IMLebanon

“الحزب” يصعّد في الداخل والاقليم: هجمة مرتدة على مطوّقيه

جاء في “المركزية”:

بعد ان أقفل العام الماضي جنوبا باعتداء على القوات الدولية في بلدة شقرا، افتتحت السنة الجديدة باعتداء مماثل. فقد وقع إشكال بين جنود من الوحدة الإيرلندية وعدد من الأهالي في أحد الأحياء السكنية لبنت جبيل ليل الثلثاء.

السبب؟ بحسب اوساط “الاهالي” الذين وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” يحرّكهم معظم الأحيان، حزب الله، فإن جنودا ينتمون لقوة الاحتياط التابعة لقائد اليونيفيل “ضبطوا يتجولون في حي سكني ويلتقطون صوراً من دون مرافقة الجيش اللبناني. فتم توقيفهم بالقوة ومصادرة معداتهم وتكسير زجاج آلياتهم”.

في المقابل، نائبة مدير المكتب الإعلامي لليونيفيل كانديس آرديل، أوضحت في بيان أن “على عكس المعلومات المضللة التي يتم نشرها، لم يكن جنود حفظ السلام يلتقطون الصور ولم يكونوا في ملكية خاصة، بل كانوا في طريقهم للقاء زملائهم في القوات المسلحة اللبنانية للقيام بدورية روتينية”. ونقلت عن اليونيفيل إدانتها للإعتداءات التي يتعرض لها الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام، والتي تعتبر انتهاكات للقانون اللبناني والقانون الدولي.

وفي موقف لافت، دانت اليونيفيل ايضا “الجهات الفاعلة التي تتلاعب بسكان المنطقة لخدمة أغراضها”. وتابعت آرديل “وكما أشار الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، يجب أن تتمتع اليونيفيل بحرية الحركة الكاملة في جميع أنحاء منطقة عملياتها، وبالشكل الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية. وكما قال وزير الخارجية اللبناني، فإن الحكومة “لا تقبل أي شكل من أشكال التعدّي على جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل”. ودعت ختاماً السلطات اللبنانية “إلى إجراء تحقيق سريع وشامل ومحاكمة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم”.

وفق المصادر، لا يمكن فصل هذا الأداء التصعيدي من قِبل حزب الله ضد اليونيفيل في الآونة الاخيرة، عن تصعيده السياسي والعسكري، اكان في قصفه السعودية (كلاميا) او في شلّه العمل الحكومي وانتقاده رئيس مجلس الوزراء، حيث يسعى من خلال هذا السلوك الى تثبيت هيمنته على لبنان، وإفهام الجميع في الداخل والخارج، ان بيروت جزء لا يتجزأ من محور الممانعة.

كما ويمكن اعتبار هذا الاعتداء احد اشكال الهجمة المرتدة التي ينفذها الحزب ضد كل مَن يضيقون الطوق عليه وعلى نشاطه العسكري محليا واقليميا، ومواقفُ انطونيو غوتيريش من الحزب ومن ضرورة تطبيق القرارات الدولية، وضعت الامم المتحدة في هذه الخانة في نظر الحزب وحوّلت اليونيفيل الى شبه عدو للحزب في الجنوب.

ويبقى ان الحزب يواكب محادثات فيينا برفع السقف على اكثر من مستوى، وذلك طبعا بطلب من راعيته ايران التي يبدو تحتاج الى هذا التسخين للضغط على مفاوضيها وتحسين شروطها التفاوضية… وما على لبنان حيث لا كلمة للدولة وللشرعية بل للدويلة، سوى تحمّل التبعات، تختم المصادر.