IMLebanon

حضور رئاسي في قداس مار مارون… والعين على عظة الراعي

جاء في “المركزية”:

لا يشبه عيد شفيع الطائفة المارونية هذا العام سائر الاعياد ولا الاحتفال به سائر الاعوام. بعيدا من جائحة كورونا التي حرمت او قلّصت في العامين الماضيين نسبة مشاركة الموارنة في القداس الذي يقام سنويا في 9 شباط، لمناسبة عيد آب الطائفة، لطالما ارتدت المناسبة طابعا مهما رصدا لطبيعة الحضور والمشاركة والمواقف التي تتخللها وما تتضمنه عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وقبله أسلافه او راعي ابرشية بيروت، حينما يكون رأس الكنيسة المارونية خارج البلاد، لجملة اعتبارات، ابرزها انها تتلى مباشرة على مسامع  رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة ، اضافة الى الوزراء والنواب واعضاء السلك الدبلوماسي، ولكونها تجمع اركان الحكم، ان لم تحل الخلافات في ما بينهم دون مشاركتهم لعلل واسباب لم تعد تقنع اللبنانيين، خصوصا في السنوات الاخيرة في ظل الخلاف المستحكم بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري اللذين لا يلتقيان الا في المناسبات الوطنية الضرورية، وما يفترض ان يجمعه الحكم تفرقه المصالح السياسية.

صحيح سيقام القداس في موعده، هذا العام، الحادية عشرة قبل ظهر الاربعاء المقبل، في كنيسة مار مارون الجميزة، ويحضره الرؤساء الثلاثة عون، بري ونجيب ميقاتي اضافة الى رؤساء الجمهورية السابقين والنواب والوزراء ورؤساء الاحزاب المارونية والامناء والمديرين العامين وسفراء وشخصيات، لكنه ايضا يتخذ اهمية خاصة من زاوية الظروف البالغة الدقة التي يمر بها لبنان والتي تطرح مصيره ومستقبل ابنائه على المحك وفي شكل خاص الموارنة منهم وسائر المسيحيين الذين تُسجل بينهم اعلى نسبة من هجرة الادمغة في صفوف الشباب، وهو ما لفت اليه وحذر منه امين سر الفاتيكان وزير الخارجية بول ريتشارد غالاغير الذي انهى زيارة لبيروت اليوم، وفي ظل ازمة مالية واقتصادية خانقة لم يسبق لها مثيل في عز الحرب الاهلية حتى، ومنظومة حاكمة فاشلة تعرقل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي كان لابرشية بيروت وجوارها الحصة الاكبر من الخراب والدمار والاصابات التي لحقت بها، ولم تسلم منها الكنيسة نفسها التي يقام فيها القداس الاحتفالي، منظومة تعيث في البلاد خرابا وانهيارا وتنكيلا بالشعب، تبرم الصفقات على حسابه، لتأمين مصالحها الوصولية، وعشية استحقاقات يصح توصيفها بالمصيرية بالنسبة الى الشعب اولها الانتخابات النيابية في 15 ايار المقبل، ان سمحت المنظومة بإجرائها وثانيها الاستحقاق الرئاسي في تشرين الثاني المقبل.

هنا، تتجه الانظار الى العظة التي سيلقيها البطريرك الراعي الذي لم يتوان عن تقريع السلطة السياسية وتوجيه الانتقادات اللاذعة للمسؤولين، ليستكمل مساره هذا ويرفع سقف مواقفه بما يتناسب وحجم الكارثة التي انزلها اركان هذه السلطة بلبنان مدعّما بالرسائل التي نقلها اليه الموفد الفاتيكاني فيقدم للبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا ما ينتظرونه من سيد الكنيسة المارونية ليلاقي حجم تطلعاتهم ورهانهم على دور بكركي التاريخي الذي اسهم في استقلال لبنان واعلاء شأنه بين الدول…عظة راعي ابرشية بيروت المطران بولس عبد الساتر في عيد مار مارون العام الماضي ما زالت اصداؤها تتردد في الآذان، فهل يتوجها البطريرك بما يتناسب وحجم الواقع اللبناني المأسوي الكارثي وسعي البعض في لبنان وخارجها لاطاحة النظام وتغيير هوية لبنان النموذج الحضاري الفكري المتألق؟  9  شباط لناظره قريب…