IMLebanon

بري: موقف قرداحي ليس كافياً لاستقالته أو إقالته!

كتب غاصب المختار في “اللواء”:   

إنشغل لبنان يومي السبت والاحد بكارثة الحرائق التي اندلعت من عكار الى منطقتي صور والنبطية مرورا بجبل لبنان، فيما الانشغال الرسمي مازال قاصراً عن معالجة الازمات القائمة، مع ان معلومات «اللواء» تفيد عن تحرك مرتقب او مبادرة للرئيس نبيه بري لم تتضح معالمها، بعد زيارة وزير الاعلام جورج قرداحي له يوم الجمعة، وإعلانه انه لن يستقيل ما لم يحصل على «الضمانات المطلوبة» من السعودية بإعادة العلاقات الى طبيعتها مع لبنان. عدا عن تعويل ما على تحرك جديد للبطريرك بشارة الراعي بالتنسيق مع المعنيين ومنهم الوزير قرداحي نفسه. فيما يرتقب الوسط الرسمي زيارة وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت هذا الاسبوع، «بعد التشاور مع الجانب السعودي. علماً أنه لا توجد مقاربة قطرية مكتملة حيال مخرج للأزمة، لاسيما وأنّ حراك الدوحة سيكون محكوماً بخطوط لا يمكن تجاوزها خليجياً». حسبما ذكرت بعض المعلومات الواردة من الخليج.

لكن المصادر المتابعة دعت الى متابعة خلفيات زيارة الوزير قرداحي للرئيس بري، والتي حسب مصادر قرداحي لـ «اللواء» لم تتطرق بشكل مباشر وعميق الى المشكلة بتفاصيلها، لكن بري اكد «ان موقف الوزير لا يُعتبر سبباً كافياً لإستقالته او إقالته لأني انا ايضاً قلت ان حرب اليمن عبثية وليحاسبوني إذاً»، كما ان وليد جنبلاط وصفها بالعبثية لأنه لا يجوز الاقتتال بين الاخوة كل هذه المدة. لكن بري لم يتحدث خلال اللقاء عن تفاصيل ما ينوي القيام به ولا عن أي مبادرة يفكر بها. لكن علمت «اللواء» ان البحث ما زال يدور حول مخارج قانونية – قضائية منعاً لإحراج اي طرف.

وفيما تنتظر اوساط القصر الجمهوري اي جديد يطرأ على الموضوع. نفت الاوساط ما تردد عن زيارة سيقوم بها الرئيس ميشال عون الى دولة الامارات بدعوة رسمية لتمثيل لبنان في اليوم المخصص للبنان  في معرض «إكسبو دبي» والمصادف يوم عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني الحالي، وهي الزيارة التي عوّل عليها البعض لفتح باب الحوار مع دول الخليج بعد الازمة التي سببتها مواقف الوزير قرداحي حول اليمن.وقالت: ان الزيارة مازالت قيد الدرس.

وتوقفت المصادر امام المساعي العربية – والخليجية تحديداً بشكل خاص- لإعادة سوريا الى جامعة الدول العربية بينما يتم عزل لبنان عربياً وخليجياً، وتخوفت من ان يصل الامر الى استعادة سوريا الى الحضن العربي وسحب لبنان منه في حال تصاعدت الاجراءات الخليجية ضد لبنان! لا سيما بعد الاعلان عن لقاء علني هو الاول، بين  مديري المخابرات السورية اللواء حسام لوقا والسعودية الفريق خالد الحميدان، على هامش «المنتدى العربي الاستخباراتي في مصر» في التاسع من الشهر الحالي. والذي جاء بعد زيارة وزير خارجية الامارات الشيخ محمد بن زايد آلنهيان الى سوريا منذ ايام، وهوما ترافق مع تسريبات عن مسعى عربي لإبعاد سوريا عن ايران.وسط معلومات سرّبتها مصادر سورية وغير سورية ان «اللقاءات الأمنية بين الدولتين لم تتوقف أبداً لكنها كانت لقاءات سرية واليوم أصبحت علنية». كما افادت معلومات اخرى غير مؤكدة ان الحميدان زار العاصمة السورية في شهر ايار الماضي، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد ونائب الرئيس للشؤون الأمنية اللواء علي المملوك، وجرى بحث في فتح السفارة السعودية في دمشق.

كل هذه التطورات الجارية في الاقليم يتعامل معها لبنان الرسمي بترقب لنتائجها خشية ان تأتي على حسابه، ما لم يبادر المعنيون الى خطوة او خطوات تُطمئن العرب وفي الوقت ذاته تفتح نافذة على الحوار المطلوب، وهو ما يترقبه بشكل اساسي الرئيس نجيب ميقاتي الذي ما زال يأمل «بأن يُغلّب الوزير القرداحي المصالح الوطنية على الخاصة بمبادرة منه»، حسبما تقول اوساط رئيس الحكومة. لكن مصادر وزارية استبعدت ان يصل الامر الى حد تجميد عضوية لبنان في الجامعة العربية حتى لو تصاعدت الاجراءات الخليجية ضده، لا سيما وان المساعي العربية وغير العربية ما زالت قائمة لمعالجة الأزمة مع السعودية.