IMLebanon

إطلاق تجمّع “الكورة الثورة”: لنا حقوق بذمّة تحالف السلاح!

تحت شعار “ان لم نتّحد ونثور على الواقع الأليم، لن نستطيع أن نبني مستقبلًا مشرقًا”، أُقيم اليوم الأحد حفل إطلاق تجمّع “الكورة الثورة” السيادي التغييري المستقل من قاعة مسرح لاس ساليناس – أنفه، بحضور أعضاء التجمّع ومجموعات الثورة بالاضافة الى حشد شعبي كبير وحضور إعلامي.

وقال التجمع في بيان: “معكم تصبح الكورة الخضراء أكثر خضارا، نحن اناس بعد ان تعبت ارجلهم من السير في الطين تمكنوا من تبديل رؤوسهم، بدأت ثورتنا لحظة استفقنا على جريمتهم، هؤلاء الذين نراهم يختلفون خلف الشاشات نراهم في الوقت نفسه يتّفقون على الشركات. من لا يتّفق معهم في الصورة والصوت نراه يتّفق معهم في الصمت. منذ قديم الزمان تُقدّم لهم الكورة المُبارك من زيت الزيتون وهم يسقونها “زوم الزيتون”، لم يتركوا فيها شجرة الّا وذبحوها، تلّة الّا وطحنوها، وادٍ الّا وردموه وجانح عصفور الّا واغتالوه. أعطينا أولادنا للدفاتر والمحابر وهم أعطوهم للمقابر والمهاجر”.

وأضاف: “نعم الكورة نموذج صغير عن لبنان الكبير، تحالف القتل والنهب والفساد والبلطجة موجود فيها، فهم قبل ان يستقدموا النيترات ويفجّروا بيروت في 4 آب جلبوا السرطان على الكورة، قبل ان يتمرّدوا على القضاء في بيروت نمروا على العدالة في الكورة. قبل ان يمزّقوا الحقوق بالموازنات والنفقات مزّقوا حقوق الكورة واهلها في الحياة. من هنا كانت مشاركتنا بثورة 17 تشرين طبيعية وعفوية وتلقائية”.

وتابع: “يجمعنا الوجع والجوع لسيادة الدولة وحكم القانون. ولا يفرّقنا لا دين ولا مذهب ولا عشيرة ولا زعيم. بالنسبة لنا لبنان المخطوف بالسلاح والفساد هو أوّلا. كرامة الانسان وحقوقه هي اولا، ولا حقوق محفوظة ولا كرامة مُصانة سوى بقضاء مستقل وقضاة احرار وشجعان يفتحون ابواب السجون للزعران وابواب الحق لكل صاحب حق. نحن مجموعة تؤمن بأن السياسة فن شريف وليست تسويات وخُزعبلات ومؤامرات لنهب المال العام والخاص والحق العام والخاص، وبأن العمل السياسي أفقيا وليس عاموديا، وبأن الانتخابات ليست سوى اداة لتحقيق الخير العام وليس الخير الشخصي لزعيم او عائلة او حزب. من هنا نقدّم انفسنا للناس بمحبة وايجابية وانفتاح واحترام، نتّفق مع من يتّفق مع هذه القيم ونختلف مع كل مرائي او فرّيسي. ربما ما نقوله ليس بجديد او لا يزيد شيئا عما قالوه الكثر من رفاقنا هنا او هناك. ولكن المؤكد اننا سنسعى لجمع “الـ هنا بالـ هناك”، على قاعدة الحوار والتبادل والاعتراف بالآخر والحق بالاختلاف”.

وختم: “الكورة الثورة ليست منصّة انتخابية او منبر دعائي لأحد او موقع لطموح شخصي. الكورة الثورة تجمّع تغييري يستهدف إحقاق الحق على صعيد البيئة، المجتمع، السياسة والسيادة. لنا حقوق بذمّة تحالف السلاح والفساد ونحن هنا لنطالب بهذه الحقوق ولن نسكت”.

