IMLebanon

مستشار الأمن القومي الإماراتي بطهران.. فرصة للدبلوماسية!

وصل مستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، اليوم، إلى العاصمة الإيرانية طهران، وكان في استقباله، وفقا لما نقلته قناة العالم الإيرانية، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

وذكرت قناة العالم في تقريرها أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أكد أن “الأمن والاستقرار المستديمين لن يتوفرا إلا عبر التعاون بين بلدان المنطقة وأن زيارة الوفد الإماراتي يعتبر صفحة جديدة في العلاقات وتمهد لتعزيز وتنمية العلاقات الثنائية في كافة المجالات”. وتأتي هذه الزيارة بعد أسابيع من زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان الى تركيا.

وجاء التقارب الاماراتي التركي الايراني بعد الاعلان عن تفعيل الممر التجاري الجديد الذي يربط ميناء الشارقة بميناء مرسين التركي عبر باب المندب في ايران ويختصر وصول البضائع الإماراتية عبره لما بين 6 و8 أيام، الأمر الذي سيجعله مفضلا على المسار القائم حاليا عبر قناة السويس والبحر الاحمر الذي يحتاج وصول البضائع عبره إلى 20 يوما بالمعدل. فما هي اهمية زيارة مستشار الامن القومي الاماراتي الى ايران؟

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يقول لـ”المركزية”: “لا يخفى على احد ان هناك توترا بين ايران وكافة الفرقاء أكان في الاقليم أم على الصعيد الدولي. اما من ناحية اخرى، فلا مصلحة لدى أي احد في انحراف الامور الى مواجهة عسكرية تقليدية او ألا تأخذ الامور مسار التسويات الدبلوماسية”.

ويعتبر نادر “ان هذه الزيارة يمكنها ان تساعد في تسهيل التوصل الى حلول سلمية في كافة الملفات، إذ بات من الضروري التنسيق بين الفرقاء في الاقليم، خاصة وان هناك مصالح اقتصادية مشتركة تجمعهم. وبالتالي هناك اليوم اكثر من مشروع مطروح، لكن الامر يبقى رهن الاستقرار والتوصل الى حلول على المستوى الاستراتيجي”، مشيراً الى “ان المشاريع لا يمكنها ان تسير قدما في إطار مشاريع ايران التوسعية، بل تحتاج الى الاستقرار كي تتبلور وتتحقق. هنا تكمن اهمية الزيارة، لأنها تعطي فرصة للدبلوماسية، وتؤكد انها لا تتخذ موقفاً عدائياً تجاه ايران في المطلق، إنما هناك الكثير من الفرص في مجال التعاون والتكامل الاقتصادي وان الحوار وسيلة. إلا ان الامور تبقى ايضا رهن التطبيق وكيفية مقابلة ايران لهذه المسائل”.

ويرى نادر ان “بالاضافة الى كل ما سبق، هناك امر عالق على المستوى النووي في المفاوضات الجارية في فيينا. وهنا يعوّل الاميركيون اولاً والاوروبيون ثانياً على دور الصين وروسيا وربما ايضا الامارات في إقناع ايران بالتسهيل في مسألة المفاوضات. ففي 3 كانون الاول وبعد يومين على استئناف المفاوضات في فيينا، عادت الامور، ليس فقط الى حيث تركها المفاوضون في تموز 2020، بل الى ما قبل ذلك. أطاحت ايران بالعرض الذي قدمته، بأربعة اشهر من العمل وست جولات مفاوضات. وبالتالي هناك تعويل على شركاء ايران، اولئك الذين تعتبرهم خياراتها البديلة اي خيار التوجه شرقا لا سيما الصين وروسيا، خاصة الصين التي تستورد مليون برميل يوميا من ايران، ليقنعوها بالعودة الى طاولة المفاوضات، أولاً لأن مصلحتهم تقتضي بذلك، وثانياً من اجل قطع الطريق على الخيارات العسكرية والخيارات الاخرى، خاصة مع “الطحشة” الاسرائيلية القوية باتجاه عدم القبول بالاتفاق كما كان عام 2015، والتشدد في مسألة ايران. كما ان هناك تعويلا ايضا على هذه النافذة التي فتحتها الامارات بالتوجه الى ايران”.