IMLebanon

الحجار: الحريري لم يحسم قراره بشأن الانتخابات

جاء في “المركزية”:

بين إصرار المجتمع الدولي على ضرورة وحتمية إجراء انتخابات 2022 لتحقيق برنامج أجندة الإصلاح المنشود، وبين ترقب لبناني للانتخابات النيابية المقبلة ومخاوف من تأجيلها، يحاول كل من الأحزاب والتيارات السياسية في لبنان الإعلان عن لوائح مرشحيه. وكان النائب السابق وليد جنبلاط السباق في نشر هذه اللوائح بعدما باتت صورة الإستحقاق الإنتخابي واضحة أمامه إن لجهة الترشيحات أو التحالفات.

تيار المستقبل لا يزال ينتظر قرار الرئيس سعد الحريري بخوض الإنتخابات أو عدمها في ظل صمت مدقع من جانبه. إلا أن مروحة الإتصالات والإستشارات تدور وبوتيرة عاجلة مع نواب كتلة المستقبل والقيادات في التيار لتحديد خياراته فهل يغط الحريري في بيت الوسط ويخرج الدخان بلائحة مرشحين وما هي المعايير التي يدرس على أساسها قراره النهائي لخوض الإستحقاق الإنتخابي؟

النائب في كتلة المستقبل محمد الحجار يتوقف عند ثلاث نقاط رئيسية قبل أن يغوص في قراءة واقع تيار المستقبل من انتخابات 2022 ويقول عبر”المركزية”: “بداية لا بد من الإشارة إلى أن اللاردّ من قبل المجلس الدستوري على الطعن الذي تقدم به التيار الوطني الحر، هو ردٌ بحسب قانون إنشاء المجلس الدستوري. فعندما تتقارب الأصوات ولا تكون هناك 7 أصوات ترجيحية، يكون المجلس بحكم القانون في حالة عدم التمكن من اتخاذ موقف وبالتالي يكون قراره أن القانون المطعون به نافذ”.

الملاحظة الثانية تتعلق بتاريخ إجراء الإنتخابات، فالحجار يؤكد أنها “ستحصل في أيار وليس في 27 آذار لأن القانون المطعون به لا يحدد تاريخ الإستحقاق الإنتخابي، وبالرغم من أن هناك توصية من المجلس النيابي بإجرائها في 27 آذار لكن الواضح أن رئيس الجمهورية لن يأخذ بها وهو سبق وأعلن أنه لن يوقع على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في 27 آذار. هذا عدا أنه استخدم هذا الحق سابقا أي عدم دعوة الهيئات الناخبة، وفي هذا مخالفة واضحة للدستور عندما لم يوقع مرسوم الإنتخابات الفرعية بعد شغور 11 مقعدا بسبب الوفاة والإستقالة. ”

تبقى الملاحظة الثالثة والأخيرة التي تتعلق بجوهر تيار المستقبل فيوضح الحجار: “تيار المستقبل لا يمثل السنّة وحسب فهو تيار عابر للطوائف منذ إنشائه، وكما أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري تياراً مجسداً رؤيته للبنان ودوره بلدا عربيا سيدا حرا مستقلا بنظامه البرلماني وعيشه المشترك. هكذا عملنا وعلى هذا الأساس كان التيار معتزاً بتأييد غالبية المسلمين السنة كما قسم مهم من اللبنانيين من كل الطوائف وترجم ذلك بكتلة نيابية وقيادات مستقبلية من مختلف الطوائف والمذاهب “.

وعن الإنتخابات يقول الحجار: “حتى اللحظة لا شيء واضحا لجهة قرار الرئيس سعد الحريري بخوض انتخابات 2022 أو عدمها إلا أن التحضيرات التنظيمية وجزءا كبيرا من المتطلبات اللوجستية لخوضها وفق الموعد الذي سيحدده مرسوم دعوة الهيئات الناخبة والمرجح أن يكون في أيار 2022 باتت شبه منجزة”. وهل يشرف الرئيس الحريري على هذه التحضيرات ويديرها من مقر إقامته في الخارج أم أنه أعطى الصلاحية لمن ينوب عنه ويمثله من داخل التيار؟ يجيب النائب الحجار: “مما لا شك فيه أن الكل ينتظر قرار الحريري من مسألة خوض هذا الإستحقاق أو عدمه وهو موضع مراجعة يومية يقوم بها بالتنسيق مع قيادات المستقبل ونواب الكتلة. وآخر اجتماع إفتراضي حصل يوم أمس وقد تداولنا بعدة أمور لكن من دون التوصل إلى بلورة قرار نهائي. لكن المؤكد أن الأيام وربما الأسابيع القليلة القادمة ستشهد ولادة القرار”.

وفي حين يرفض الحجار الغوص في تفاصيل وتحليلات ما يدور من كلام حول وضع الحريري المالي والسياسي إلا أنه يجزم بأن “كل شيء يتوقف على ما سيعلنه الحريري وسيكون قراره ثمرة مراجعة شاملة وكاملة لكل المخاض السياسي الذي عاشه وتيار المستقبل منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم”. ويلفت إلى أن الوقت المستقطع الذي يأخذه الحريري لدراسة وتقييم المرحلة السابقة بكل تحالفاتها وتفاصيلها ودقائقها “سينتج عنه موقف واضح وجازم”.

حتى الآن، لا توجد أرقام أو توقّعات تشير إلى النّسبة المحتمَلة للاقتراع في الدورة المقبلة، في ظلّ مخاوف كثيرة ترافق العمليّة الانتخابيّة. فهل يأمل “المستقبل” بالتغيير المنشود؟ يجيب: “نحن نعمل بكل جهدنا لحصول الإنتخابات حتى يتمكن اللبنانيون من إحداث تغيير في دم الطبقة السياسية، وإعطاء رأيهم بصراحة لكي يحاسبوا ممثليهم ومرشحيهم والقوى السياسية التي ستمثلهم في البرلمان، ونتمنى أن تنتج الإنتخابات مجلسا نيابيا جديدا قادرا على القيام بما هو مطلوب منه لمواجهة التحديات الكبيرة التي يعاني منها لبنان”. وحول مسألة خوض بهاء الحريري الإنتخابات من خلال حركة “سوا للبنان” يقول الحجار: “السؤال ليس كيف سيتعاطى تيار المستقبل مع هذا الأمر المستجد إنما كيف سيتعاطى اللبنانيون. فالأمر ليس منوطاً بـ”المستقبل”، والساحة اللبنانية مفتوحة أمام الجميع للتنافس بروح ديمقراطية لمصلحة البلد على أن تكون الأولوية للمصلحة الوطنية. بالنتيجة الأمر يتوقف على الأوراق التي سيسقطها المقترعون في الصناديق سواء كان الأمر يتعلق بحركة “سوا للبنان” أو سواها. ونأمل أن يكون الجميع قد تعلم من مجريات الأحداث التي حصلت في البلد فيدلي اللبنانيون بأصواتهم للمرشح الذي سيحدث فرقا وإلا فليتحمل الجميع مسؤولياته”.

ويختم الحجار: “ليست المرة الأولى التي يتنافس فيها الإخوة. ثمة استحقاقات حصلت وكان فيها الإخوة في مواقع متباينة لكن أتمنى أن تتوحد كل الجهود لمواجهة التحديات والأزمات وأن تتضافر وتتكاتف الأيادي والسواعد بين الجميع وليس ضمن الفريق الواحد وحسب لإخراج البلد من النفق المظلم وإعطاء فسحة أمل للبنانيين الذين كفروا بكل شيء”.