IMLebanon

تطيير انتخابات أطباء الأسنان “بروفا سوداء” لمحاولات التغيير البيضاء

جاء في المركزية:

ليس ما جرى في انتخابات مجلس نقابة أطباء الأسنان من إطاحة العملية الديموقراطية بريئًا ولا وليد الصدفة او نتاج اللحظة. هي عملية مبرمجة مخطط لها تم حبك السيناريو الخاص بها في غرف سوداء تمتد على مساحة البلاد المقبوض على قرارها والمخطوفة سيادتها من محور ايران الذي نجح في فرض مخططه بفعل تشتت وتضعضع القوى المناهضة التي وعوض ان تتوحد لمواجهته “ذهب كل رفيق بطريق” وتلهى بالمصالح الشخصية والانانية فدفع اللبنانيون ثمن التخاذل وغياب الرؤية الاستراتيجية الانقاذية الموحدة، فقرا وجوعا ومرضا وافلاساً.

وليس الاشكال الذي تسبب بتطيير الانتخابات واضطرار النقيب روجيه ربيز الى اعلان ارجائها بعدما تحولت عملية الاقتراع الى فوضى وهرج ومرج فتضارب ورمي الصناديق بما تضمنت من مغلفات ارضا على اثر تدخل اشخاص قيل انهم ليسوا اطباء، الا الوجه الآخر لقرار اتخذ في الغرف السوداء تلك لمواجهة الانتخاب الابيض ان لم تأت النتيجة لصالح محور “الحزب الحاكم” وكل انتخاب في اي نقابة اخرى مماثلة.

وان كان يؤخذ على الثورة البيضاء انها لم تتوحد في لائحة واحدة مقابل اللائحة المدعومة من “الثنائي الشيعي”، وهو درس يفترض ان يؤخذ في الاعتبار للانتخابات النيابية ان كان الثوار وقوى المجتمع المدني راغبين حقا في اطاحة المنظومة وفرض التغيير المنشود، فإن مصادر معنية بالعملية الانتخابية في النقابة امس افادت “المركزية” ان بمجرد  بدء فرز الصناديق الاولى التي راهن الثنائي على انها ستصب لمصلحة المرشح الذي تدعم نسبة للفئة العمرية والاقدمية، وتبين العكس اذ ذهبت الاصوات لمرشح الثورة رونالد يونس، تدخلت قوى الامر الواقع لتعطل عملية الفرز وتلقّن كل من يتجرأ على كسر قرارها درساً عنيفاً وتذكّره بان سيناريو القمصان السود جاهز للتكرار في اي لحظة وبأشكال مختلفة وليعتبر من لم تصله الرسالة بعد.

هذا المشهد الذي تقول مصادر سياسية معارضة انه بروفا للانتخابات النيابية المقبلة قد تتكرر في كل استحقاق مماثل، لا بدّ ان تضعه قوى التغيير في اعتباراتها وتتحصن بكل ما يفترض التحصين من عدة عمل ركنها الاساسي التضحية والتخلي عن الاهداف الشخصية الوصولية، من شأنها ان تبدأ بقطع ارجل الاخطبوط السياسي تمهيدا للقضاء عليه، والا وخلاف ذلك فسيستكمل مسار الالتفاف على ما تبقى من مؤسسات ونقابات في لبنان ليخنقها ويقضي على اي امل باستعادة لبنان كما كان ويطمح اليه اللبنانيون الاحرار. وتحذر المصادر من ان النقابات هي الهدف التالي بعد المؤسسات الدستورية التي احكم الحزب قبضته عليها تعويضاً عن خسارته واخفاقه في اخضاع القضاء من خلال “قبع” المحقق العدلي طارق بيطار في جريمة تفجير المرفأ وعجزه عن ليّ ذراع المؤسسة العسكرية وقائدها موضع الاستهداف المباشر، بحيث يتدخل في كل شاردة وواردة انتخابية لبسط نفوذه في كل موقع نقابي في موازاة عدم التسليم بخسارة المعركتين القضائية والعسكرية، من خلال الادعاء على كل من يتجرأ على تسمية اقترافات الحزب في الدولة باسمائها وكشف مخططه، والنائب السابق فارس سعيد سيكون في 13 تشرين المقبل على موعد مع مواجهة قضائية مع الحزب الذي ادعى عليه امام قضاء لا يعترف به اساسا، الا لمقاضاة المؤمنين بعدالته وبانه ركن اساسي من اركان قيام الدولة التي يطيحها حزب الله.

الرهان، تختم المصادر، معلق على مدى قدرة النقابيين الاحرار في منع الحزب من التسلل الى عقر ديارهم. فانتخابات نقابة اطباء الاسنان ستكون على موعد مع جولة جديدة والقمصان البيض ستقف سدا منيعا في وجه القمصان السود ومحركيها لاستكمال المسار التغييري المفترض ان يتوج في استحقاق الربيع اانتصارا لارادة لبنان واللبنانيين على الساعين لتغيير وجهه وهويته.