IMLebanon

“الحوار” فرصة لتعويم “الحزب”؟!

جاء في “المركزية”:

بالعربِ تقاتل ايران العربَ، وبالمسلمين تقاتل الاسلام، وباللبنانيين تقاتل لبنان. بالسلاح الحي تارة وبالترغيب او الترهيب او غسل الادمغة احيانا، وبشعارات مستهلكة لم تعد تجد سوقا لترويجها وقد مر عليها الزمن على غرار مقاومة اسرائيل، التي لم تطلق في اتجاهها رصاصة يوما، في ما نصف الفلسطينيين لم يعد مهتما بالقضية من زاوية المقاومة والنصف الآخر يسعى الى حل سلمي عبر المفاوضات، وقطار التطبيع العربي مع تل ابيب انطلق، وباتت مقاومة طهران واذرعها العسكرية في سوريا ولبنان ورفع راية فلسطين مجرد ذريعة لخدمة مشروعها في المنطقة وليس لتحرير القدس. اما هدفها فواحد اوضح من الشمس، حلم التمدد الفارسي في المنطقة.

واذا كان شعار العراق اولا افقد طهران نفوذها وكسر جزءا من حلمها هذا، لا سيما بعد الانتخابات التي اعطت الفوز للفريق المنادي بوحدة البلاد بعيدا من السطوة الايرانية، فيما لم تطابق حسابات حقلها في اليمن بيدر تطلعاتها، وهي غير قادرة على التحرك على هواها في سوريا نتيجة النفوذ الروسي واستدارة الرئيس بشار الاسد نحو العرب مجددا سعيا لاستعادة موقعه العربي التاريخي بشرط الانفصال عنها وتقليص نفوذها العسكري تمهيدا لخروجها تدريجيا، فإن الساحة الاكثر خضوعا لها والورقة الاقوى لاستخدامها باتت لبنان، عن طريق ذراعها الاقوى حزب الله المسيطر على الدولة والمُحكم قبضته على مؤسساتها الدستورية ومواقعها الرئاسية، وما “يكعى” عليه يعطله، واذا استعصى، يفتح نيران مواقفه السياسية وابواقه الاعلامية تخويناً والصاقاً لتهم تدغدغ مشاعر مناصريه وجزءا من الرأي العام الناقم على الدولة نتيجة ما بلغته اوضاعه من سوء وانهيار.

وفي السياق، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” ان الحزب نسف المبادئ الاساسية التي يقوم عليها النظام الديموقراطي وهي: الاكثرية تحكم والاقلية تعارض عبر المؤسسات، قضاء مستقل، مؤسسات امنية غير مستتبعة. فقد سعى الحزب وحقق هدف قلب المفاهيم والمبادئ في نظامه الديموقراطي الذي ميّزه تاريخيا عن دول المنطقة واسهم في ازدهاره وتطوره. فرض حكومات الوحدة الوطنية معطلا مفهوم الاكثرية والاقلية، وعطل المراقبة والمحاسبة، محوّلا الحكومات الى ميني مجلس نواب وافقد الانتخابات جوهرها وهدفها. وهو اليوم يتدخل في القضاء ويضغط على القضاة ويتسلبط على الامن ويحرك جماعاته من الطائفة الشيعية في المؤسسات الامنية لفرض ما يريد. بيد ان للقوة حدودا ولا احد اكبر من وطنه، كما قال يوما الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وتضيف المصادر اكثر من استحقاق مصيري في قابل الايام لا بدّ ان يضع حدا لسيطرة ايران وحزب الله على لبنان او يقلصها في الحد الادنى، بدءا من الانتخابات النيابية المعوّل على ان وعي اللبنانيين، بعدما ذاقوا طعم جحيم جهنم التي اسقطهم فيها الحزب وحلفاؤه، سيقلب المعادلة لمصلحة قوى التغيير، واشتداد الخناق عليه عربيا ودوليا بعدما بات مصنفا بالحزب الارهابي ومفاوضات فيينا التي قد لا تنزل نتائجها بردا وسلاما عليه ويذهب فرق عملة في صفقة “الكبار” ان تحققت. من هنا، توضح، يمكن فهم تأييده للحوار، علّه يلج عبره الى تحصيل مكاسب سياسية تعزز وضعه في المؤسسات وتكرّس له مواقع نفوذ “فيقرش” انتصاراته ويشرعن دوره المتفوق على سائر القوى السياسية بفعل تفاهمه مع الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، مستفيدا من غياب السنيّة السياسية وتشتت القوى المسيحية وانكفاء الدروز، فيفرض اليوم ما قد يصبح مستحيلا غدا ان انقلبت موازين القوى لغير مصلحته، فتضيع الفرصة.