IMLebanon

الاتفاق النووي سيولد… ولكن “على مراحل”!

اعلن الكرملين اليوم ان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي جو بايدن سيستعرضان افتراضيا غدا التقدم المحرز في العلاقات منذ قمة جنيف. بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن مفاوضات فيينا النووية ستكون بلا شك حاضرة في المحادثات المرتقبة، سيما وأن الجولة الاخيرة لم تحقق اي تقدّم.

خلال الاجتماعات، طالبت ايران بأمرين: رفع العقوبات من دون شرط والتمسك باتفاق 2015 كما وُقّع من دون تعديلات. في المقابل، يصر المجتمع الدولي على ضرورة التوصل الى اتفاق جديد يكون مكمّلا للحالي الذي تنتهي صلاحياته عام 2025. كما ان الولايات المتحدة منفتحة على رفع العقوبات بالحد الادنى، فتشمل تلك التي فرضها الرئيس دونالد ترامب لا تلك المصدق عليها من الكونغرس.

وفق المصادر، مفاوضو ايران كلّهم، يرفضون مسايرتها او الرضوخ لشروطها، ويتقاسمون الادوار في مطالبتهم “المضادة”: اميركا تتمسك بالعقوبات. واوروبا بضرورة التزام ايران ببنود الاتفاق وعدم تجاوزه وعدم عرقلة مهمة التفتيش في المفاعلات النووية، وروسيا تصرّ على معالجة منظومة الصواريخ الباليستية ومسألة نفوذ ايران في المنطقة ووقف زعزعة استقرار دول المنطقة من خلال اذرع ايران المسلحة المنتشرة في هذه البلدان.

وهذه المطالب، التي تضيّق الخناق على “الجمهورية الاسلامية”، ترفض بدورها التجاوب معها، وتواصل التصعيد والتشدد، في موقف يمنع حتى الساعة، تحقيق اي تقدّم. لكن المصادر تشير الى ان وضعها الاقتصادي الصعب لا بد ان يدفعها في نهاية المطاف الى تقديم تنازلات، وهذا ما يراهن عليه الاميركيون والاوروبيون والروس.

امام شد الحبال هذا، الوضع العسكري والسياسي في المنطقة، مرشح للدخول في ستاتيكو سلبي، سيخرقه تصعيدٌ ايراني بين الفينة والاخرى، في اليمن وسوريا والعراق ولبنان (…) الا ان المفاوضات لا بد ستُستأنف للتوصل الى اتفاق في نهاية المطاف، سيولد بندا بندا، على مراحل اي “بالتقسيط” اذا جاز القول، لا دفعة واحدة، في فترة لن تكون قصيرة زمنيا.

حتى اللحظة واشنطن مؤمنة بالخيار الدبلوماسي وبالمفاوضات. الا انها قد لا تبقى كذلك لفترة طويلة، سيما في ظل الضغوط التي تمارسها عليها تل ابيب، للجم طهران ومعاقبتها. في السياق، افتتح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الجلسة الحكومية الأسبوعية امس الأحد بالقول “إنه يتعين على إيران البدء بدفع ثمن انتهاكاتها الاتفاقية”، في إشارة الى مضي ايران بسعيها المحموم نحو تخصيب اليورانيوم. وأضاف “أدعو جميع الدول التي تتفاوض مع إيران في فيينا إلى الالتزام بالخط الثابت، والتوضيح لإيران أنه من المستحيل أن تنخرط في تخصيب اليورانيوم وأن تتفاوض، في الوقت نفسه. هدفنا هو الاستفادة من النافذة الزمنية التي التي أتاحها الانتقال من جولة مفاوضات الى أخرى لنقول لأصدقائنا في الولايات المتحدة “هذا هو الوقت المناسب لاستخدام صندوق الأدوات الذي في جعبتنا لمواجهة هرولة ايران في مجال التخصيب. على إيران أن تبدأ بدفع الثمن مقابل انتهاكاتها”.

ومن المزمع أن يتوجه الى واشنطن في نهاية جولة المحادثات الحالية في فيينا، وزيرُ الأمن الاسرائيلي بيني غانتس ورئيس الموساد دافيد بارنيع.