IMLebanon

غياث يزبك: لقطع الطريق أمام الأخطبوط المسيطر على لبنان

شدد مرشح حزب “القوات اللبنانية” في قضاء البترون غياث يزبك، على أن “مشروع استرجاع السيادة وسلطة الدولة هو الأساس في لبنان اليوم، في وقت، التقسيم ومخططات الهيمنة في المنطقة واضحة جداً”، سائلاً “كم اتهمنا بالسذاجة والبساطة كسياديين لبنانيين حين كان لبنان تحت الاحتلال السوري؟ ولتصويب المسار، نحن من خلق الظرف السياسي عام 2005 من خلال خلق مسار سيادي عظيم”.

ورأى يزبك، في حديث لإذاعة “لبنان الحرّ”، أن “يكون لبنان سيادياً فهي مسألة مصلحة للدول الغربية والعربية والأشقاء، لذلك الوضع ليس ميؤوساً منه وبإمكاننا استرجاع الحالة السيادية نفسها التي خلقت قرنة شهوان وخلقت القرار 1559، وأبعد من ذلك الحالة الانقلابية التي تسقوها الدويلة مع العهد المتواطئ لم تعد تمتلك قوة الإقناع وأعظم ثورات العالم فشلت لأنها أقنعت بعض العقول وجوعت الكثير من البطون. لبنان يخرج عن رسالته الأساسية أي بلد ملاذ للأقليات والحريات، حزب الله يقضي على هذه الهوية والناس لن ترضى بالعودة للخوف من جزمة ضابط سوري”.

وأوضح يزبك أن “البلد ليس رهينة بأيدي إيران وحالة الخطف غير ناجزة والسلطة المرتهنة لإيران لا تمثل الشعب اللبناني والحالة الانقلابية التي على رأسها القوات اللبنانية تحاول قطع الطريق أمام هذا الأخطبوط المسيطر على لبنان. هذه الحالة السيادية ستعيد لبنان إلى العائلة الدولية والعربية كما إلى القانون الدولي الذي يرعى العلاقات بين الدول، وهذا ما خسره لبنان وبالإمكان تعويض هذه الخسارة من خلال الانتخابات النيابية”، مشيراً إلى أننا “أمام ثلاث خطوات، الأولى هي الفوز بالانتخابات النيابية وإيقاف التسلل الذي يمارسه حزب الله من خلال الدستور، وحينها يكون الدستور اللبناني بديلاً من القمصان السود و7 أيار، والثانية عدم المشاركة بأي حكومة ائتلافية وثالثاً إعلان سيادة الدولة اللبنانية بكل هيبتها على مناطق التي نفوز بها في الانتخابات ونعزز النفس المتنوع الذي يشبه لبنان بشكل يتم إعلان حالة مسالمة وسيادية لا مكان فيها إلا للجيش اللبناني”.

وتوجه لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بالقول: “لا تتكلم عن الإلغاء وفي رقبتك الكثير من الدماء والشهداء وبعدها بدأ بالاعتداء على ضباط الجيش اللبناني، فهذا ليس إلغاءً، بل (فرم)، وحين رأى حزب الله أنه لم يتخلص من الحالة السيادية تم اغتيال الحريري ومحاولة اغتيال حمادة وكرة السبحة، وإن لم يكن هو من اغتالهم فهو على علم بمن قام بالعمليات”.

وشرح أن “حالة المقاومة تنشأ بسبب زوال الدولة واندثار الجيش”، سائلاً: “أليس حزب الله من حرر لبنان من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000؟ فأين حالة الاحتلال الثانية؟ قلت للحزب في السابق، إذ انه تم الانتصار على الاحتلال فليسلم سلاحه للدولة، لأن كل تأخير في التسليم هو حالة انقلابية”.

