأمور لصالحها. الأكيد أن التقارب الإماراتي – السوري حصل بمسعى وشراكة روسية لأنها هي الضامنة، على حساب دور إيران