IMLebanon

ما أهمية العطلة للإنسان؟

كتب أنطوان الشرتوني في “الجمهورية”:

في جميع الأعياد الرسمية، ينال الإنسان إستراحة تتراوح ما بين يوم إلى أيام عدة. خلالها يرتاح من الروتين اليومي الذي يعيشه ويقوم ببعض النشاطات للإستمتاع بعطلته. فللعطلة أهمية نفسية وإجتماعية. فجميعنا نشعر بالفرح العامر وكأننا ربحنا جائزة خلال يوم عطلة. ولكن عطلة من دون نشاطات يمكن أن تتفاقم فيها مشاكل متكرّرة في العائلة، خصوصاً إذا لم يوجّه الأهل أطفالهم لنشاطات داخل أو خارج المنزل. فما أهمية الحالة النفسية للعطلة؟ وكيف يمكن إنهاء عطلة بأقل ضرر عند الإنسان الذي لا يريد أن تنتهي عطلته؟

المدرسة، ثم الجامعة ولاحقاً العمل، هي الأمكنة الروتينية التي يعيشها الإنسان خلال حياته الأكاديمية والعملية. فالدراسة والعمل هما من دون شك أساسيان لصقل شخصية الإنسان وتساعده في كسب عادات حسنة، كما تسهم في تهذيب سلوكه، وتقوي عنده الصفات الحميدة. لذا، تساعد المدرسة التلميذ ان يكون شخصاً ملتزماً ويحترم الوقت وأميناً وصادقاً ويحترم الآخرين ويعامل الجميع بطرق عادلة.

وجميعنا، إذاً يمكننا تعميم ذلك، نحب الإجازات حتى لو كانت ليوم واحد. فما هي الأسباب النفسية والنفسية-الإجتماعية التي تجعلنا متعلّقين بالإجازة وما اهميتها:

– لا أحد يستطيع أن ينكر بأنّ العطلة مهما كان سببها، وحتى لو كانت «قصيرة»، تريح الإنسان جسدياً ونفسياً. ولكن من المهم أن يستفيد الإنسان من عطلته وأن يمارس خلالها النشاطات التي يحب.

– يوم العطلة هو يوم يجدّد فيه الإنسان طاقته، لأنّه بحاجة للطاقة لكي يستطيع الإستمرار في حياته.

– خلال نهار العطلة، يمكن أن يقوم الإنسان بالأعمال التي يجب أن يقوم بها خلال أيام الأسبوع ولم يجد الوقت لها.

– ممارسة بعض النشاطات مع الأصحاب، خصوصاً في فترة بعد الظهر، حيث يمكن مثلاً للتلامذة زيارة بعضهم البعض. كما يمكنهم ان يدرسوا سوياً بعض المواد التي فاتتهم.

نهاية العطلة!

بعض الأشخاص يشعرون بالأسى والحزن الشديد قبل أيام من إنتهاء عطلة العيد. لذا يجب أن يقوم الإنسان ببعض الخطوات الأساسية للتخفيف من قلقه، ومنها إستغلال العطلة وتمضية أفضل الأوقات. كما يمكن للأهل أن ينظموا العطلة وإتباع النقاط التالية:

أولاً، كيفية تمضية الوقت مع الطفل خلال يوم العطلة. فيمكن للأهل أن يقوما بنشاطات مع طفلهما خلال نهار العطلة، كما يمكنهما تمضية بعض الأوقات التي عادة لا يقضونها معه خلال الاسبوع.

ثانياً، الخروج والتسلية خارج البيت مع طفلهما، الذي ينتظر أي مناسبة للتسكّع مع الأهل وتمضية أجمل الأوقات التي ستبقى محفورة في ذاكرته.

ثالثاً، بعض الأهالي يكرهون العطل بسبب عدم قدرتهم لتمضية بعض الوقت مع اطفالهم بسبب عملهم الذي لا يسمح لهم بمشاركة طفلهم يوم العطلة.

رابعاً، بعض الاهالي لا يحبذون العطلة لاعتبارهم أنّ العطلة ليست سوى يوم يخسره الطفل ولن يستطيع أن يلتحق بالمدرسة والإستفادة من الحصص الدراسية.

وبعد العطلة؟

طبعاً، بعد إنتهاء العطلة، هناك بعض الإرشادات والتوجيهات التي يمكن أن يطبّقها الفرد، والتي يجب مراعاتها والعمل بها قبل وبعد العطلة:

– تحضير الذات للرجوع إلى الروتين اليومي. فقبل أيام من إنتهاء العطلة، يمكن للشخص أن يقوم ببعض الأعمال البسيطة، ذلك يساعده للشعور بالحاجة للرجوع إلى العمل.

– تمضية آخر أيام العطلة في مكان يحبه ومع أشخاص يحب أن يرافقهم.

– مساعدة مختلف أفراد العائلة، كالأطفال، بعد انتهاء العطلة، خصوصاً بعد أيام وأسابيع عديدة من الإستراحة. وتفسير للطفل عن أهمية الرجوع إلى مدرسته، والتفسير للمراهق أهمية الدراسة لمستقبله.