IMLebanon

نصرالله: “بيع المازوت” سينطلق… وتحقيق المرفأ استنسابي

لفت الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله إلى أننا “وجدنا أن الجهات القضائية المعنية في ملف انفجار مرفأ بيروت تمارس الاستنسابية وتخضع للسياسة، وما جرى في اليومين الماضيين يؤكد كل ما تحدثنا عنه خلال عام”.

وسأل، في كلمة له عن آخر المستجدات السياسية: “هل يوجد اليوم في القضاء اللبناني قاضٍ يجرؤ على أن يأخذ قرارًا بتنحية القاضي العدلي؟ هناك قاضٍ تقدم في هذا الاتجاه لكنهم هددوه وحاربوه”.

ورأى أن “ما يجري الآن هو أن بعض القضاء اللبناني يحمي بعضه البعض، وأن كل المعطيات تقول أن القضاة المعنيين بملف مرفأ بيروت هم في دائرة الاتهام والشبهة، وأن المسار القضائي الحالي في قضية المرفأ استنسابي لن يوصل إلى الحقيقة”.

وعن قضية الطيونة، اعتبر نصرالله أن “الموضوع تحوّل إلى القضاء العسكري ولكنه منذ الأيام الأولى تعرض هذا القضاء لضغوظ كبيرة من جهات دينية وسياسية”.

وأضاف: “أُفرج عن بعض الموقوفين ويستمر الضغط لإطلاق بقية الموقوفين”، وقال: “إن ضغوط الجهات السياسية والدينية على القضاء استهتار بالقتلى والجرحى وعائلاتهم وبالجهات التي ينتمون إليها”.

وحذر من أن “ما تمارسه الجهات السياسية والدينية من ضغوط على القضاء قد يدفع الأهالي للأخذ بالثأر”، وأن الاستمرار بالمسار الحالي في قضية كمين الطيونة خطر ويمكن أن يدفع البلد إلى الفتنة”.

في سياق آخر، بارك نصرالله لجميع اللبنانيين عيد الاستقلال، داعيًا الله أن “يمكّن الشعب اللبناني دائمًا أن يحافظ ويصنع ويصون استقلاله وسيادته وحريته واستقلال دولته وحريتها”، لافتًا إلى أن “لبنان دخل عام 1942 في مرحلة جديدة بالنسبة له كدولة، وأن مسؤولية اللبنانيين جميعًا أن يحافظوا على استقلالهم، وإذا كان استقلالهم شكليًا أن يحولوه إلى استقلال حقيقي وكامل”.

واعتبر أن “جزءًا كبيرًا من الشعب اللبناني قاوم وآمن بالمقاومة بأشكالها المختلفة وصولًا الى الانتصار الكبير، وعام 1985 عندما خرجت القوات الإسرائيلية من العاصمة ومن جبل لبنان وصيدا وراشيا وصولًا إلى الانتصار الأعظم عام 2000 بالهروب الاسرائيلي من جنوب لبنان”.

وأردف: “عندما يُمنع لبنان من الاستفادة من ثرواته يعني نحن أمام سيادة منقوصة، وعندما نشهد في كل يوم التدخل الأميركي السافر في القضاء والسياسة والأمن والانتخابات النيابية المقبلة هذا يعني سيادة منقوصة”.

وأكد أنه “ما دام لبنان في دائرة التهديد الاسرائيلي المتواصل يعني نحن في قلب معركة الاستقلال والسيادة، وكنا قد انتصرنا في العديد من مراحلها ونحن واثقون أننا إن واصلنا الطريق بعزم وثبات فأمامنا مزيد من الانتصارات”.

وعن وضع الحزب على لوائح الإرهاب، أشار نصرالله إلى أن “وضع حزب الله على لوائح الإرهاب قد يكون له علاقة بتطورات المنطقة أو بالانتخابات النيابية”، مؤكدًا أن “كل العقوبات لن تقدم ولن تؤثر على عزم وتصميم وإرادة المقاومين ولا في وعي البيئات المساندة لحركات المقاومة”.

وعن ملف فيروس كورونا، أشار إلى أن “ارتفاع عدد إصابات كورونا في لبنان والوفيات أيضًا هو أمر خطير”، مضيفًا: “نحن في بداية كورونا كنا قد أعلنا عن خطة ونفذناها ونجحنا والليلة أقول قد قررنا تفعيل هذه الخطة 100 %”.

وأشار إلى أن “وزارة الصحة معنية بالمزيد من بذل الجهود والعمل أيًا تكن الصعوبات”، متوجهًا لوزير الصحة فراس الأبيض بالقول: “نحن جاهزون لأي مساعدة في مختلف المجالات”، معتبرًا أنه “ليس مهمًا وزير الصحة لأي خط سياسي ينتمي فالبلد في خطر وكما في الوزارة السابقة نضع كل امكانياتنا حاليًا في خدمة الوزارة الحالية”.

كما دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والجهات المعنية إلى “إعادة النظر في القرارات الأخيرة المتعلقة برفع الدعم عن بعض الأدوية”، لافتًا إلى أنه “يجب إعادة النظر بالقرارات الأخيرة “فلا يجوز رفع الدعم عن بعض الأدوية فليس مبررًا أنه ليس في الدولة المال الكافي لذلك، وهناك آلاف الأشخاص نتيجة هذه القرارات غير المحسوبة هم في معرض الموت”.

