IMLebanon

سلوكٌ خاطئ يجعل الشاي مُضرّاً بالصحّة!

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

إذا كنتم ترغبون في الحصول على مشروب لذيذ يخلو من السكّر المُضاف أو يحتوي على جرعة أقل من الكافيين، فإنّ الشاي يشكّل بديلاً جيداً. وبغضّ النظر عن النوع الذي تفضّلون شربه، فإنّ كل شاي يملك فوائد صحّية كثيرة مثل الشاي الأسود الذي يحسّن صحّة القلب، ونظيره الأخضر الذي يحارب الالتهاب ويدعم الذاكرة والقلب… ولكن ما هو الخطأ الشائع الذي يجب التوقف عن ارتكابه عند احتساء الشاي؟

قبل البدء بشرب كوب بعد آخر من الشاي، يجب أولاً استشارة الطبيب أو اختصاصية التغذية، وهو الأمر الذي يتجاهله معظم الأشخاص عند التعامل مع شاي الأعشاب.

وتعليقاً على ذلك، قالت اختصاصية التغذية تمار سامويل، من مدينة نيويورك، إنّ «العديد من الأشخاص يعتقدون أنّ مصطلح «طبيعي» هو أكثر أماناً وبالتالي لا يفكّرون في أنّ شاي الأعشاب الطبيعي قد يتعارض مع العقاقير أو يملك انعكاسات سلبية على بعض الحالات الطبية مثل الحمل، علماً أنّ هذه المشروبات لا تُنظّمها إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)».

وأضافت: «رغم أنّ معظم شاي الأعشاب يُعتبر آمناً عموماً بكميات قليلة، إلّا أنّ الأشخاص الذين يشكون من بعض المشكلات الصحّية عليهم الحدّ أو حتى تفادي بعض الأنواع. على سبيل المثال، إذا شُخّصتم بالسكّري، أو تأخذون مميعات الدم للوقاية من السكتات أو تحصلون على مضادات الاكتئاب، فإنّ شرب بعض أنواع شاي الأعشاب قد يتعارض مع أدويتكم. وإذا كنتم تشعرون بالقلق بشأن أي تفاعلات مُحتملة، يُنصح بتناول العقاقير بفاصل 2 إلى 3 ساعات عن شرب الشاي، وتحدثوا إلى طبيبكم إذا كنتم غير متأكدين من تفاعلات معيّنة بين الأدوية والأعشاب».

وعرضت سامويل أبرز أنواع الشاي التي يجب تفادي شربها أو التعامل معها بحذر في حال العيش مع بعض المشكلات الصحّية:

– شاي البابونج

استُخدم البابونج منذ القِدم للمساعدة على النوم لأنه يخفض القلق بفضل آثاره المُهدّئة باعتدال، إستناداً إلى تقرير نُشر عام 2010 في «Molecular Medicine Reports». كذلك قد يساعد البابونج على خفض مستويات السكّر في الدم لدى مرضى السكّري. لكنّ شرب كميات هائلة منه قد يقلّل بشكلٍ كبير من نسبة السكّر في الدم، ما ينتج عنه هبوط حادّ في سكّر الدم. إذا شُخّصتم بالسكّري، ليس عليكم تفادي شاي الأعشاب بل المطلوب منكم مراقبة نسبة السكّر في الدم عن كثب إذا اخترتم شربه. إنّ استشارة خبيرة تغذية تساعد على تحديد إذا كان شاي البابونج مناسباً لكم وما هي الجرعة الآمنة.

– الشاي الأخضر

تبيّن أنّ الشاي الأخضر يتفاعل مع بعض الأدوية المُستخدمة لعلاج أمراض القلب، لذلك يُفضّل الحدّ منه في حال أخذ هذه العقاقير. تحتوي أوراق الشاي الأخضر المجففة على الفيتامين K الذي قد يزيد من تخثر الدم. يمكن للجرعات العالية من الفيتامين K أن تتعارض مع نشاط بعض مميعات الدم. كذلك يجب على الأشخاص الذين يتناولون عقار «Lisinopril» الذي يوصف كثيراً لعلاج الضغط العالي وقصور القلب، الحدّ من استهلاك الشاي الأخضر ومستخلصاته لأنها قد تخفض فعالية الدواء.

– شاي الجنكة

يجب على كل شخص يعاني مشكلة صحّية تستدعي استخدام الأدوية المُسيّلة للدم، مثل الأسبرين، الامتناع عن تناول شاي الجنكة (Gingko Tea). يرجع السبب إلى أنّ هذا الأخير يُبطئ تخثر الدم، واستهلاكه بالتزامن مع عقاقير أخرى، مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين، قد يزيد من خطر النزيف.

كذلك يجب على الأشخاص الذين يشكون الصرع أو يتناولون مضادات الاكتئاب تفادي شرب شاي الجنكة. إذ تبيّن أنّ استهلاك كميات كبيرة منه قد يسبب نوبات الصرع ويخفض فعالية الأدوية المضادة للاختلاج، وفق «Mayo Clinic». فضلاً عن أنّ هذا الشاي قد يؤدي إلى إضعاف بعض مضادات الاكتئاب.

– شاي الجينسنغ وعرق السوس

يمكن أن يقلّل شاي الجينسنغ أو عرق السوس من فعالية الأدوية المضادة للتخثر، بما فيها الوارفارين. لذلك يجب تفادي هذه المشروبات في حال التعرّض لجلطات الدم، أو معاناة تجلّط الأوردة العميقة، أو أي مشكلات صحّية أخرى تُعالَج بمضادات التخثر.

واللافت أيضاً أن الجينسنغ يستطيع خفض فعالية بعض أدوية الستاتين، ومضادات الاكتئاب، وحاصرات قنوات الكالسيوم المُستخدمة في علاج ضغط الدم العالي، والتي قد توصف أيضاً لتخفيف أعراض مرض الشريان التاجي، وعدم انتظام ضربات القلب، وارتفاع الكولسترول، وعوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب والأوعية الدموية.