IMLebanon

محادثات فيينا: لهذه الأسباب حظوظ النجاح والفشل متساوية

جاء في “المركزية”:

استؤنفت امس، وبعد انقطاع استمر 5 اشهر، محادثات فيينا النووية، في جولة هي السابعة. وعقب اجتماع اوّل الاثنين تم خلاله الاتفاق على برنامج عمل وتحديد مواعيد لجلستين (الأولى لرفع العقوبات، والثانية لتطورات البرنامج النووي) تُعقد اليوم جلسة ثانية من المحادثات الاميركية – الايرانية غير المباشرة، في العاصمة النمساوية.

في المواقف التي سُجلت، اعلن المنسق الأوروبي أنريكي مور، ان “حساسيات الإدارة الإيرانية الجديدة سيتم أخذها بعين الاعتبار”، متحدّثاً عن “وجود نيّة لدى طهران لاستعادة الاتفاق النووي”. اما المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف، فاشار الى “أجواء إيجابية في نهاية اليوم الأول من المفاوضات بين إيران والـ”4+1″، وقال إنّ “اجتماع اليوم (امس) من مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران كان ناجحاً إلى حدّ بعيد”.

اميركيا، ووفق المتحدثة باسم البيت الابيض، جين ساكي، فإنّ هدف بلادها “عودة إيران إلى الالتزام الكامل بشأن الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما”.

في المقابل، جزمت إيران أن لن يكون هناك أيّ محادثات ثنائية مع الطرف الأميركي. وأكّدت على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، أن “على أميركا والدول الأوروبية أن تدرك أنّ المحادثات ليست نافذة مفتوحة إلى الأبد”. وكان كبير المفاوضين الإيرانيين علي ‎باقري كني، قال في تصريحاتٍ صحافية أمس “أجرينا عدداً من الاجتماعات التشاورية الثنائية مع بعض أطراف الاتفاق النووي، وأجرينا محادثات مفيدة مع الوفدين الصيني والروسي أمس”. وأضاف انّ “إيران تدخل محادثات فيينا بإرادة جدية واستعدادات قوية لرفع العقوبات غير القانونية والظالمة”، موضحاً أنّ “الوفد الإيراني يعكس عزم إيران وجديتها على اتخاذ خطوات جادة لرفع العقوبات غير القانونية والظالمة الأميركية ضد الشعب الإيراني”.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، النوايا الحسنة التي تعكسها التصاريح هذه، لا تعني بالضرورة ان المحادثات ذاهبة نحو تحقيق خرق ايجابي واتفاق. فحظوظ نجاح المفاوضات وفشلها، متساوية.. لماذا؟ لان الايرانيين، بعد امساك الجناح المتشدد في البلاد، بقيادتها، اثر وصول الرئيس ابراهيم رئيسي الى سدة الحكم، يرفضون تقديم اي تنازلات لمفاوضيهم سيما في ما يخص تخصيب اليورانيوم والنفوذ الايراني الاقليمي، كما انهم يشترطون على الاميركيين الموافقةَ سلفا على رفع العقوبات عن ايران والتعهّدَ منذ الآن، بعدم انسحاب بلادهم مجددا من الاتفاق المفترض ان يبصر النور، لتستمر طهران في المفاوضات النووية.

هذه البنود من المستحيل ان ترضى بها واشنطن: فالاخيرة ترفض الرفع المسبق للعقوبات وتربطه بعودة ايران الى التزاماتها النووية وفق اتفاق 2015، كما انها لا يمكنها ان تضمن سلفا ان الادارات الاميركية الجديدة التي ستتولى قيادة البلاد في الاعوام المقبلة، لن تنسحب من الاتفاق، خاصة اذا ما اقدمت ايران على خرقه.

أمام هذه المعطيات المتناقضة، واذا بقي كل طرف على مواقفه، فإن مصير المحادثات سيكون الفشل، وستذهب المنطقة بأسرها نحو مزيد من السخونة العسكرية والسياسية. وفي هذه الحال، ستلجأ واشنطن الى عقوبات اضافية على طهران للضغط عليها اقتصاديا، لإعادتها الى المحادثات من جديد من موقع أضعف، فإدارة الرئيس جو بايدن مؤمنة بخيار التفاوض وتريد احياء الاتفاق، وهي ليست في وارد الذهاب نحو خيارات عسكرية لمواجهة الجمهورية الاسلامية، رغم تشجيعها من قِبل تل ابيب على هذا الخيار…