IMLebanon

الوزير الكويتي حمل “الجزرة والعصا” في آن واحد!

أبلغت أوساط سياسية واكبت جولة وزير الخارجية الكويتي على المسؤولين الى «الجمهورية»، انّ ورقة المطالب الخليجية لإعادة بناء الثقة مع لبنان هي شديدة الحساسية ولا يمكن قبولها بالكامل او رفضها بالكامل، لافتة إلى أنّ بعض البنود يمكن التجاوب معه والبعض الآخر يستحيل تنفيذه حالياً خصوصا ما يتعلق بتنفيذ القرار 1559 ونزع سلاح «حزب الله».

واشارت الاوساط لـ”الجمهورية”، الى انّه وعلى رغم السقف المرتفع للورقة، توجد فرصة للبناء عليها والانطلاق منها للوصول إلى تفاهم وتفهم متبادلين، على قاعدة ان يراعي «حزب الله» المصلحة الوطنية التي تقضي بضرورة عدم استهداف الخليج انطلاقاً من لبنان، وان تراعي الدول الخليجية خصوصية الواقع اللبناني وما يمثله الحزب ضمنه، بحيث لا تبالغ في طرح شروط ليست للدولة قدرة على تنفيذها.

واعتبرت الاوساط انّ زيارة الوزير الكويتي الى بيروت تحمل «الجزرة والعصا» في آن واحد، مشدّدة على أهمية ان تتمكن التسوية المفترضة من التوفيق بين مصالح الجانبين.

وكان الصباح أنهى زيارته للبنان بعدما التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد ابلغ عون اليه «ترحيب لبنان بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، انطلاقاً من حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية». وشكر له المبادرة التي نقلها، وأكّد «التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة»، مشيراً الى «أنّ الأفكار التي وردت في المبادرة «ستكون موضع تشاور لاعلان الموقف المناسب منها».

وقال الصباح في تصريحات له، انّ الهدف من زيارته للبنان هو انّه يحمل «رسالة كويتية، خليجية، عربية، ودولية، كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجدداً مع لبنان. كل هذه الأفكار والمقترحات مستنبطة، وأساسها، قرارات الشرعية الدولية والقرارات الأخرى السابقة لجامعة الدول العربية». وتمنّى ان يأتيه ردّ المسؤولين اللبنانيين عليها قريباً.

ورداً على سؤال قال الصباح : «أولاً لا يوجد أي تدخّل في الشؤون الداخلية للبنان، ودول الخليج لا تتدخّل بشؤون لبنان الداخلية، وثانياً، لا تخرج الزيارة عن الثلاث رسائل التي نقلتها في الامس. الرسالة الاولى، التعاطف والتضامن والتآزر والمحبة للشعب اللبناني الشقيق. الرسالة الثانية، هي تطبيق سياسة النأي بالنفس وأن لا يكون لبنان منصّة لأي عدون لفظي او فعلي. والرىسالة الثالثة، هي الرغبة لدى الجميع في أن يكون لبنان مستقراً آمناً وقوياً، وأنّ قوة لبنان هو قوة للعرب جميعاً، وعلى ان يصير هذا الامر واقعاً هو من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية في هذا المجال. فالرسالة من هذا المجال وليس هناك أمر آخر». ونفى ان يكون حمّل بري أي رسالة الى «حزب الله»، وقال: «الزيارة فقط هي تقديم الافكار نفسها التي قدّمتها في الامس الى الرئيس ميقاتي، وصباحاً الى فخامة الرئيس عون ومن ثم قدمتها الى دولة الرئيس بري. ومرة أخرى هي منطلقة من بعض الافكار والمقترحات لبناء الثقة بين دول المنطقة ولبنان».