IMLebanon

القطيعة الخليجية الى ما بعد الانتخابات؟

إذا كان ثمة مَن يراهن في الداخل على وساطة ما، يمكن ان تضطلع بها قطر لتبريد الاجواء بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، فإنه يُخطئ الحساب. وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن الذي يفترض ان يزور بيروت هذا الاسبوع، سيحثّ على معاودة مجلس الوزراء نشاطه وعلى فكّ أسره ووقف تكبيله بالشروط والشروط المضادة، لتركه يعمل فيدير الانهيار اللبناني، بالتي هي أحسن. الا انه لن يعرض اي مخرج للمأزق الدبلوماسي مع الخليجيين.

هو سيؤكد، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ان لا بد من خطوات حسن نيّة يبادر لبنان الرسمي الى اتخاذها، من قبيل استقالة او اقالة وزير الاعلام جورج قرداحي التي تسببت تصريحاته بالأزمة الناشئة، غير انه سيلفت مضيفيه، الى ان بادرة من هذا النوع لا تعني ان المشكلة ستُحلّ، بل قد تهدّئ نوعا ما، من الاجراءات العقابية الخليجية.

فوفق المصادر، تتجه الامور نحو ما هو اقوى وأكثر ايلاما في الايام المقبلة، خاصة اذا بقيت الدولة في موقع المتفرج. في الساعات الماضية، كشفت صحيفة “الجريدة” الكويتية أن السلطات الكويتية أوقفت جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، عازية ذلك إلى “عدم استقرار لبنان على الصعيدين السياسي والمالي”. ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تسمها، اشارتها الى أن وزارة الخارجية أضافت لبنان إلى قائمة الدول الموقوف تحويل التبرعات إليها. ولفتت إلى أن “وزارة الشؤون تلقت مخاطبة من وزارة الخارجية بوقف جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، عبر منظومة العمل الإنساني التابعة لها حتى إشعار آخر، وحتى استقرار الأوضاع”. وتقول المصادر إن “هناك تخوفا كويتيا من أن يعصف أي انهيار اقتصادي في بيروت بأموال التبرعات”. هذا الاجراء يأتي غداة قرار السلطات الكويتية “التشدد” في منح تأشيرات للبنانيين.

بشكل تصاعدي اذا، ستستمر هذه التدابير، وستحذو دول اخرى في مجلس التعاون الخليجي، قريبا، حذو الكويت، بحيث قد تقطع ايضا العلاقات التجارية مع لبنان وربما توقف الرحلات الجوية من اراضيها الى بيروت وبالعكس…

حتى الساعة، اقالة قرداحي في مجلس الوزراء شبه مستحيلة، بفيتو قوي يرفعه حزب الله في وجه اجراء كهذا، يعتبره استسلاما ورضوخا للاملاءات الخارجية وخرقا للسيادة الوطنية. فهل يمكن للرجل ان يقرر، من تلقاء نفسه، الاستقالة؟ حتى اللحظة، هذا الخيار بعيد ايضا. وهذه المعطيات تعني ان الهوة بين بيروت والخليج ستتسع وتكبر. وما يعزز هذا الانطباع السلبي، مواقف غير مساعدة في التهدئة، كمِثل قول وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان اليوم “نتابع الشأن اللبناني بقلق ولا سيما سلوك بعض السفارات العربية في لبنان”.

القطيعة باقية اذا على الارجح، ربما الى ما بعد الانتخابات النيابية “اذا حصلت”: فإما تفرز اغلبية جديدة تنتزع السلطة من يد حزب الله، فيعود لبنان الى العرب قبل ان يعودوا هم اليه، او تُبقي القديم على قدمه ويستمر لبنان مقاطعة “ايرانيّة”.