IMLebanon

مظلة خليجية لخريطة الطريق الفرنسية-السعودية بشأن لبنان

كتب وسام ابو حرفوش وليندا عازار في “الراي الكويتية”:

عيْناً على جولة وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخليجية، وعيْناً أخرى على زيارة الرئيس نجيب ميقاتي للقاهرة… وبينهما «فزعةٌ» من إمكان وقوع البلاد على مشارف فترة الأعياد، في «قبضة أوميكرون» بعد شكوكٍ جدية في إصابة شخصين وصلا إلى المطار على متن رحلتين آتيتيْن من أفريقيا بالمتحور الجديد من «كوفيد – 19».

هكذا بدا المشهد في لبنان، أمس، حيث جرى رصْد دقيق لمسارٍ واضح المعالم يشي بأن «خريطة الطريق» الفرنسية – السعودية لمساعدة لبنان على الخروج من الحفرة المالية تشكّل إطاراً لموقف خليجي بصوت واحد، سواء في شقّها الإصلاحي التقني أو في جانبها السياسي السياديّ المرتكز على القرارات الدولية (تتصل بسلاح «حزب الله» وضبط الحدود وتحديدها مع سورية) والذي نجحت الرياض في «إحياء» التزام باريس بأهمية معالجته بوصْفه أحد مسببات الأزمة في لبنان ومعه.

من هنا، بدا اهتمام بيروت كبيراً بارتسام مقاربة خليجية واحدة حيال جوهر «بروتوكول جدّة»، تظهّرت بقوة إبان جولة ولي العهد السعودي، مع التشدّيد على «ضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تضمن للبنان تجاوزه لأزماته، وحصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية»، وعلى وجوب «ألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنةً للتنظيمات والجماعات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة كحزب الله الإرهابي، ومصدراً لآفة المخدرات المهددة لسلامة المجتمعات في المنطقة والعالم»، بما يعني أن مندرجات المبادرة الفرنسية – السعودية باتت ذات امتدادٍ بالغ الدلالات على مستوى دول مجلس التعاون التي تبقى، وفق كل مؤتمرات الدعم و«مشاريع الإنقاذ» الدولية، القاطرة الرئيسية لمرحلة النهوض الفعلي لـ «بلاد الأرز».

ووسط خشية في بيروت من أن تكون الأزمة الحكومية تحوّلت «أخطبوطية» في ظل تَداخُلها مع استحقاقاتٍ انتخابية وحسابات داخلية متعددة البُعد كما مع المنعطفات في المنطقة ولا سيما في ما خص مفاوضات النووي الإيراني ومقتضياتها، فإن محادثاتِ ميقاتي في القاهرة حملت تأكيداً من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على «أن لبنان بحاجة الى وفاق سياسي لإعادة استنهاضه من الكبوة التي يعانيها وكي يعود منارة العرب»، مشدداً على «دعم لبنان على الصعد كافة».

وبحسب بيان رئاسي، أكد السيسي لميقاتي «حرص مصر على سلامة لبنان وأمنه واستقراره، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة، وذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني».

وخلال لقائه نظيره المصري مصطفى مدبولي تقدم ميقاتي «بطلبات خاصة في مجال الطاقة والربط الكهربائي وتقديم الدعم في مجال الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية بصورة عاجلة للشعب اللبناني الشقيق»، وتلقى وعوداً بأنه «سيتم الاستجابة لهذه الطلبات بأسرع وقت»، كذلك «كانت بعض الطلبات المتعلقة بعدد من الأدوية والمواد الغذائية والتي إن شاء الله سيتم تلبيتها فوراً»، بحسب مدبولي.