IMLebanon

صمود الجيش أولوية دولية: رهان على دوره

جاء في المركزية:

صحيح أن واشنطن تتابع من كثب التطورات اللبنانية، السياسية منها كما الاقتصادية والكهربائية و”النفطية – الحدودية”، الا ان هذا الاهتمام يقوى احيانا ويضعف احيانا اخرى. وحدها، احاطة الولايات المتحدة بالمؤسسة العسكرية لا تتبدل وتستمر بالوتيرة الايجابية ذاتها منذ سنوات، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.

السبت الماضي، قالت الإدارة الأميركية في إخطار بعثت به إلى الكونغرس إنها تعتزم إعادة توجيه 67 مليون دولار من المساعدات العسكرية للقوات المسلحة اللبنانية لدعم أفراد جيش البلاد التي تصارع انهياراً مالياً. وأخطرت وزارة الخارجية الأميركية الكونغرس باعتزامها تغيير محتوى التمويل العسكري الأجنبي المخصص في السابق للبنان ليشمل “دعم سبل العيش” لأفراد الجيش اللبناني قائلة إنهم يعملون تحت ضغط الاضطراب الاقتصادي، وكذلك الاضطراب الاجتماعي. وجاء في الإخطار إلى الكونغرس الذي اطلعت عليه “رويترز” “دعم سبل العيش لأفراد القوات المسلحة سيقوي استعدادهم العملياتي ويخفف من الغياب عن الخدمة وبالتالي يجعل أعضاء القوات المسلحة اللبنانية يتمكنون من مواصلة القيام بالوظائف الأمنية الملقاة على عاتقهم للتصدي لمزيد من تراجع الاستقرار”.

منذ اشتداد وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشي في لبنان، وانهيار قيمة رواتب العسكريين بفعل فقدان الليرة قيمتها الذي حوّل اكثر من 60% من اللبنانيين الى مواطنين يعيشون تحت خط الفقر، يقض هذا الواقع مضجع قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يصول ويجول ويجري اتصالات لا تنتهي مع دول وأفراد لتأمين الدعم على انواعه، لعناصره. ولعل ابرز المستجيبين لنداءاته ومساعيه، هي واشنطن القلقة بقوة على استقرار لبنان والتي تعتبر الجيش، المؤسسة النزيهة والكفوءة على الصعد كافة، الجهةَ الوحيدة التي تستحق المساعدة في لبنان. كما ترى الولايات المتحدة ان لا بد من تعزيز قدرات الجيش ومن الوقوف الى جانبه، لأن سقوطه يعني سقوط لبنان في يد الفوضى والميليشيات المسلحة غير الشرعية وتقصد بها طبعا حزبَ الله.

على اي حال، قال العماد عون ذلك بنفسه. الجمعة، من ثكنة كفرشيما، توجه الى العسكريين بأن “لا تفقدوا الثقة بوطنكم الذي هو بأمس الحاجة اليكم حاليًّا. ليس أمامكم خيارات: إما المؤسسة العسكرية أو الفوضى”. واذ دعاهم الى التحلي بالصبر، اضاف “نتابع أوضاعكم وظروفكم. ندرك معاناتكم وحاجاتكم، ونعمل على توفير المساعدات لكم قدر الإمكان وبجميع الوسائل. إنها مرحلة دقيقة وعلينا الصمود لاجتيازها.  وأشار إلى أن القيادة وضعت خططًا تساعد في دعم صمود العسكريين، منها تطوير الطبابة التي توفّر الخدمات الطبية لنحو 10% من سكان لبنان، إضافة إلى تعزيز النقل المشترك للعسكريين عبر شراء 60 حافلة كمرحلة أولى، اشترتها المؤسسة العسكرية عن طريق برنامج المساعدات الأميركية، بانتظار تسلُّم حافلات أخرى قريبًا كهبات من الدول الصديقة…

ووفق المصادر، العواصم الكبرى كلها، تصر على اولوية تأمين مقومات صمود الجيش اللبناني في وجه الازمة الاقتصادية، وهي ترجمت وستترجم هذا الموقف عبر مساعدات مالية ولوجستية وعينية وغذائية وصحية وعسكرية، له. ذلك انه أثبت جدارة في صون السلم الاهلي ومحاربة الارهاب، والتعويل عليه كبير في هذه المرحلة الدقيقة من عمر لبنان والمنطقة، حيث تطبخ التسويات وتشتد الضغوط الدولية لتصبح المؤسسة العسكرية الممسكة الوحيدة بالسلاح في الداخل وعلى الحدود، من دون اي “شريك مضارب”.. تختم المصادر.