IMLebanon

عامان على اغتيال سليماني: طهران تحاور واشنطن في فيينا!

جاء في “المركزية”:

على رغم مرور عامين بالتمام والكمال على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، لم يأت بعد الانتقام الذي وعدت به الجمهورية الاسلامية وتوعّدت به الاميركيين، على لسان مسؤوليها وقيادات اذرعها العسكرية المنتشرة في المنطقة. في الساعات الماضية، أصدرت الخارجية الإيرانية بيانا أكدت فيه أن واشنطن “اغتالت البطل الدولي لمكافحة الإرهاب”. كما كشف مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية للشؤون الدولية، كاظم غريب آبادي، عن تحديد 125 مشتبها بهم ومتهما في عملية اغتيال سليماني على رأسهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وقال في تصريح للقناة الثانية في التلفزيون الإيراني مساء أمس “إلى جانب هؤلاء المتهمين هنالك بعض الدول الأخرى التي كانت لها إجراءات ما في العملية حيث تتم متابعتها. وأشار الى وقوع الحادث في العراق، قائلا “هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يتم، عبر التعاون مع حكومة العراق باعتباره بلد وقوع الجريمة، تحديد جميع المنفذين والآمرين والمسببين لهذه الجريمة الإرهابية وتنفيذ العدالة في حقهم”. وأضاف “ترامب يأتي على راس الضالعين والآمرين بتنفيذ هذه الجريمة الإرهابية. ترامب أقر بنفسه بأنه أمر بتنفيذ هذا العمل الإرهابي ويعتبر ذلك فخرا لنفسه. إقراره في المحاكم الدولية يعد وثيقة قابلة للاستناد”، مشيرا الى ان “ملف جريمة اغتيال القائد سليماني يجري البت فيه من الناحية الجزائية وسيتم إكماله قريبا”.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، هذه المواقف كلّها، تأتي “بدل عن ضائع”  الانتقام “المُفترض” الذي هدد به الايرانيون ومَن يدورون في فلكهم في الاقليم، غداة تصفية أرفع مسؤول عسكري ايراني. ذلك انه وبدلا من الانتقام، ها هي الجمهورية الاسلامية تجلس الى طاولة الحوار مع الاميركيين في فيينا، وإن في شكل غير مباشر، بحثا عن اتفاق جديد يفكّ عنها طوق العقوبات الاميركية والحصار الاقتصادي الغربي.

اما التصعيد الذي تنتهجه في المنطقة، فليس الا لتحسين شروطها التفاوضية في العاصمة النمساوية. جديد وجود هذا التصعيد كان محاولتها اطلاق صاروخ الى الفضاء نهاية الاسبوع الماضي، والتي باءت بالفشل.

كما ان ايران التي لطالما اتهمت الدول الخليجية بالخيانة وبالتعاون مع العدو الاسرائيلي، وبالتآمر على محور المقاومة والممانعة، انخرطت في حوار مع السعودية ايضا. الا انها وتماما كما تفعل مع المجتمع الدولي، تحاول الضغط على هذا الحوار من خلال تسخين الوضع الميداني خاصة في اليمن، على حدود المملكة الجنوبية. وفي هذا الاطار، أكد مسلحون يمنيون حوثيون اليوم، مصادرتهم سفينة إماراتية قالوا إنها تحمل “معدات عسكرية”، بعدما اتهمهم التحالف بقيادة السعودية بـ”قرصنة وخطف عبر السطو” سفينة ترفع علم الإمارات في جنوب البحر الأحمر قبالة مدينة الحديدة اليمنية.  وكتب المتحدث باسمهم  يحيى سريع عبر تويتر: “القوات المسحلة اليمنية بعون من الله وتوفيقه تقوم بضبط سفينة شحن عسكرية إماراتية على متنها معدات عسكرية دخلت المياه اليمنية بدون أي ترخيص وتمارس أعمالا عدائية تستهدف أمن واستقرار الشعب اليمني”.

يمكن القول اذا، تختم المصادر، ان سليماني مات وان اغتياله اتى ثماره، اذا ان ايران بعد وفاته، لم تنتقم له بل دخلت في حوارات مع مَن تتّهمهم بقتله!