IMLebanon

لاحتساء الكحول بذكاء ليلة رأس السنة

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

لا يمكن التحدث عن ليلة رأس السنة من دون التطرّق إلى الكحول التي تُعتبر الحاضر الأبرز والأهمّ في مثل هذا النوع من الاحتفالات. لكن، وقبل الانغماس فيها، ما هي الخطورة التي تشكّلها على الصحّة والرشاقة في حال عدم الانتباه للجرعة المستهلكة؟ وكيف يمكن الاستمتاع بها من دون بلوغ مرحلة الثمالة والتعرّض لانعكاسات سلبية؟

أوضحت اختصاصية التغذية راشيل معوّض، لـ«الجمهورية»، أنّ «الكحول عبارة عن مادة موجودة في البيرة والنبيذ وغيرهما من المشروبات الروحية. على سبيل المِثال، يُصنع النبيذ من السكّر الموجود في العنب، والبيرة من السكّر المتوافر في الشعير المملّح، والفودكا من السكّر الموجود في البطاطا والشمندر…».

وأضافت: «عند استهلاك الكحول بجرعات منخفضة نلاحظ أنها تعمل كمُنشّط. لكنها قد تسبب النعاس عند احتسائها بكميات عالية، أو ضيق التنفس، أو حتى الموت. إنّ النسبة المرتفعة من الكحول تؤثر في كل عضو في الجسم وتختلف هذه التأثيرات بحسب مؤشر الكحول في الدم، التي تبلغ ذروته بعد مرور 30 إلى 90 دقيقة».

وتابعت معوّض حديثها: «يثمل الشخص عندما يشرب الكحول أسرع وبالتالي يعجز الكبد عن معالجتها بشكلٍ صحيح. وتختلف نسبة الكحول في الدم والثمالة من شخص إلى آخر وفق قدرة الكبد على التعامل معها، وإذا تمّ تناول الطعام أم لا خلال احتسائها، ونسبتها الموجودة في المشروب، وسُرعة الشرب، وحجم الجسم، والعمر، والجنس. على سبيل المثال، إذا تناولت المرأة 5 كؤوس من الكحول، فإنها قد تثمل بوتيرة أسرع مقارنةً بالرجل بسبب اختلاف أنزيمات الكبد».

إنعكاسات جدّية على الصحّة

وتطرّقت خبيرة التغذية إلى أبرز تأثيرات الكحول في أعضاء الجسم قائلةً إنه «عند شرب الكحول، قد يعاني الشخص ارتخاء في العضلات وعجزاً عن المشي وقيادة السيارة. وبما أنّها تمنع امتصاص الكالسيوم، فإنها قد تؤدي إلى هشاشة العظام وضعف العضلات. كذلك قد يتعرّض المرء لفقر الدم وضعف قدرة جهازه المناعي على محاربة الفيروسات والبكتيريا بسبب شرب الكحول، فضلاً عن انخفاض القدرة على التركيز وفقدان الذاكرة وتلف الدماغ والأعصاب بسبب خفض امتصاص الفيتامين B1. وهذا ليس كلّ شيء، فقد أظهرت مجموعة أبحاث علمية أنّ الكحول قد تعزّز خطر الإصابة بسرطان الثدي حتى لو اكتفت المرأة بكأسٍ أو اثنتين في اليوم. كما أنها تؤدي إلى رؤية مزدوجة وتؤثر سلباً في حدّة البصر نتيجة انخفاض الفيتامينين B1 وB12».

واستطردت: «أظهرت الدراسات أنّ كأسين من الكحول في اليوم يحميان من تصلّب الشرايين والجلطات، لكنّ تخطّي ذلك بأشواط يُهدّد بتصلّب الشرايين وتسارع دقات القلب والتهاب عضلته. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للكحول أن تسبب سرطان الكبد والتهابه وتشمّعه، وتعزّز خطر الإصابة بسرطان الأمعاء وتمنع امتصاص العديد من الفيتامينات والمعادن. ناهيك عن أنها تُعرّض الجسم للجفاف وتُفقده الماغنيزيوم والكالسيوم والفوسفور والصوديوم. كما انها تؤدي إلى التهاب في الرئتين ومشكلات تنفسية شديدة، وتؤثر سلباً في الخصوبة».

توصيات ثمينة

وبمناسبة ليلة رأس السنة، أوصت معوّض قرّاء «الجمهورية» بـ»عدم احتساء الكحول على معدةٍ فارغة، إنما خلال العشاء أو بعده، على أن يتمّ شربها ببطء، واختيار النوع الذي يحتوي على أدنى نسبة كحول، مع الحرص أيضاً على استهلاك مشروبات غير كحولية. وفي مثل هذه الاحتفالات، يُفضّل عدم تخطي 4 كؤوس لكلّ من النساء والرجال. علماً أنّ ذلك يختلف من شخصٍ لآخر، بحيث يمكن للمرأة أن تنزعج عند بلوغ الكأس الثالث لأسبابٍ كثيرة تشمل قلّة الوزن، ومشكلات في الكبد، والحرقة، وعدم الأكل…».

أمّا من الناحية الغذائية، فقد كشفت معوّض أنّ «كل 1 غ من الكحول يحتوي على 7 كالوري، ولكنّ هذه الأخيرة تختلف بحسب الأنواع. بمعنى آخر، إنّ 10 غ من الكحول تؤمّن 70 سعرة حرارية، أي ما يُعادل تقريباً حصّة فاكهة. ولكنّ الفرق أنّ هذه الأخيرة تقدّم فيتامينات ومعادن، في حين تخلو الكحول من النشويات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن وتسبب زيادة الوزن وسوء تغذية بسبب العجز عن امتصاص المغذيات، والأخطر أنها قد تتحوّل إلى سمّ للجسم».

لذلك دعت أخيراً إلى احتساء الكحول دائماً باعتدال وذكاء، لافتةً إلى أنّ «كل 5 أونصات من النبيذ الأحمر تحتوي على 12 إلى 13 في المئة من الكحول و120 كالوري، وكل 12 أونصة من البيرة تؤمّن 5 في المئة من الكحول و155 كالوري. أمّا 1,5 أونصة من الفودكا فتتضمّن 40 في المئة من الكحول و96 كالوري، والجرعة ذاتها من الويسكي تحتوي على 40 في المئة من الكحول و105 كالوري. في حين أنّ 1,5 أونصة من الـ»Gin» تحتوي على 42,5 في المئة من الكحول و112 كالوري، و5 أونصات من الشامبانيا تتضمّن 11 في المئة من الكحول و96 كالوري».