من ثم كانت كلمة للناشطة في صفوف الثورة المهندسة زينة مجدلاني، قالت فيها: “اتيت اليوم من بيروت لأحيّيكم ونستذكر سوية السبب الذي دفعنا الى النزول الى الطرقات للمطالبة بحقوقنا اوّلا ولنقبع هذه الطبقة السياسية المافياوية التي وُجدت بيننا بقوة السلاح، والتي فّرضت علينا بمعادلة “انا أسكت على فسادك وانت تسكت على سلاحي وسرقاتي وتفجيراتي وتهريبي وترهيبي”، واوصلتنا لافلاس اقتصادي وخلل سيادي وتهجير ممنهج ومنظّم وتفكك اجتماعي، والى  تفجير خسّرنا احبابنا ودمّر نصف المدينة.

واضافت: “العالم كلّه بكى بيروت ما عدا هذه السلطة الفاسدة التي لا زالت تعمل لتاريخ اليوم على خلع وتعيين قاضٍ وحوّلت قصر العدل الى آلة قتل. كل هذا يحصل من قبل قوى تتلطّى خلف شعار ديني وأقلّيات تمثّل السياسة الايرانية على ارضنا وتأخدنا رهينة سياسياتها العشوائية وهدفها تغيير هويتنا التعددية وثقافتنا اللبنانية”.

وتابعت: “لن نركع ولن نقبل، وسينتصر الحق على الباطل، والحق يقول ان ثقافتنا هي ثقافة حب الحياة والاقتصاد الحر والسياحة والعلم، اما ثقافة الموت والتفجير والافلاس والتطرّف الديني مردودة مع الشكر، لن نقبل بتحويل لبنان الى ساحة حرب جيوسياسية لا دخل لنا فيها”.

كما دعت مجدلاني لوضع الدين جانبا والى التعاون لبناء وطنا فيه مساءلة ومحاسبة، بعيدا عن المحسوبيات والزبائنية وخارج عن اي صراع خارجي، وختمت: “بلدنا اسمه لبنان، ثقافته لبنانية ويشبهنا نحن وليس احدا آخرا واكيد ليس الثنائي”.

من جهته فنّد الدكتور جورج غانم رئيس قسم القلب والقسم الطبي في مستشفى رزق الواقع الصحي في لبنان، حيث وصفه بالكارثي معددا الاسباب وراء انهيار هذا القطاع الذي بدأ مع انهيار الوضع المالي والاقتصادي، وقال: “ثورة تشرين كشفت الفساد المستشري والسرقة والنهب التي تسبب باهتراء الدولة ومفاصلها، واضاف: “في السنوات الـ4 الاخيرة استلم “حزب الله” وزارة الصحة وهو لا يملك مشروعا لهذه الوزارة ولا لوطن اسمه لبنان واوصلنا الى ما نحن عليه اليوم، فمشروعهم كان ولا يزال ابقاء لبنان ساحة مفتوحة فاقدة للكيان والاستقلال والهوية وعلينا محاربته”.

واذ لفت الى ان  قطاع الصحة هو احد اهم القطاعات في لبنان والتي صنعت وجه لبنان التاريخي وهويته “لبنان مستشفى وجامعة الشرق”، رأى غانم ان تفجير مرفأ بيروت شكل ضربة قاسية جدا دمّر 4 مستشفيات في بيروت وقضى على احلام ومشاريع الكثير من الاطباء والجهاز التمريضي ودفعهم للهجرة.

كما تحدث عن  سياسة الدعم الغاشمة والغشيمة التي فتحت الباب امام التهريب والسرقة وعدم الجرأة بتحمل المسؤولية وادت بالتالي الى شح وانقطاع في الادوية والمستلزمات الطبية  وتركت المريض والطبيب امام المرض واليأس، لافتا الى ان الحلول المطروحة  اليوم غير جريئة ومجتزأة، داعيا وزير الصحة فراس الابيض الى رفع الدعم نهائيا عن الدواء لانه لا يجوز ترك هذا الدعم عرضة لسياسات المصرف المركزي ولجشع المستوردين والمستودعات والصيدليات والمحتكرين، كما دعا الى انشاء صندوق دولي لدعم االقطاع الاستشفائي بدل توزيع الاموال بطريقة عشوائية ما يشاهم في تغطية استشفاء 80% من اللبنانيين.

وختم: “المشروع الوطني ضرورة لجمع كل الافرقاء الذين يآمنون بلبنان وطنا للحرية والعقل والحقيقة والمحبة والانسان”.

