IMLebanon

الوزير السابق سجعان قزي : الجانب اللبناني لم يلتزم تنفيذ مضمون «إعلان جدة»

 

أكد الوزير السابق سجعان قزي على أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية والقمة مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، كما البيان المشترك الذي صدر عن الجانبين السعودي والفرنسي.

ورأى أن مضمون إعلان جدة لا يختلف عن المطالب اللبنانية لناحية الاصطلاحات وإغلاق المعابر وتنفيذ القرارات الدولية التي هي مطالب لبنانية قبل أن تكون مطالب سعودية أو فرنسية. ولفت إلى أن على لبنان الالتزام بها.

وأعرب قزي في تصريح لـ «الأنباء» عن اعتقاده أن المنظومة الحاكمة في لبنان وخاصة رئيس الجمهورية ميشال عون وحزب الله ليسا في وارد القبول بالنقاط الواردة في البيان ـ الإعلان كالقرار 1559 و1680 اللذين لم ينفذا بعد ولم تعد الدولة اللبنانية تتحدث عنهما منذ سنوات، فيما القرار 1701 يطبق جزئيا.

وأشار قزي إلى أن الحكومة اللبنانية وإن كانت غير قادرة على تنفيذ مضمون إعلان جدة، فعليها على الأقل أن تعلن نيتها العمل على تنفيذه.

وأشاد بالجهود التي يبذلها رئيس الحكومة ودعوته عدد من الوزراء والهيئات الاقتصادية ورؤساء الأجهزة الأمنية إلى الاجتماع في السراي الحكومي وهو فعل مرحب به، لكن لا فائدة عملية منه، وكان الأجدر به أن يدعو حزب الله إلى الاجتماع لأنه هو المشكلة وليس الذين دعاهم هم المشكلة وليسوا هم الذين يعارضون إعلان جدة.

واعتبر قزي انه بغض النظر عن مدى قدرة هذه الحكومة فقد حان الوقت للبنان أن يبدي استعدادا عمليا لاستعادة سلطة الدولة مهما كانت النتائج، فلا ننتظر أن يساعدنا العالم إذا لم نبادر نحن إلى مساعدة أنفسنا.

ورأى قزي أنه لا يمكن الرهان على تغيير الموقف السعودي تجاه لبنان ما لم تتغير السياسة اللبنانية، والمملكة تريد أن يكون لبنان الدولة العربية الحرة السيدة المستقلة المحايدة التي لا تدخل في محاور وفي صراعات المنطقة. وأضاف: ما لم يتغير الموقف اللبناني المنحاز إلى محور الممانعة لا ننتظر تغييرا في الموقف السعودي.

وأكد قزي أن دعم السعودية لحكومة نجيب ميقاتي مرتبط بنوعية مواقف حكومته. ومنذ البداية أعلن وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان أن المملكة غير معنية بحكومة ميقاتي ولكي تصبح معنية بها يجب عليها أن تعطي الأدلة والقرائن على أنها قادرة على حكم البلد من منطلق الدستور اللبناني واتفاق الطائف والقرارات الدولية.

وأعرب قزي عن اعتقاده أن ذلك صعب على الرئيس ميقاتي ليس لأنه لا يحبذه بل لأنه لا يملك القرار السياسي وحده في حكومة يسيطر عليها حزب الله.

وأكد قزي أنه ولا مرة في تاريخ العلاقات اللبنانية ـ السعودية كانت المواقف السعودية سيئة حيال لبنان أو سلبية، بل على العكس كانت علاقاتها على الدوام إيجابية إن كان على صعيد مساعدة الدولة والمجتمع في لبنان أم على صعيد احتضان اللبنانيين العاملين في مؤسساتها.

مشيرا إلى أن السعودية دولة تريد أن تحمي مصالحها وأمنها ولا تقبل بأن يكون لبنان الذي راهنت على صداقته وعلى التحالف معه وعلى ديموقراطيته وصيغته أن يصبح منصة لإطلاق المواقف السياسية ضدها وأن يصبح مرتكزا للمشروع الإيراني والهلال الشيعي.