IMLebanon

أيّ إجراءات بعد التشخيص بمقدّمات السكّري؟

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

إستناداً إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تحدث مرحلة ما قبل السكّري (Prediabetes) عندما يعاني الشخص من مستويات السكّر في الدم أعلى من الطبيعي، الأمر الذي يرفع خطر الإصابة بالسكّري من النوع 2 وأيضاً أمراض القلب والسكتات الدماغية. غير أنّ معرفة سُبل التحكّم في مرحلة ما قبل السكّري قد تساعد على تفادي هذه المشكلات الصحّية.

لحسن الحظّ، إنّ معاناة مقدّمات السكّري لا تضمن مزيداً من التشخيصات في المستقبل. في الواقع، يمكن عكس هذه المرحلة، وبالتالي الوقاية من السكّري النوع 2 مع تغييرات على نمط الحياة مثل اتباع حمية مغذية، وتحريك الجسم، والتحكّم في التوتر. لكنّ إصلاح نمط الحياة بين ليلة وضحاها ليس بالأمر السهل. وبدلاً من ذلك، يُنصح بإجراء تعديلات صغيرة ومستدامة للمساعدة على الالتزام بخطة إدارة ما قبل السكّري مع مرور الوقت.

وتعليقاً على ذلك، قالت الطبيبة دينا أديمولم، من مدينة نيويورك، إنّ «مقدّمات السكّري لا تحتاج دائماً إلى علاجٍ طبي، إنما قد تكون علامة تحذير لتحسين نمط الحياة».

ووفق «Mayo Clinic»، تشمل استراتيجيات السيطرة على ما قبل السكّري تناول أطعمة مغذية، وممارسة رياضة معتدلة لما لا يقلّ عن 150 دقيقة في الأسبوع، والتخلّص من الوزن الزائد، والسيطرة على مستويات الكولسترول وضغط الدم، والإقلاع عن التدخين. غير أنّ د. أديمولم شدّدت على أنّ «تغيير نمط الحياة يتطلّب الوقت والمجهود، لذلك يُستحسن إجراء تغييرات مستدامة والتحلّي بالصبر للتأقلم مع هذه العادات الجديدة وتحقيق أفضل نجاح على المدى الطويل».

وفي ما يلي أهمّ الإجراءات التي توصي بها د. أديمولم:

معرفة المكوّنات المخبّأة في المأكولات

بحسب جمعية السكّري الأميركية، يتضمّن أفضل غذاء للأشخاص في مرحلة ما قبل السكّري أو السكّري من النوع 2 الكثير من الخضار غير النشوية (البروكلي، والجزر، والقرنبيط)، والفاكهة، والبروتينات، والدهون الجيّدة. لذلك يُنصح بتعلّم أصول تحديد المغذيات في المأكولات المستهلكة من خلال قراءة الملصقات الغذائية، خصوصاً لناحية تحديد الكربوهيدرات، والسكّريات، والسكّريات المخبأة. إنّ التعرّف أكثر إلى المكوّنات الموجودة في الأطباق يساعد على تحديد أي أطعمة ستدعم بشكلٍ أفضل إدارة ما قبل السكّري، علماً أنه كلما كانت لائحة المكوّنات قصيرة كان ذلك أفضل.

وضع أهداف غذائية صغيرة وواقعية

بدلاً من تعديل النظام الغذائي بأكمله دُفعة واحدة، يُفضّل وضع أهداف صغيرة يمكن تحقيقها فعلاً. على سبيل المثال، بدلاً من شرب الصودا 3 مرّات في اليوم، يمكن خفض الكمية إلى مرّة في اليوم، ومع مرور الوقت تقليص العدد إلى أقلّ من ذلك. وإذا كان الأرزّ طعاماً أساسياً في غذائكم، فإنّ حذفه كلّياً سيكون صعباً. لذلك يُنصح بخفض الكمية المستهلكة كي يكون الهدف أكثر قابلية للتحقيق.

إختيار الحركات المُسلّية والمُفرحة

إلى جانب الحمية المغذية، تُعتبر الحركة البدنية علاجاً شائعاً يُنصح به للسيطرة على مقدّمات السكّري. يشكو معظم البالغين المشخّصين بما قبل السكّري من زيادة الوزن أو البدانة. ولقد أظهرت دراسات عديدة أنّ التمسّك بنمط حياة صحّي يتضمّن خسارة الوزن والنشاط البدني قد يخفض خطر التقدم إلى السكّري. ولكنّ اعتماد روتين لياقة كامل بشكلٍ فُجائي قد يبدو مهمّة كبيرة. بدلاً من ذلك، يمكن إدخال الأنشطة التي تحبونها إلى جدولكم الأسبوعي، بغضّ النظر عما إذا كنتم تعتبرونها «رياضة» أم لا. يُعرف هذا المبدأ بالحركة المُفرِحة التي تدفع إلى تحريك الجسم بطرقٍ تسمح بالاستمتاع بها كثيراً مثل الرقص، واللعب مع الأولاد، والمشي مع الكلب، وركوب الدراجة، والقيام بالأعمال المنزلية، والتمدّد…

بدء التأمل

تُعدّ السيطرة على التوتر عاملاً أساسياً للتحكّم في مرحلة ما قبل السكّري، بعدما ثبُت أنّ هورمونات التوتر يمكن أن ترفع معدل السكّر في الدم أو تخفضه بطريقةٍ غير متوقعة. وقد تكون تمارين التأمل وسيلة جيّدة للبدء بها، بحيث انها لا تساعد فقط على خفض التوتر، إنما تحسّن أيضاً مهارات التأقلم، وتدعم التنظيم العاطفي، وتعزّز الرفاهية العامة، إستناداً إلى دراسة نُشرت عام 2018 في «European Endocrinology». والخبر الجيّد أنّ التأمل باستمرار لبضع دقائق فقط يومياً يلعب دوراً فعّالاً في هذا المجال.

طلب المساعدة

توصلت دراسة صدرت عام 2016 في «Journal of Psychosomatic Research» إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون مقدّمات السكّري وأعراض الكآبة لديهم خطر أعلى للإصابة بالسكّري من النوع 2 مقارنةً بالذين يشكون من أعراض اكتئاب أقل. بمعنى آخر، إنّ إعطاء الأولوية للصحّة العاطفية والعقلية يدخل أيضاً ضمن الوقاية من السكّري. إذا كنتم تشعرون بالضيق أو الحزن أو القلق بعد التشخيص بمرحلة ما قبل السكّري، تذكّروا أنه لا بأس من طلب المساعدة من الطبيب أو اختصاصي الصحّة العقلية.