IMLebanon

مفاوضات فيينا تعود: لا معطيات جديدة والخرق مستبعد!

بعد جولة سابعة “فاشلة” انتهت من دون تحقيق اي تقدّم، تُستأنف غدا مفاوضات فيينا. امس، أفادت وكالة “تسنيم” للأنباء الإيرانية شبه الرسمية، ان المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة في شأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 ستستأنف الخميس. وقالت إنّ كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني انتهى من تحديد الموعد الجديد في مكالمة هاتفية مع منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.

في المقابل، أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية فضل عدم الكشف عن اسمه “اننا أقل قلقا بشأن موعد استئناف المحادثات، وأكثر قلقا بشأن ما إذا كانت إيران ستعود إلى فيينا بحسن نية وانخراط جدي وإخلاص وثبات، كما نحن نفعل، ام لن تعود بهذا الشكل”.

انطلاقا من هذه المواقف، تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ان اي معطى جديد لم يُسجل منذ الاسبوع الماضي، عندما رُفعت المفاوضات بصفر نتائج، يُمكن البناء عليه للرهان على ان ما ستخرج به الجولة المرتقبة غدا، سيكون مختلفا. صحيح ان الرئيسين الاميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين عقدا في الساعات الماضية قمة افتراضية، الا انها لم تركّز على الشأن النووي بل الاوكراني حيث كان تباين في وجهات النظر. اما في الملف الايراني، تضيف المصادر، فكان تمسّك بالشروط نفسها، المشتركة بين الجبّارين، لإحياء “الاتفاق”، وهي شروط لا تزال طهران، حتى الساعة، ترفض الامتثال لها، اكان لناحية وقف تخصيب اليورانيوم او تطوير الصواريخ البالستية او زعزعة الاستقرار الاقليمي او التمدد عسكريا في الدول العربية…

على اي حال، “البنود” هذه، سمعها مساعد وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني في موسكو امس، حيث التقى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف. وقال كني في حديث لوكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية “تشاورنا مع روسيا حول مفاوضات فيينا، وكذلك بعد عقد الجولة الجديدة من محادثات فيينا بطرق مختلفة لكي ندخل المفاوضات بمبادرات جديدة ومؤثرة”. ووصف الاقتراحات التي قدمتها إيران للطرف الآخر خلال المفاوضات بأنها “مفيدة وبناءة للغاية ومن شأنها أن تقود المحادثات إلى الأمام”. وأضاف “التفاوض هو أن يقوم الجانبان بطرح وجهات نظرهما على الطاولة… من المهم أن يكون للمحادثات أساس، إن كان للحوار أساس”. وتابع باقري كني “استندت تعديلاتنا ومقترحاتنا بشأن النصين النهائيين لجولة فيينا السادسة على المبادئ المشتركة بين الجانبين، ولم تكن مبنية على توقعات ومطالب لا أساس لها، بل على الوثائق التي اتفقنا عليها مع مجموعة 4+1، ويقر الطرف الآخر بأن لكل طرف الحق في تقديم مقترحاته ومبادراته على أساس مصالحه وسياساته وأهدافه، وأيضاً على أساس القبول المشترك لكلا الطرفين”.

رغم هذه الليونة الايرانية، تستبعد المصادر اي خرق غدا، وتتوقع ان تستمر المماطلة الايرانية والتصعيد العسكري، اسابيعَ اضافية، علّ المكاسب الميدانية تساعد طهران على انتزاع تنازلات – مستبعدة حتى الساعة- من المجتمع الدولي. الا ان الوضع الاقتصادي المعيشي المنهك للجمهورية الاسلامية التي فرضت عليها واشنطن امس عقوبات جديدة في توقيت ذي دلالة، قد لا يسعفها على الذهاب أبعد في سياسة المراوغة…