أضاف يزبك: “لماذا لم يبادر حزب الله إلى ترسيم الحدود مع سوريا ويرفض ترسيم الحدود مع إسرائيل؟ لأنه سيفقد حالة المقاومة التي يدعيها، وما الجدوى من حالة المقاومة في اليمن؟ عندما تعود (هذه الحالة الإقليمية) بهذا الكمّ من الدمار على لبنان فليست حالة مقاومة ناجحة. كل خطوة قامت بها هذه “الحالة المقاومة” بعد التحرير عام 2000 عادت بالدمار على لبنان، وعلى سبيل المثال عام 2006 تم تدمير البنية التحتية في لبنان وتم تخويننا وخرجت “الحالة المقاومة” بهيئة المنتصرة”.

وأشار إلى أن “أكثر ما يتمناه حزب الله اليوم هو استدراجنا للحرب، وهذا لن يحصل، وبالنسبة له تطبيق القرار رقم 1559 هو مشروع حرب لكننا لن نتحارب وإياه. نقطة الضعف الأساسية هي ربط النزاع وأخشى من مساعي البعض بإقناع اللبنانيين بأننا ذاهبين إلى الحرب، فلتكن الحرب وليكن 7 أيار ثان، فماذا سيفعلون؟ هذه حالة خنق للبنان وحالة استسلام مسبق لتهويل تُمارس، فهذا نموذج إيراني لقنع المواطنين وهذا ذهاب نحو نماذج سياسية بائلة ومريضة والذهاب ضدّ صيرورة العصر”.

أما في ما يتعلق بعرقلة حصول الانتخابات، فلفت مرشح حزب القوات اللبنانية، إلى أن “الحالة الانقلابية بإمكانها ارتكاب أي عمل لمنع حصول الانتخابات لكن لا يمكنها ارتكاب أي فعل دستوري لمنع الانتخابات وان كان العمل أمنياً فتتحمل المسؤولية وحينها تغرق لبنان بالمزيد من المآسي والجوع وسنواجه أي فعل مشابه بالطرق السلمية، ولا مال للبنان بحسب المنظمات الدولية إن لم تجري الانتخابات وسيكون التدفق معاكساً أي سيهاجر المزيد من اللبنانيين بدل تدفق الأموال إلى الداخل. حزب الله يريد بقاء المكون المسيحي بنفس العديد لتستمر سيطرته على الدولة، وبالنسبة للحالة السنية فهي حالة لبنانية مكوّنة، وهم يريدون لبنان أولاً ولبنان خارج من كل أنواع التبعية والاحتلال، وصحيح أن غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري شكل فقداناً على الساحة السياسية لكن الحالة السنية ستعبئ الفراغ بسياديين معتدلين”.

وتابع: “الحالة السنية ستتمكن من تنظيم نفسها ولا انكفاء للمكون السني الميثاقي ولا مكان للفراغ. سوء تصرف حزب الله ومحاولة التهام وتعبئة الفراغ الذي تركه الحريري لا يشكل عامل جذب للسنة في لبنان بل عامل خوف”. وقال يزبك: “إنني مؤمن بالحالة السنية السيادية رغم أسفنا على انسحاب الحريري من الحياة السياسية”.

وقال رداً على سؤال حول رجل الأعمال بهاء الحريري، إنه “مواطن لبناني وابن الشهيد رفيق الحريري، هو يقدم نفسه كبديل وعليه إثبات فكرة أنه البديل الصالح”.

على صعيد آخر، أشار إلى أن “رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لجأ إلى سوريا لتحقيق أهداف في لبنان وللتمسك في السلطة، وهل ننكر تاريخنا من أجل الوصول؟ لم ينقطع التواصل يوماً بين سوريا ورئيس الجمهورية ميشال عون، وباسيل لن يصل يوماً بهذه الطريقة ومن كثرة الأداء السيء حتى الحلفاء لا يريدون وصوله”.

واعتبر أنه “إذا وجد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مصلحته ومصلحة إيران تكمن بإخراج باسيل من الحياة السياسية سيأتي برئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، هذا إن سلمنا جدلاً أنهم من يأتي بالرؤساء”.

