IMLebanon

هل من طلاق بين “التيار” والحزب؟

 

رأى رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض، أنه مهما استشاط النائب جبران باسيل غضبا، ومهما علا صوته في وجه حزب الله، على خلفية هزيمته في معركة الطعن بقانون الانتخاب، فلن يتخطى سقف لوم الحبيب ومعاتبته، وذلك لاعتبار محفوض، ان التيار الوطني الحر، لا يملك لا الإمكانيات ولا القدرة ولا حتى الترف لمواجهة حزب الله، الذي بدوره يستمر في استعمال وتوظيف التيار البرتقالي، لتغطية سلاحه واعماله الميليشيوية، معتبرا بالتالي ان العلاقة بين الطرفين، أهم من طعن وأسمى من انعقاد مجلس الوزراء، وما نراه اليوم من نتوءات بينهما يندرج في خانة التكتيك السياسي اكثر منه في خانة الاستراتيجيات والخيارات، خصوصا ان ما قدمه الحزب للتيار منذ توقيع تفاهم مار مخايل حتى اليوم من إمكانات هائلة على كل المستويات، لا طائل لدى التيار لتسديد هذا الدين الكبير، وبالتالي لا انفضاض في المدى المنظور لهذا الزواج بينهما.

ولفت محفوض في تصريح لـ«الأنباء»، الى ان الطلاق بين التيار وحزب الله، يحتاج الى ظروف استثنائية غير متوافرة حاليا، خصوصا بعد ان خاصم التيار معظم الأطراف اللبنانية، بدءا ببكركي ودار الفتوى، مرورا بالقوات اللبنانية وتيار المستقبل والاشتراكي والكتائب، وصولا الى تيار المردة وعدد من المستقلين، ما يعني انه لم يعد للتيار الوطني الحر من حضن يرتمي فيه لتعويم نفسه سياسيا وانتخابيا، سوى الحضن الإيراني ممثلا بحزب الله، الذي بدوره لن يفرط بهذه الرافعة المسيحية لسلاحه ولتعدياته على المجتمع الدولي عموما، وعلى دول الخليج العربي خصوصا، لاسيما ان موقع حزب الله اليوم متصدع، ويختلف كليا عن موقعه ما قبل العام 2016، اذ تكفي الإشارة الى انه مدرج على لوائح الإرهاب لدى 47 دولة عربية وغربية، إضافة الى انكسار هالته في الداخل اثر معركة عين الرمانة، وما توالي الدعاوى القضائية بحق امينه العام السيد حسن نصرالله، سوى خير شاهد ودليل.

وعن قراءته لمصير حكومة الرئيس ميقاتي في ظل الشلل المتحكم بها، لفت محفوض الى ان كل حكومة ممسوكة من حزب الله مصيرها الشلل والانهيار، كاشفا النقاب عن ان الرئيس ميقاتي ومعه عدد من الوزراء، كانوا على استعداد وجهوزية تامة لتقديم استقالتهم على خلفية تصريحات وزير الاعلام السابق جورج قرداحي، الا ان نصائح دولية من مستوى رؤساء دول وحكومات وفي طليعتهم الكرسي الرسولي في الفاتيكان، حالت دون اقدامهم على قفزة في المجهول، وترك الساحة الداخلية لحزب الله وحليفه البرتقالي، مؤكدا بالتالي على وجود اربعة لاءات محلية ودولية في وجه حزب الله، وهي: لا استقالة للحكومة، لا قبع للقاضي بيطار، لا إلغاء او إرجاء للانتخابات النيابية، لا حرب أهلية في لبنان، الا ان تلك اللاءات تقابلها ثلاث تأكيدات وهي: حتمية الذهاب الى فوضى شاملة بالتوازي مع انفلات كبير في سعر صرف الدولار الأميركي، ودخول حزب الله مربع العد العكسي لفرعنته واستقوائه على اللبنانيين، حكومة الرئيس ميقاتي هي آخر حكومة يشارك فيها حزب الله.