IMLebanon

عامل الوقت لا يخدم الاتفاق النووي: هل تطير محادثات فيينا؟

جاء في “المركزية”:

اشار وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان امس الى أن المحادثات حول ملف إيران النووي تأخذ “مسارا إيجابيا إلى حد ما” لكنه ذكّر بأهمية اختتامها سريعاً. وقال في حديث لقناة “بي اف ام – تي في” وإذاعة مونتي كارلو إنه “تم إحراز بعض التقدّم في الأيام الأخيرة. نسلك مساراً إيجابياً إلى حد ما، لكن الوقت يداهمنا”. وتابع “أنا مقتنع بأنه بإمكاننا التوصل إلى اتفاق. أبقى متفائلاً قليلاً مع الكثير من الإرادة”، مضيفا “إذا لم نتوصل إلى اتفاق بسرعة فلن يبقى ما نتفاوض عليه”.

المحادثات النووية، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، التي استؤنفت من جديد في أواخر تشرين الثاني الماضي في فيينا، بعد توقف خمسة أشهر، لإنقاذ اتفاق العام 2015 الهادف إلى منع إيران من حيازة سلاح نووي، غرضُها بات معلوما: إعادة واشنطن إلى الاتفاق بعدما خرجت منه في العام 2018  في عهد الرئيس دونالد ترامب، والى إعادة طهران إلى احترام التزاماتها بموجبه.

وهنا بيت القصيد، تتابع المصادر. فالمجتمع الدولي الذي يفاوض طهران، يتبنّى بالاجماع، موقفا داعيا الى عودة الجمهورية الاسلامية الى التزاماتها والعودة عن خروقها لبنود الاتفاق النووي، كشرط اساسي لرفع العقوبات والحصار عنها من قِبل واشنطن. لكن ماذا تفعل ايران في المقابل؟ هي احرزت تقدّما كبيرا في مجال تخصيب اليورانيوم الذي يقرّبها من حيازة سلاح نووي!

فمنذ اسابيع، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن طهران لن ترفع تخصيب اليورانيوم لأكثر من 60 بالمئة، مؤكدة أن أهدافها من تخصيب اليورانيوم محدودة ومحصورة في تلبية الاحتياجات الصناعية والاستهلاكية… غير ان  صحيفة “كيهان” المحافظة الحكومية، قالت في المقابل ما يلي “أميركا، إذا قبلت شروط ومطالب إيران المشروعة والقانونية لرفع كامل للعقوبات، فإن ذلك يعني ربحاً عظيماً للشعب الإيراني، لكن إذا لم تفعل ذلك، فإيران ستعمل على إفشال أثر العقوبات، وتحسين الوضع الاقتصادي، وستواصل تطوير برنامجها النووي، وسترفع تخصيب اليورانيوم من 60 في المائة إلى 90 في المائة إذا اقتضت الحاجة، وستتحول إلى قوة نووية عالمية، وهذا يعني فشلاً عظيماً لأميركا”. وأكدت الصحيفة أن “إيران، في الظروف الراهنة، تحتاج إلى رفع كامل للعقوبات بشروطها، وليس بناء على الإملاءات الأميركية”.

المفاوضات اذا، لا تزال عالقة في الدوامة ذاتها: رفع العقوبات ام وقف التخصيب وتطوير الاسلحة النووية والصواريخ البالستية، أوّلا. وفي عود على بدء، يمكن القول ان عامل الوقت ليس لمصلحة الاتفاق خاصة وان ايران تستخدمه سلبا للمضي قدما في خرق بنوده. واذا واصلت هذا السلوك ولم تكبح جماحَها لا تخصيبا ولا عسكريا او سياسيا، على اراضيها وفي المنطقة حيث تنشر أذرعها، فإن فيينا ستنتهي بلا نتائج…