IMLebanon

الأمن ممسوك بقرار دولي وإقليمي… اطمئنوا!

جاء في المركزية:

ماذا يحصل في مطار رفيق الحريري الدولي؟ سؤال يتردد على لسان كل لبناني وأجنبي أطلع على تقرير نشر على أحد المواقع الإلكترونية. وعلى رغم الصورة السوداوية التي أعطيت عن واقع الحال في المطار وتوصيفه بأنه على “أبواب كارثة”، إلا أن الشق الأمني الذي تضمنه التقرير لجهة تعرّض 3 طائرات مدنية خاصة لإطلاق نار مجهولة الهوية والمصدر، كان الأبرز والأهم والباقي …”تحصيل حاصل” !.

ما يحصل في مطار بيروت ليس وليد الانهيار الحاصل في البلد إنما نتيجة تراكم كل الأزمات التي تتجسد على أرض المطار، لكن لماذا لم يتم التبليغ من قبل مالكي الطائرات المتضررة أو من قبل الشركات التابعة لها، إلا إذا كان الخبر عار من الصحة أو يخلو من الدقة لجهة الأضرار ؟ وليس آخراً، لماذا لم يصدر أي توضيح من قبل السلطات الرسمية سواء بالنفي أو بتفسير ما جرى للرأي العام؟

الجواب جاء بعد 48 ساعة في تغريدة لوزير الأشغال العامة والنقل علي حمية عبر حسابه على “تويتر”، علما أن الحادثة كانت تستحق مؤتمراً صحافيا وليس مجرد تغريدة على حساب الوزير الشخصي لأنها مسألة رأي عام. وكتب حمية “تمّ اكتشاف ثقبٍ في هيكل طائرة تابعة لشركة طيران يونانية قبل إقلاعها من بيروت. ولا يوجد أي تقرير رسمي من الشركة يوثق السبب”. وعن صحة إصابة إطار الطائرة الإماراتية التي كانت تحط في مطار بيروت فأشار حمية أن “ما  حصل شائع في المطارات ولا يتعدى دهس إطار طائرة للخطوط القطرية على قطعة معدنية في ساحة الطائرات من دون وقوع أي ضرر في الطائرة”.

ثمة الكثير من اللغط والغموض بين ما حصل في مطار بيروت الدولي وما يمكن أن تكون عليه الحقيقة التي تستند إلى معطيات ووقائع.

قائد الشرطة القضائية السابق العميد أنور يحيى أكد عبر “المركزية” أن “الأجهزة الأمنية في مطار بيروت تعمل بكفاءة عالية بدليل عدم حصول أي حادث أمني على رغم توافد عشرات آلاف السياح والمغتربين إلى لبنان في الفترة الممتدة بين 15 كانون الأول 2021 و15 كانون الثاني الجاري، ولم تسجل أية حادثة سلب أو خطف مما يؤكد أن الأمن ممسوك بصورة جيدة  “.

وحول خبر إطلاق النار على طائرتين مدنيتين كانتا متوقفتين في حرم المطار، اعتبر أنه “لو صح ذلك، فلماذا لم يتقدم المتضرر بأي بلاغ لدى مديرية قوى الأمن الداخلي أو مخابرات الجيش؟”.

ولفت العميد يحيى إلى أن الأمر” يعود للمتضرر نفسه، ولا تلزمه السلطات الأمنية وجهاز أمن المطار بالتبليغ “.

وكشف في السياق عن أن “هناك تحقيقات تجري في شأن الرصاصة التي اخترقت أحدى عجلات الطائرة القطرية لمعرفة ما إذا كانت رصاصة طائشة أم لا، لكن اللافت أن حتى شركة الطيران القطرية لم تدع أمام الضابطة الإدارية والعدلية. وأرجح أن يكون سبب عدم التبليغ وراء تكتم الأجهزة الأمنية أو صدور أي توضيح رسمي عنها باستثناء ما صدر اليوم عن وزير الأشغال العامة”.

وفي ما يتعلق بانقطاع التيار الكهربائي يؤكد العميد يحيى نقلا عن مصادر موثوقة من داخل المطار “أن العطل نتج عن توقف محطة عرمون حيث انقطع التيار الكهربائي عن كل لبنان يومها. إلا أن مدة الإنقطاع في حرم المطار لم تتجاوز الـ7 أو 10 دقائق “.

وأكد نقلا عن مسؤولين في المطار أن المولدات في حال جهوزية دائمة ولا صحة للكلام عن توقفها بسبب عدم توافر مادة المازوت”، متابعًا: “ليس المهم ما نسمع ونقرأ في بعض وسائل الإعلام – مع تقديري الكلي لمهنة الإعلام والإعلاميين- الأهم أن نتقصى عن الحقيقة التي تستند إلى معطيات. والحقيقة تقول أن هناك شركات طيران دولية وعالمية تحط في حرم مطار بيروت الدولي وهي تجري استقصاءاتها للتأكد من سلامة الركاب وطاقم طائراتها. ولو كان هناك أدنى شك في وجود ثغرات أمنية لتوقفت عن تسيير رحلاتها إلى لبنان عبر مطار بيروت …كل هذا يؤكد أن الأمن ممسوك في المطار وأنا مسؤول عن كلامي وهذا بفضل القوى الأمنية كافة العاملة في جهاز أمن المطار التي وعلى رغم كل الضائقة المعيشية وما يتكبدونه من معاناة للوصول إلى مقر عملهم إلا أنهم لا يتأخرون عن تأدية واجباتهم كاملة”.

واستغرب العميد يحيى ما نشر حول صعود عناصر أمنية إلى الطائرات بلباس مدني لإحضار الطعام بعد توقفها في المطار وقال:” هذا كلام معيب وأشهد أنه من خيال صاحبه ولا أساس له من الصحة. فهناك كاميرات تراقب على مدار الساعة في حرم المطار وكذلك الأمر عند المداخل والعنابر، عدا ذلك هناك تشدد من قبل القادة الأمنيين وبتوجيه من قائد الجيش ومدير عام الأمن العام ومديرية قوى الأمن الداخلي والجمارك بالتشدد في المراقبة إلى جانب وجود كلاب بوليسية ومفرزة خاصلة للكشف على بعض الحقائب التي يشك في وجود ممنوعات في داخلها”.

المعيار الأساس لمطار بيروت يعود إلى شركات الطيران العالمية وتؤكد تقاريرها أن الوضع الأمني واللوجستي والإداري في مطار بيروت بألف خير. فاطمئنوا. وما يعزز الطمأنينة أن هناك قرارا إقليميا ودوليا أكثر مما هو محلي بالحفاظ على أمن مطار بيروت دولي كما على الطريق المؤدية من وإلى المطار” . نفهم من ذلك أن لا حاجة للتوجه نحو إعادة تشغيل مطار القليعات؟ ” كل مطار إضافي فيه خير وبركة للبنان، لكن الدولة بالكاد تستطيع أن تؤمن رواتب موظفي القطاع العام فكيف يطالبون بإعادة تشغيل مطار القليعات”؟، يختم العميد يحيى.