IMLebanon

“الأحرار” ومحاولة توسيع “بيكار” الجبهة السياديّة

كتب ألان سركيس في نداء الوطن:

بدأت الاستعدادات لاستحقاق الإنتخابات النيابية خصوصاً وأن المعركة ستُخاض هذا العام تحت عناوين كبرى.

تركت “غزوة” عين الرمانة أثرها داخل المجتمع المسيحي واللبناني، وأعادت تصويب البوصلة وقرّبت القوى السيادية من بعضها البعض، وهذا الأمر جعل من هذه القوى تفكّر جدياً بخوض الاستحقاق النيابي أقلّه بالتنسيق بين بعضها البعض.

واللافت أن حزب “الوطنيين الأحرار” كان أوّل من قرأ المشهدية الصعبة وبدأ العمل على توحيد السياديين في اللقاء الذي عُقد في السوديكو بعناوين سيادية وإصلاحية واضحة.

وأتت أحداث الطيونة لتسرّع في هذا الموضوع، وبات واجباً خلق جبهة تضمّ جميع الطوائف وهدفها مواجهة مشروع “الدويلة”، والتصدّي لمحاولات تغيير وجه لبنان وعزله عن العالمين العربي والغربي وحصره بالمحور السوري – الإيراني.

وفي السياق، فإن حزب “الأحرار” يُكثّف نشاطاته ويتواصل مع الجميع من دون استثناء بهدف خلق هذه الجبهة، وإذا كان الأساس على الساحة المسيحية حزب “القوات اللبنانية”، وسنياً الوزير السابق أشرف ريفي، إلا أن حراكه يتمّ بالتنسيق أيضاً مع الأحرار الشيعة المنتفضين على تجاوزات “حزب الله” وحركة “أمل”، وكذلك مع المكوّن الدرزي الذي يؤمن بسيادة لبنان واستقلاله.

ويعلم “الأحرار” جيداً أن الإنتخابات النيابية المقبلة تشكّل مدخلاً للتغيير، لذلك فإن جهده ينصبّ على خلق أكبر تجمّع سيادي في وجه “حزب الله” و”التيار الوطني الحرّ” والأكثرية الحاكمة.

ومن هذه الزاوية لا يُفكّر “الحزب” حسب مسؤوليه بحسابات الربح والخسارة، ويعتبر أن أياً من الفريق السيادي قد يصل إلى الندوة البرلمانية كأنه ممثّل، لذلك فإن عمله يتمّ على أساس بيكار وطني كبير وليس من ضمن زواريب السياسة الضيقة، التي تمنح “حزب الله” أكثرية جديدة يتحكّم من خلالها بالبلاد لمدة أربع سنوات جديدة.

وأمام كل هذه الوقائع، فإن “الأحرار” عازم على خوض الإستحقاق النيابي في كل الدوائر وعلى رأسها الدوائر المسيحية، وفي هذا السياق سيكون له مرشّح أساسي في الشوف يُرجّح أن يكون رئيس الحزب كميل شمعون، إضافة إلى مرشحين في أقضية عاليه وبعبدا والمتن وكسروان وبيروت الأولى وجزين وزحلة وزغرتا، ويدرس خيارات خوض الإنتخابات في الدوائر المختلطة، وذلك وفق ظروف المعركة.

لا شكّ أن ولادة الجبهة السيادية بشكل يشبه تجمّع 14 آذار تواجه عراقيل كثيرة، أبرزها رماديّة مواقف الرئيس سعد الحريري وعدم حسم قراره وحصر مواجهته بالعهد ورئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل، وتناغمه مع “حزب الله” و”أمل” بالنسبة إلى ضرب تحقيق المرفأ، كذلك فإن رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط لم يحسم خياراته نهائياً.

وبالتالي فإن العمل يجري على توحيد صفوف المعارضة الموجودة حالياً وإمكان تكبيرها وانضمام أفرقاء جدد تحت عباءتها، وإلا فإن خوض كل فريق معركته محاولاً الفوز بأكبر عدد من النواب سيخسّر الجميع وسيكون “حزب الله” الرابح الأكبر.

خلقت الأزمة الجديدة مع الخليج صدمة لدى الرأي العام الذي يُشاهد بلده يُطوّق ويُعزل بسبب خفّة وقلّة مسؤولية الطبقة الحاكمة، ويرى “الأحرار” أنه بات واجباً على القوى السيادية أن تتوحّد لكي لا يضيع ما تبقّى من أساسات الكيان.