IMLebanon

الأزمة مع الخليج تتصاعد: قطيعة و”طلاق” وحصار؟!

جاء في “المركزية”:

رفض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس اقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، من باب حرصه على “السيادة” اللبنانية واعتراضه على الخضوع للاملاءات الخارجية، سائلا “اين المصلحة الوطنية” في سلوك كهذا؟

هذه زبدة الخطاب الذي القاه امس، فهذه السطور الثلاثة هي ما يهمّ اللبنانيين في الكلمة التي القاها نصرالله على مدى ساعة ونصف الساعة على مسامعهم. بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هم ارادوا ان يعرفوا اي منحى ستتخذه الازمة الدبلوماسية بين بلادهم ودول الخليج، خاصة وان عمليّة تضييق الخناق اكثر بين الاخيرة وبيروت، ستشتد في قابل الايام، وستتخذ اشكال قطيعة و”طلاق” وربما حصار، اذا لم تسارع الدولة اللبنانية الى فعل “شيء ما”، أقلّه في حق مَن تسبب بفتح المواجهة هذه. فأتاهم الجواب من نصرالله بأن “ليفعل الخليجيون ما يريدون، نحن لن نتراجع وقرداحي لن يستقيل”، داعيا اللبنانيين الى “الصبر”.

هو اذا اقرّ ان في تشدده هذا، “وجعا” للناس، لا “مصلحة وطنية”، بل مصلحة لحزبه ولايران في مواجهتهما الاقليمية مع المملكة، في اليمن وسوريا والعراق ولبنان… فأين المصلحة الوطنية في عزل لبنان عن محيطه وفي اقفال ابواب دول الخليج في وجهه، اكان على الصعيد التجاري او الاقتصادي او “الانساني” بعد التشدد في اعطاء التأشيرات للبنانيين بما سيمنع التواصل بين مئات آلاف اللبنانيين العاملين في الخليج، وعائلاتهم الموجودة في لبنان؟

واذ تشير الى ان مواقف نصرالله هذه زادت طين الازمة بلّة، خاصة وانه ذهب نحو “تدريس” المملكة كيف تكون الصداقة، علما ان الرياض اغدقت المساعدات على اللبنانيين ودولتهم بالملاييين على مر السنوات الماضية، واحتضنتهم في ربوعها، فيما ايران ترسل السلاح والاموال الى حزب الله فقط لا غير منذ سنوات، لتُكبّره وتعزّزه “على حساب” الدولة، تقول المصادر ان دعوة نصرالله الخليجيين الى معاقبة الحزب وحده، لا “الدولة”، كون مشكلتهم معه فقط، لم تكن موفّقة. فهو انطلق فيها من نقطة “الفصل بين الحزب والدولة”، داحضا هيمنته عليها، مستخدما اسلوب “التّمسكن” نفطيا وقضائيا. الا انه تناسى ان الامور في خواتيمها لا في “شكلها”: ففي نهاية المطاف هو ادخل نفطا ايرانيا الى لبنان ولم يقل له احد كلمة واحدة، كما عطّل مجلس الوزراء ولا يزال، الى حين “قبع” المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ طارق البيطار”، فيما لم تتشكل الحكومة الا بعد ضوء اخضر ايراني توفّر لها،  كما ان الانتخابات الرئاسية لم تحصل الا بعد ان أمّن وصول حليفه الى بعبدا، ففرض سيطرته على المؤسسات الدستورية كلّها.

في الخلاصة، تتابع المصادر، الازمة الدبلوماسية والحكومية تبدو مرشّحة لمزيد من الاستمرار والاشتداد بعد كلام نصرالله، في انتظار تطورات اقليمية سعودية – ايرانية او اميركية – ايرانية في فيينا، تليّن موقف ايران وتسمح للحزب بتقديم تنازلٍ ما، تطورات قد تحصل او لا تحصل في المدى المنظور… فحتى ولو قرر وزير الاعلام الاستقالة طوعا، قد يكون سبق السيف العزل…