IMLebanon

عين إسرائيل على شمالي كاريش: هل يتحرّك لبنان لإنقاذها؟

يفترض ان يعود الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل اموس هوكشتاين، الى بيروت في النصف الأول من الشهر المقبل، لاستئناف مساعيه “التوفيقية” بين الجانبين، علّها تثمر عودة الى طاولة المفاوضات في الناقورة، برعاية أممية.

لكن حتى الساعة، تكشف مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية” ان هذه “الزيارة” غير مضمونة بعد. فالوسيط يريد ان يرى تقدّما في الموقف اللبناني، على شكل وضع حد للتباينات والخلافات بين اهل الحكم، وتوحيد الرؤى والشروط والسقوف التفاوضية في ما بينهم، والتي لا تزال متباعدة. وبحسب المصادر، طالما ان التشتت على حاله، يفضّل هوكشتاين التروّي في العودة الى لبنان، لانها ستكون مضيعة للوقت.

واذا كانت مسألة الحدود التي سيفاوض عليها الوفد العسكري والمساحة التي يجب ان تغطّيها بحرا، لا تزال العقبة الاساس التي تحول دون استئناف المفاوضات، فإن هذا التعثّر تستفيد منه تل ابيب التي يبدو وضعت قطار التنقيب على السكة. فبحسب وثائق حصلت عليها “المركزية”، تل ابيب باشرت بالتعاون مع شركة “مُبادلة” الاماراتية، التنقيب في حقل “تامار”.. اي انها سبقت لبنان بأشواط.

في المقابل، تكشف الوثائق انه وبسبب تأخّر اعمال التنقيب في حقل كاريش والتي تتولاها شركة “أنرجين”، وذلك على خلفية جائحة كورونا.. وفيما هذا التأخّر قد يُفقدها زبونين يجب ان يشتريا 55% من الغاز الذي يحتويه، وهما يلوحان بفسخ عقودهما مع “انرجين”، الاخيرة تتطلّع في المقابل، ولتعويض خسارتها، الى الحقول الواقعة في شمال كاريش، اي في المنطقة المتنازع عليها بين بيروت وتل ابيب.

فالشركة تشير الى ان هذه الرقعة غنية بالغاز “السائل” الذي يُعتبر ثروة نادرة وثمينة، ذات نوعية عالية ومنفعة مادية ومالية كبيرة وسريعة. حتى انها وزبائنها، ارتضيا التنقيب بمبلغ اقل بـ5 دولار مقابل جودة هذا الغاز الممتازة.

من هنا، ترى المصادر ان لا بد للبنان من الاسراع الى توحيد الموقف. فلا شيء سيمنع اسرائيل من المباشرة في التنقيب في المناطق الواقعة على تماس مباشر مع الحقول اللبنانية، اذا لمست مماطلة لبنانية… كما ان نوعية الغاز الذي تحتويه هذه الحقول، يفترض ان تحث لبنان الرسمي على الاستعجال، بما انها ستدرّ عليه اموالا طائلة، بينما هو منهار وشعبه جائع… فهل يمكن ان تتحقق المعجزة ام ان خلاف الرئاسات سيضيّع ايضا هذه الثروة؟