IMLebanon

“الحزب” مزعوج من الحلفاء ولكن… مصالحة باسيل ضرورة

جاء في “المركزية”:

باستثناء حركة “أمل” المتزاوجة معه لافتقاد القدرة على مجابهته في عقر الدار الشيعي وتحت راية المقاومة الفضفاضة، علما ان هذه العلاقة تمر بطلعات ونزلات كثيرة يبقى معظمها بعيدا من الاضواء، فإن حزب الله منزعج من كل القوى السياسية في لبنان في المعارضة كما في الموالاة ومع الحلفاء قبل الخصوم.

 رأس قائمة “المزعجين” بحسب ما تقول مصادر سياسية في المعارضة لـ”المركزية” يحتلها في هذه الفترة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يتربع على عرش حكومة مُعتبرة للحزب كونها وُلدت باتفاق فرنسي- ايراني، وهي لم تكن لتبصر النور لولا مباركة ورعاية ذراع ايران في لبنان. ومع ان تجارب الميقاتي على رأس الحكومات كانت مشجعة لحزب الله، الا ان ما بلغته اوضاع البلاد من انهيار مدوٍ، قلّص الى الحد الاقصى هامش المسايرة والمناورة وافقد رئيس الحكومة اوراقا كثيرة كان يعتمدها سابقا في السير بين الالغام. هو اليوم بات مضطرا للخروج من المواقف الرمادية الى الاختيار بين الابيض او الاسود. فاللعب ممنوع وخليجيو الامس ليسوا هم انفسهم اليوم وقد سئموا المماطلة والمراوغة اللبنانية واتخذوا قراراتهم بوضوح، وبما تضمنت من شروط يعيدون لبنان الى احضانهم ودون ذلك كل الطرق مقطوعة. فالتدابير التي يتخذها والمواقف التي يطلقها كما وزير الداخلية بسام المولوي الذي يتولى التنفيذ، الى جانب الاتصالات التي يجريها بعيدا من الاضواء لاصلاح ذات البَين مع الخليج معطوفة على الحركة الداخلية- الاقليمية- الدولية لترتيب زيارة له الى المملكة العربية السعودية، كلها ترفع منسوب الانزعاج لدى الحزب وامينه العام، وان لم يقلها في العلن فإنها تتردد في الجلسات المغلقة، بحسب المصادر.

يدرك ميقاتي ان نجاح حكومته، او على الاقل عدم سقوطها مرتبط الى حد كبير بالرضى الخليجي ما دامت ” قروش” المساعدات الدولية الانقاذية الموعودة متأتية في معظمها من الدول العربية الخليجية، لا سيما مقررات مؤتمر سيدر المشروط الافراج عنها بالاصلاحات التي لا زالت تناقش في علم الغيب اللبناني ولم يشق اي منها طريقه الى النور. ودرب الفَرَج الخليجي يمر بدوره في ارض تنفيذ القرارات الدولية الوعرة لا سيما حصرية السلاح وكف يد حزب الله المهيمنة على قرارات السلطة الرسمية، وهو ما يرفضه بالمطلق حزب الله ومستعد للمقاومة في سبيل منعه.

واذا كان الحديث عن انزعاج الحزب من القوى السياسية المناهضة لسياساته وممارساته لزوم ما لا يلزم، لا سيما بعدما بدأ بعض من تمترسوا في جبهة الوسط ينسحبون منها متخلين عن سياسة ربط النزاع التي اعتمدوها لسنوات طوال، وتحديدا تيار المستقبل والحزب الاشتراكي، مجاراة لتطورات الاقليم، فإن ما جرى بين حزب الله وحليفه في تفاهم مار مخايل اخيرا لا سيما صفقة “لا قرار” المجلس الدستوري وما سبقها من ممارسات ومواقف تبدأ من غزوة عين الرمانة وصولا الى التصويت في البرلمان على تعديلات قانون الانتخاب، لا يمكن الا التوقف عند ابعاده وتداعياته على الطرفين. ففيما بلغ منسوب التصعيد من “لبنان القوي” ورئيسه النائب جبران باسيل الذروة وسط دعوات لاعادة قراءة  جدوى التحالف الذي بقدر ما فتح طريق الرئاسة للعماد ميشال عون، اسهم في تنفيس رصيده شعبيا وفي اخفاقه من خلال مواقفه وتصرفاته التي “طفّشت” اصدقاء لبنان واقفلت حنفيات الدعم التي لطالما رفدته بالمساعدات ومدت يد النجدة للبنان على مدى عقود خلت. وفيما يوحي بعض من في التيار الى ان الموقف المدّوي سيكون مطلع العام، تشير معلومات ” المركزية” الى ان الحزب المزعوج والمحشور لن يفرّط بآخر ورقة دعم له في الداخل وهو سيوفد مسؤولين منه الى البياضة للاجتماع بباسيل في الساعات المقبلة محاولا الوقوف على خاطره واتخاذ ما يلزم من اجراءات لاسترضائه خشية فقدان الغطاءين الشرعي الذي يمده به العهد والمسيحي من التيار خصوصا انه يشتم رائحة محاولة لبيع ورقته مقابل سحب ورقة العقوبات على باسيل من بيت العنكبوت الاميركي. فهل يتجاوب التيار ويُلدغ من الجحر مرتين كرمى لحساباته الانتخابية ام يبلغ انزعاجه مستوى فض الشراكة ، وهو امر مستبعد؟

في مطلق الاحوال، تختم المصادر، تتخذ كرة ثلج انزعاج الحزب من القوى السياسية وكبار المسؤولين في الدولة منحى جديدا يقابله آخر مماثل ينذر بمزيد من محاصرته في الداخل في موازاة حصاره خارجيا ووسمه بالارهاب، فهل اقترب خط النهاية؟