كما دعا إلى “إلغاء وزارات وموازنات فهناك آلاف من الناس عرضة للموت وهذا الشيء ليس له علاقة بالمزايدات السياسية”.

وعن الفيول الإيراني، ذكّر نصرالله بأنه “أمام طوابير الذل على المحطات ونمو السوق السوداء وفقدان المادة أعلنا أننا إذا بقي الموضوع على حاله سنلجأ إلى إيران لنشتري منها ضمن تسهيلات بنزين ومازوت لمعالجة الوضع اذا استمر على ما هو عليه. الآن المادة متوفرة في الأسواق ولا يوجد طوابير ذل، لكن مع ذلك لم نخرج من الوعد المشروط الذي انتفى بانتفاء الشرط لكن ذهبنا لمحاولة المساعدة في تخفيف المعاناة”.

وقال: “لا نريد الحلول مكان شركات المشتقات النفطية، لكن ما أردناه هو المساهمة في تخفيف الأزمة”، مضيفًا: “معنيون بنقل عشرات الصهاريج من بانياس إلى بعلبك يعني 250 كلم في الوقت لو تم معالجة هذا الموضوع بأن تأتي البواخر إلى الزهراني أو طرابلس لكان الموضوع أفضل”، لافتًا إلى أن “لضغوط الأميركية على الحكومة دفعتنا نحو استقدام المازوت عبر سوريا بالرغم من الصعوبات”.

وحول “مباردة المازوت”، أعلن أن “المرحلة الأولى من مشروعنا بدأت في أيلول وانتهت في تشرين الثاني والمرحلة الثانية هي التي سوف تبدأ بعد أيام قليلة”، وقال: “قمنا بإيصال المازوت مباشرة إلى عدد من البلديات والمؤسسات الحكومية والمستشفيات ودور الأيتام والعجزة وما شاكل بالرغم من مشقة هذا الأمر”، مشيرًا إلى أن “قيمة الهبات التي قُدِّمت خلال المرحلة الأولى بلغت ما يقارب مليونين و600 ألف دولار”.

وعرض نصرالله ما قدّمه “حزب الله” من مساعدة محروقات، قائلا: “قدمنا المازوت خلال شهرين الى 80 مؤسسة من دور العجزة والأيتام وكذلك 320 بلدية لتشغيل آبار المياه و22 مستشفى حكومي و71 فوج اطفاء في الدفاع المدني الرسمي. إن المرحلة الأولى من مبادرة المازوت كانت كلفة الدعم فيها التي تحملناها 7 مليون و 750 ألف دولار”، منوّهًا إلى “إيقاف المرحلة الأولى من توزيع المازوت قبل أيام استعدادًا للمرحلة الثانية”.

وتابع: “اعتمدنا آلية بيع وتوزيع بطيئة ومعقدة نوعا ما وهذا أمر طبيعي لأن عملية التحقق تأخذ وقتًا لنضمن أن المازوت الإيراني المدعوم يصل إلى من يستحقه ولا يذهب إلى السوق السوداء. وتحملنا في المرحلة الأولى من مبادرة المازوت عشرة ملايين دولار تحت عنوان المساعدة وتخفيف المعاناة عن شرائح محددة في لبنان”.

وأردف: “الجهات ضمن القسم الأول التي قدمنا إليها الهبات سنجدّد لها الهبات مرة أخيرة لشهر واحد”.

وكشف عن المرحلة الثانية من مبادرة المازوت، فقال: “إن المعيار هو البلدات والمدن الواقعة فوق سطح البحر بـ500 متر وسيقدم للعائلات المقيمة في هذه البلدات ويشمل جميع المواطنين”.

وأعلن أننا “سنبيع برميل المازوت للعائلة بأقل من السعر الرسمي بمليون ليرة والدفع بالليرة، ومئات آلاف العائلات بحسب إحصائياتنا ستستفيد من هذا المشروع”.

واعتبر أن “الطريق الأنسب لتحقيق آلية توزيع المازوت هي البلديات وسيتم التواصل معها لتحديد أعداد العائلات لديها والكميات المطلوبة وشركات الامانة توصل المازوت إلى المحطات التي تختارها البلديات”، وقال: “هناك باخرة ستصل خلال أيام قليلة والمطلوب العمل والتواصل بهدوء لأن كل الهدف تخفيف المعاناة. جزء كبير من المادة التي نحتاجها لتغطية حاجة العائلات دخلت الأراضي اللبنانية وهناك جزء في المخازن بسوريا يتم نقله”.

ولفت إلى أنه “في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية هناك هجمة كبيرة على حزب الله وهذا ليس جديدًا لكن الجديد هو التكثيف وما يقولون أنها وثائق. هذه الوثائق مزورة ومن أقدم على التزوير غير محترف وليس لبنانيًا والمضمون سخيف جدًا”.

وتناول نصرالله “الدخول الإسرائيلي العلني في شمال أفريقيا، وما له من مخاطر على دول عربية في تلك المنطقة منها الجزائر”، وقال: “نشهد مسار تسريع عمليات التطبيع مع العديد من الدول العربية وكان آخر مشهد معيب ووقح هو ما شهدناه في المغرب”.