IMLebanon

سيناريوهات محتملة إذا اخفقت مفاوضات فيينا

جاء في “المركزية”:

يراني المبرم عام 2015، يركز المتفاوضون على  مسارات ثلاثة هي رفع العقوبات، الالتزامات النووية، والضمانات وآليات التحقق التي تقر طهران باحراز تقدم على مستواها آخذة على الطرف الاخر عدم التقدم بتعهدات وضمانات في شأن رفع العقوبات الأميركية التي تطلبها  سواء المقترحات السياسية أو القانونية أو العملية. في المقابل، تصر الأطراف الأوروبية على ضرورة إخراج مخزون اليورانيوم الذي أنتجته إيران بما يفوق السقف المحدد في الاتفاق النووي، كما تطالب بتدمير أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي وضعتها في الأشهر الماضية داخل منشآتها النووية، وهو أمر يطالب به الجانب الأميركي أيضا.

حتى اللحظة، يمكن الحديث عن تقدم طفيف مشوب بالكثير من القلق والحذر ازاء احتمال فشل المفاوضات ومهلة 15 شباط على الابواب، خصوصا ان ايران ترفض مطالبتها بتعهدات نووية أكثر مما ورد في اتفاق الـ 2015 ، في حين تعتبر واشنطن أن الوقت سينفد أمام محادثات فيينا عندما يصبح التقدم في برنامج إيران النووي أكبر من مزايا الحد من تطوره بموجب الاتفاق النووي. فماذا لو فشلت المفاوضات وما السيناريو المحتمل في حال انتهاء مهلة 15 شباط من دون انجاز نص اتفاق نووي جديد بدل اتفاق 2015 الذي ينتهي مفعوله عام 2025 ، اي بعد 3 سنوات؟ وماذا لو تمسكت ايران برفضها اتفاقا شاملا يتضمن منع حصولها على السلاح النووي ومنظومة الباليستي ومنع زعزعة استقرار الاقليم من خلال التدخل العسكري في شؤون دوله اضافة الى ملفات المنطقة والتطبيع؟

تؤكد اوساط دبلوماسية غربية عبر “المركزية” ان المجتمعين مصممون على الخروج باتفاق رافضين تعثر او توقف المفاوضات. وطالما هي مستمرة لم تتوقف فهذا شيء ايجابي. اما في حال اصطدمت بحائط مسدود  فتتوقع حصول “عمل عسكري” غير محددة طبيعته، ولا مكانه وزمانه وحجمه بعد، انما قد يكون “ميني حرب” بين اسرائيل وايران ضرورية لا بل مطلوبة لحمل المسؤولين لاسيما الايرانيين على وقف المناورات والتأزيم والتصعيد عبر اذرعها الموزعة في المنطقة والتي تحركها كلما دعت الحاجة تارة بخطف باخرة اماراتية واخرى باطلاق صواريخ حوثية على المملكة العربية السعودية ومواقف هجومية عليها عبر حزب الله واستهداف مواقع اميركية في العراق….وترى الاوساط ان احد مداخل الحل يكمن في طاولة حوار ايرانية- سعودية تبحث في كيفية انهاء الصراع والدخول في علاقة جديدة تتناغم مع مرحلة التطبيع للسلام الشامل، في موازاة لقاءات اميركية- روسية تعقد بعيدا من الاضواء تبحث في صيغة الاتفاق النووي وامكان تولي روسيا دور الضابط لتنفيذ الاتفاق.

بالفعل، تضيف الاوساط، وبعدما دخلت اكثر من دولة على خط معالجة العلاقات السعودية -الايرانية منها الاردن والعراق ومسقط،  فإن اجتماعات امنية ستعقد بين مسؤولين سعوديين وايرانيين في العراق لمعالجة ملف توتر العلاقات بدءا من حرب اليمن وضرورة انهائها عبر حل سياسي تعتبره المملكة اولوية على طاولة البحث مع المحافظة على وحدة اليمن وانهاء استخدام السلاح. الاشارات الايرانية ايجابية، تختم الاوساط، والسعودية ليست بعيدة منها، واذا ما كُتب للمفاوضات بينهما النجاح فإن علاقات حسن الجوار ستمتد مفاعليها الى دول المنطقة عموما وتنسحب بطبيعة الحال على مفاوضات فيينا.