IMLebanon

الانتخابات: بين تطيير الاستحقاق أو تطيير النتائج!

جاء في “المركزية”:

يوما بعد يوم تكبر موجة التشكيك المبكر بالانتخابات النيابية المقبلة ونزاهتها، ويعمل على تعميم هذه الاجواء السلبية في سماء الاستحقاق المنتظر على نار، محليا ودوليا، كلٌّ من حزب الله والفريق الرئاسي، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

السبت، أكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق، أن “السفارة الأميركية اليوم هي التي تدير بنفسها معركة الإنتخابات النيابية القادمة بالتمويل والتحالفات والحملات الإعلامية المدفوعة الثمن، لأنها تريد مجلساً يكون منصة لإستهداف المقاومة، ولجر لبنان إلى ركب التطبيع مع العدو الإسرائيلي”، مشدداً على أن “الواجب الوطني والأخلاقي لحزب الله يفرض علينا أن نكون جنباً إلى جنب مع حلفائنا في المعركة الإنتخابية النيابية لأجل إسقاط وإفشال الأهداف الأميركية في هذه الإنتخابات”. واشار الى ان “لبنان مستهدف بسياسة أميركية هدّامة تحمي حيتان النظام الإقتصادي الفاشل، والفاسدين في النظام المصرفي الفاشل، وتتآمر على قوة لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي”.

هذا الموقف ليس الاول من نوعه من جانب الحزب. فمنذ اسابيع قليلة، اعتبر امينه العام السيد حسن نصرالله ان واشنطن تستثمر الجمعيات غير الحكومية الموجودة في لبنان، وتموّلها – ومعظمها ناشط ضمن اطار 17 تشرين – لتخوض الانتخابات في وجه الحزب، بعد ان تكون ألّبت الرأي العام ضده وضد المقاومة، عبر توزيع الاموال والاغراءات المالية والعينية للبنانيين المحتاجين الدعم من “غيمة”.

واذا كان من الطبيعي ان يصوّب الحزب على الولايات المتحدة “الشيطان الاكبر”، كونه يحمّلها مسؤولية كل ازمات البلاد، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يستهدف واشنطن بالمباشر بل تحدث عن تدخلات اجنبية في الانتخابات، غامزا من قناتها وحلفائها الاقليميين. فقد أكّد أثناء لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا الاسبوع الماضي، أن “أي محاولة للتدخل في الانتخابات من قبل جهات خارجية للتأثير على خيارات الناخبين ستواجه بقوة، ولا سيما أن ثمّة جهات ومنظمات وجمعيات تحاول استغلال الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد للضغط على الناخبين لمصلحة توجهات وشخصيات سياسية محددة”.

في ضوء هذه المعطيات، تتابع المصادر، ثمة مخاوف حقيقية على الاستحقاق. فما قاله قاووق يعني ان واشنطن تمسك بزمام الانتخابات وتقوم بما يجب القيام به لتُفلت الغالبية النيابية من يد حزب الله وتذهبَ لصالح فريق حليفٍ لها. وعليه، السؤال الذي يفرض نفسه هو التالي: هل سيدع الحزب انتخاباتٍ يعتبر سلفا انها مُدارة من الخارج ومؤامرة عليه لاخراج البلاد من تحت قبضته، هل سيدعها تحصل؟! ويصبح هذا السؤال في مكانه أكثر، عندما نرى ان حليفه الفريق الرئاسي يشكّك ايضا بتدخلات خارجية في الاستحقاق في وقت يُظهر معظم استطلاعات الرأي، ان “التيار الوطني الحر” ليس في افضل احواله “شعبيا”.. فهل يُمكن ان تُمهد مواقفهما لتطيير الاستحقاق لكون هذا التأجيل مصلحة مشتركة لهما، سيما اذا لم يأت قرار المجلس الدستوري كما يشتهي “لبنان القوي”؟ الخشية كبيرة من سيناريو كهذا. اما في افضل الاحوال، فإن الانتخابات قد تحصل، غير ان “نتائجها” هي التي ستطير: فالاكثرية الجديدة، اذا لم تكن “صفراء الهواء”، لن يتركها الحزب تحكم تحت ذريعة “الديمقراطية التوافقية التي يجب ان تُعتمد في الحكم في لبنان” والتي تحدّث عنها منذ اسابيع، رئيسُ كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد…