IMLebanon

عزل لبنان والإنقلاب على النظام… هذا ما يريده “الحزب”!

جاء في “المركزية”:

ثمة اقتناع راسخ لدى المجتمعين الدولي والعربي بأن لبنان دخل مرحلة التحلل وبات التعاطي معه على أساس أنه بلد ميؤوس منه. أسباب اليأس ليست مستجدة، وتتمحور في معظمها حول السياسة التي تنتهجها  المنظومة الفاسدة والمسترهنة مع شعبها. وحده موقف إيران من لبنان الذي تتعامل معه على أساس ولاية أو مقاطعة من خلال ذراع حزب الله يبقى الأكثر تمايزا وهذا ما تثبته إطلالات أمينه العام حسن نصرالله الأخيرة بحيث يتعمد أن يسدل الستارة على الأوهام التي حاول أن يغلف بها مشروعه السياسي والعسكري في لبنان بدءا برفضه للنظام اللبناني وفق النموذج الذي كان قائماً حتى حصول الانهيارأو في التعبيرعن رغبته في تغيير الأسس التي يقوم عليها لبنان وصولا إلى الإنقلاب عليه بكل الوسائل المتاحة.

ولعل العودة إلى كلام رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” محمّد رعد، في 12 تشرين 2013، خير مؤشر إلى ما يريده حزب الله من لبنان حيث قال حرفياً: “إن الوجه الطبيعي للبنان هو الوجه المقاوم. كان لبنان مكان عقد صفقات وكان ساحة للملاهي الليلية وللسمسرات، لكنّنا الآن نريد أن نخلق لبنان الجديد الذي ينسجم مع وجود مقاومة”. وللوصول الى الهدف يفترض أولا إخراج لبنان من إطاره الطبيعي وتهشيل كل أصدقائه العرب وتيئيس المجتمع الدولي وهذا ما بدأ بتنفيذه على عين جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة.

في الذكرى الثانية لاغتيال قاسم سليماني صوب نصرالله صواريخه الكلامية على اميركا واسرائيل والسعودية واتهم قادتها بـ”الإرهابيين” ردا على اعلان جدة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد محمد بن سلمان وبيان الرياض بين قادة دول مجلس التعاون. وقد “طالبوا لبنان، في البيان الختامي، اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بالإصلاحات الشاملة ومكافحة الفساد، وبسط سيطرته وسيادته على كافة مؤسساته ومنع حزب الله الإرهابي من ممارسة نشاطاته الإرهابية واحتضانه ودعمه للتنظيمات والميليشيات الإرهابية المزعزعة للأمن والاستقرار في الدول العربية لتنفيذ اجندات دول إقليمية”. واللافت أن الحزب ارفق مواقفه باطلاق مسّيرة في اليوم التالي باتجاه اسرائيل، كما اقدم على الرد على من انتقد حملة نصرالله على السعودية من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واعضاء نادي الرؤساء والرئيس ميشال سليمان وسواهم. في حين غاب الانتقاد العوني على الرغم من ان مواقف نصرالله لا تصب في مصلحة الوطن وتقفز فوق الدولة وثوابتها. وهذا ما ترجمه انتقاد النائب حسن فضل الله لرئيس الحكومة وقال “لم يعل من شأن الانتماء الوطني ولم ينتفض لكرامة وطنه وارتد ضد الداخل” مما أثار موجة من الإنتقاد في الداخل اللبناني.

منسق التجمع من اجل السيادة ومدير المركز الجيوسياسي للشرق الاوسط وشمال افريقيا نوفل ضو اعتبر أن “كلام نصرالله في ذكرى اغتيال سليماني يعكس حقيقة الصراع الذي يتخطى حدود الخلافات الداخلية، ويكشف عن أهداف مشروع حزب الله المتمثل بعزل لبنان عن محيطه العربي ومحاربة الدول العربية بكل الوسائل المتاحة من سلاح وإعلام وبروباغندا”. وأضاف لـ”المركزية”: “الهدف من هذه الحرب وضع لبنان في المكان الذي يريده في وقت تظهر نواة مجلس التعاون الخليجي لوضع رؤية تنموية مستقبلية، الهدف منها بناء السلام وخلق فرص عمل وصولا إلى بناء الشراكة نحو العولمة. وهنا موقع لبنان الطبيعي. في حين يريد نصرالله جعل لبنان جزءا من اليمن وشبيها بالعراق وسوريا”.

تجزم أوساط سيادية ان ما فعله نصرالله لا يخدم لبنان ولا اللبنانيين الذين كانوا ينتظرون منه ومن المسؤولين بعد رأس السنة ان يولوا شؤونهم الاهتمام والتخفيف من اعبائهم وقد تزامن ذلك مع التصعيد الذي تريده ايران عشية اجتماعات فيينا لاستعماله كورقة ضغط. فهل يبقى اللبنانيون رهينة المنظومة السياسية المنقسمة بين المتواطئة معها وتلك التي تخشاها؟

“لا حلول في المرحلة الراهنة لأن القرار بمواجهة نصرالله ومشروعه غير وارد”. وتابع ضو مؤكدا “أن معاناة الشعب اللبناني غير محصورة بالأزمات الحياتية والمعيشية، فهي على أهميتها لا تتفوق على المشكلة الحقيقية المتمثلة بإرادة نصرالله وضع لبنان في موقع الدول التي توظف مشاريعها للحرب وانتزاعه من محيط الدول التي تسعى لمساعدته، والخيار هنا للشعب اللبناني وحده فإما أن يذهب إلى مشروع التموضع في محيطه الطبيعي حيث السلام والعولمة والتقدم، أو يكمل في مسار مشروع حزب الله”.

وفي السياق انتقد ضو رد ميقاتي على هجوم نصرالله على السعودية الذي اعتبر أنه لا يمثل موقف الحكومة ويقول: “هذا الرد لا يعني إلا استمرار التغطية لحزب الله ونصرالله. وكان يفترض بميقاتي أن يطلب من وزراء حزب الله الإستقالة من الحكومة تماما كما فعل مع قرداحي أو أن يقدم هو استقالته… شبعنا كلاما والمطلوب أفعال”.