IMLebanon

الفنادق تشكو: الحجوزات لا تتخطى الـ35%!

جاء في “المركزية”:

في خضمّ التخبّط السياسي والتأزّم الاقتصادي والمعيشي، بشّر وزير الأشغال العامة والنقل علي حميّه بأنه “سيصل اليوم إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت 91 طائرة تقلّ المغتربين من دول العالم إلى ربوع لبنان…”، وأن “عدد الطائرات التي وصلت أمس إلى لبنان بلغت 66 طائرة”.

وكان سبقه أمس رئيس مطار بيروت الدولي فادي الحسن في الإعلان أن “مطار بيروت الدولي يستقبل ما بين 11 ألفاً و12 ألف وافد يومياً معظمهم من اللبنانيين، إضافة الى العراقيين”.

كيف يقرأ أهل القطاع السياحي هذه الأرقام؟ وهل يتلقفون هذه البشائر بالأمل في موسم واعد طوال فترة عيدَي الميلاد ورأس السنة؟!

رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر يشير في حديث لـ”المركزية”، إلى أن “الشيطان يكمن في التفاصيل”، ويشرح أن “القادمين هم مغتربون لبنانيون أرادوا تمضية عيدَي الميلاد ورأس السنة مع عائلاتهم وأصدقائهم، فجاؤوا من قطر والمملكة العربية السعودية وأفريقيا… وهنا لا بدّ من الإشارة إلى النقاط الآتية:

– 90 في المئة من هؤلاء الوافدين يملكون منازل في لبنان، علماً أن عائلات بعضٍ منهم لا تزال في لبنان.

– تُفضّل غالبيتهم تمضية عيد الميلاد في المنزل بجوّ عائلي، ولا سيما المسيحيين منهم.

– في الأيام التي تلي العيد، ستتوزّع آلاف الوافدين اللبنانيين على المطاعم، إنما سيرتادون الفنادق ليلة رأس السنة فقط، على عكس ما كان يحصل في السنوات السابقة حيث كان الخليجيون والعرب يقصدون الفنادق اللبنانية في كل المناطق لتمضية الأعياد مدة 15 يوماً كاملة”.

لكنه يوضح أن في “بعض منتجعات التزلج في فقرا وفاريا على سبيل المثال، أصبحت مقصد الوافدين بشكل ملحوظ، وهذه المنتجعات اشترطت عليهم حجز ثلاثة أيام لتمضية عيد رأس السنة، وليس ليلة واحدة”.

الحجوزات العشوائية..

وليس بعيداً، يكشف الأشقر أن “الشاليهات وبيوت الإيجار نالت حصّة الأسد من حجوزات ليلة رأس السنة، وكل شاليه أو بيت مستأجَر واحد يحجزه عشرات الأشخاص من دون الأخذ في الاعتبار وسائل الوقاية من وباء “كورونا” أو أي متحوّر آخر، وبالتالي لا رقابة عليهم… في حين أن حجز غرفة في الفندق تكون لشخصين فقط، وفي حال أضيف الثالث فتزيد كلفة الحجز، مع اشتراط أن يكونوا قد أجروا اللقاح المضاد لـ”كوفيد 19″، وكذلك الأمر في المطاعم”.

وعن حفلات رأس السنة، يقول الأشقر إن “غالبية المطربين سيُحيون ليلة رأس السنة في الخارج لعِلمِهم بأن أحداً في لبنان غير قادر على أن يسدّد لهم المبلغ الذي يريدونه والذي كان يصل في السنوات الماضية إلى 100 ألف دولار للّيلة الواحدة. كما أن صاحب الفندق لا يستطيع بيع بطاقة الحجز لحفلة رأس السنة بألف دولار كما في السابق، بالإضافة إلى أن القانون مَنَعنا من استقبال ما يزيد عن 300 شخص تطبيقاً لإجراءات الوقاية من الوباء. من هنا أصبحت العملية غير مُربحة لصاحب الفندق”.

التسعيرة الفندقية..

وعن التسعيرة المعتمدة في الفنادق، يوضح أن “في السابق كانت إدارة الفندق تفرض على الأجنبي التسديد بالدولار أما اللبناني فبالليرة اللبنانية. بينما اليوم وبفعل ارتفاع أسعار التجهيزات الفندقية (من مَأكولات ومَشروبات وتنظيفات ومازوت…إلخ) وارتباطها بسعر صرف الدولار اليومي، أصبح اللبناني يسدّد وفق سعر السوق السوداء”.

وعن حركة الإشغال الفندقي عموماً في فترة الأعياد، يقول: انطلاقاً من معدّل حجز ليلتين في هذا الشهر، تسجّل بيروت ما بين 60 و70% من الحجوزات، وبعض المناطق ذات الوجهة السياحية فتسجّل ما بين 50 و60%. أما على صعيد لبنان فلن تتخطى نسبة الـ35%.

إقفال غير مُعلَن..

ويختم الأشقر بالإشارة إلى “إقفال عدد كبير من الفنادق من دون أن تُعلن عن ذلك، والسبب الرئيسي يكمن في عدم قدرتها على تسديد كلفة المازوت المرتفعة، وينتظر أصحابها فصل الصيف المقبل لمعرفة أين ستصل الأوضاع في البلاد، وفي ضوئها يقرّرون إما الإبقاء على إقفالها أو إعادة فتحها”.