وشدد يزبك على أن “الجيش اللبناني هو جيش قوي ومتماسك ومن واجباته حماية الاستحقاقات الدستورية، كما المنظمات الحقوقية ستقوم بالمراقبة، ومن يقول إنه إن تمت محاولة عرقلة الانتخابات لن تقوم القوى السيادية بالضغط من أجل وضع لبنان تحت الفصل السابع”.

وأكد أن “الرأي العام الدولي يحرك المجتمع الدولي، وهذا المجتمع يحتضن الحالات التحررية السيادية وهذه الحالة اللبنانية تضع لبنان تحت المجهر”.

من جهة أخرى، رأى أن “الخطاب الانتخابي لدى التيار الوطني الحر لا ينبع عن قناعة”، سائلاً “أليس رئيس الجمهورية الأب الروحي للتيار؟ أيكون جوهر هذا الخطاب بعدم المسّ بالقرار 1559؟ لا يمكن اليوم بناء اقتصاد جيد مع غياب أمني وغياب للسيادة، كما لا يمكن التحدث باستراتيجية دفاعية في الأشهر الأخيرة من ولاية رئيس الجمهورية. باسيل يتحدث بلغة انتخابية كمعارض وهم لديهم الأكثرية الحاكمة، إذ انه مسؤول في (ماتش الذهاب والإياب) وهو لم يطبق أو يتبنى أي سياسة بناءة وأخرج لبنان من العائلة الدولية، واليوم يريدون أن نصدق الخطاب الانتخابي؟ هذا نوع من إمعان في ارتكاب الجريمة ولا إنجازات على الإطلاق لهذا العهد كما منع تحقيق أي إنجاز”.

وسأل: “من أوقف التشكيلات القضائية؟ وكيف تم تفعيل الدور المسيحي داخل الحكومات أيكون التفعيل من خلال المجيء بالأشخاص غير المناسبين؟”. ولفت يزبك إلى أنه “هناك الكثير من الممتعضين من التيار الوطني الحر وينقسمون لقسمين، الأول من انتمى ليحصل على انتفاعات مادية وسياسية والقسم الثاني من اعتقد أن للتيار مسار سيادي”.

وأضاف: “مارسنا أعلى درجات الالتزام باحترام موقع رئاسة الجمهورية عندما رفضنا إسقاط إميل لحود، وحين نشهد تدميراً ذاتياً للموقع فهنا تترتب تبعات جرمية وحينها قد نلجأ لإقالة رئيس الجمهورية. هل نلجأ لتمزيق اتفاق الطائف ونذهب نحو مؤتمر تأسيسي ونحن لم نتمكن من إجراء طاولة حوار في ظل وجود طرف يسيطر على الحياة السياسية؟ وكل من يدعو لمؤتمر تأسيسي يمثل حالة انقلابية”.

وأردف يزبك: “شرفني رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بهذا التكليف ورشحني للانتخابات عن منطقة البترون، وقلت له وكأنه تم وضع 5 أكياس ترابة على صدري إذ ان الموضوع يمثل مسؤولية كبيرة جداً بالنسبة لي، بالإضافة إلى أن منطقة البترون تمثل الكثير فهناك نشأت فكرة لبنان كبير وهناك منشأ ومرتع للقديسين كما قدمت العديد من القضاة وموظفي القطاع العام المغمسين بحب لبنان واندمجوا بالإدارة اللبنانية، والبترون قدمت الشهداء الأحياء من مقاتلي القوات اللبنانية ودافعوا عن كل الأراضي اللبناني وكان لي شرف المواكبة”.

واعتبر أن “باسيل هو تفصيل في هذه المعركة وهو ليس خصمي، فليراجع أداءه إذ ان خصم باسيل هو باسيل نفسه من خلال أدائه السيء”، مؤكداً أن “المسؤولية كبيرة جداً و(رح كون قدها)، وسأكون بالنسبة للمواطنين نقطة مضيئة، وإلى الانتخابات ان شاء الله”.