وكان كلمة للسيدة حياة ارسلان تناولت فيها الواقع التربوي في لبنان، وقالت: “القطاع التربوي يتهاوى ككل القطاعات في لبنان، لكن اذا اندثر ووصل الى الخراب سيكون اسوأ واخطر انواع الاندثار على لبنان لان هوية لبنان هي العلم والثقافة والمعرفة والخبرة، واضافت: “تميّزنا عبر الاجيال بالعلم والثقافة وكنا اول مطبعة في الشرق، ولا ينسى احد التراث الشدياقي والارسلاني ومخائيل نعيمة وجبران خليل جبران”.

وتابعت: “علينا ان نبذل اقصى جهودنا للحؤول دون القضاء على نظامنا التربوي ومجده وعزه وعنفوانه وارزه ومنعه بالتالي من ان يتحول الى نظام تربوي على شاكلة ولاية الفقيه او اي ولاية اخرى، وكل ما نحتاجه لتحقيق ذلك هو الانفتاح على العالم، مواكبة التطور والثبات والتصميم  والبقاء بأرضنا وعلى قرارنا.

اما الصحافي محمد عواد رئيس تحرير “الشبكة الدولية” للاخبار فقال: “يعتقد تحالف الفساد والسلاح اننا ضعفاء ومشرذمين، فنقول لهم: الضعيف المؤمن بالدولة هو اقوى بكثير واكبر من القوي الذي لا يملك القدرة على بناء دولة، ففائض القوة لا ينهي الضعيف المؤمن بالوطن انما ينهي القوي المتكابر بقوة يستمدها من خارج حدود الوطن”.

وتوجه لشباب اليوم الوطنيين الذين سرقت احلامهم، وقال لهم: “خسرناكم وخسرنا الوطن، فلنعد الى كنف الدولة ونبني مؤسسات قوية تحمينا من اطماع الاعداء، لا نبني فئة مستقوية على حساب الوطن. ايها الشباب في هذه  المرحلة من تاريخنا لا مكان لليأس فلنبني الوطن، نريد لبنان بعلاقاته الخارجية لا بارتهانات لاي خارج كان، نريد الوطن بكامل ارضه وموارده رغما عن اطماع العدو”.

واضاف: “ثلاثون عاما من الحكم فشلت باحياء الدولة وتأمين سبل العيش للبنانيين، الم يأن الاوان للتغيير؟ المشكلة في لبنان ليست بالسلاح غير الشرعي لوحده ولا بالفساد لوحده بل بتحالف الفساد مع السلاح غير الشرعي، نظام الفاسد لم يترك احلاما لشبابنا سوى الموت. القضية الحقيقية هي التي تحافظ على حياة الانسان وليس التي تقتله لاطماع خارجية”.

وكانت كلمة للجنرال خليل الحلو، تحدث فيها عن 4 مقومات للدولة وهي: “اولا السيادة التي هي اساس لكل الحلول، ثانيا الدولة وحدها لها حصرية جباية الضرائب، ثالثا الدولة هي من تحتكر السياسة الخارجية، اما رابعا الدولة هي من ترسم سياستها العامة”.

واذ دعا الى رص الصفوف والجمع وشبك الايدي تحت مشروع واضح من اجل الفوز بالانتخابات، اكد الحلو ان اي مطالبة بتغيير النظام اليوم هو خدمة للسلاح غير الشرعي وبالتالي علينا اليوم المحافظة على نظامنا الحالي وحين نصل الى مرحلة تكون فيها حقوققنا متساوية يمكن ان نجلس على الطاولة ونغيّر النظام”.

وكانت كلمة من القلب للمغتربة العائدة الى لبنان من استراليا عليا ملكي دعت فيها الى ان نحب بعضنا بعض وان نضع المذاهب والطوائف جانبا، متمنية ان نصبح يوما بلدا يحترم حقوق المواطنين ويسوده النظام في مؤسساته الرسمية، بعيد عن مظاهر الاستقواء التي يمارسها السياسيون  على الشعب.

وتم عرض خلال الحفل عدد من الفيديوهات تتضمن رسائل من القوى الثورية المختلفة تؤكد على اهمية توحيد الصفوف وتدعم التجمّع، واخرى تتضمن رسائل دعم وتقدير من المغتربين لجهود قوى الثورة في لبنان وتحكي عن واقع المغتربين وحياتهم، بالاضافة الى فيديو وعد من تجمّع “الكورة الثورة” للاجيال القادمة تحت عنوان “مني لولدي”.