IMLebanon

تنازلات بالجملة لـ”الحزب”!

جاء في “المركزية”:

من يراقب اداء حزب الله واطلالات قادته في الآونة الاخيرة، بدءا من امينه العام السيد حسن نصرالله مرورا بوزرائه ونواب كتلته ومؤيديه يدرك عمق المشكلة التي يتخبط فيها واضطراره الى رفع سقف مواقفه الى الحد الاقصى للتعمية عن واقع الخسائر التي مني بها معنويا وماديا، من اهل البيت احيانا قبل الخصوم، وحجم التنازلات التي قدمها وما زال مرغما.

فعلى رغم افادته من ملف غزو روسيا لاوكرانيا في الداخل، واستثماره شعبيا بتصويره انتصارا لمحوره عبر الايحاء لجمهوره بأن موسكو في مقلبه سياسيا، باعتبارها في الضفة المناوئة لواشنطن والناتو، تقول اوساط سياسية معارضة لسياسات الحزب في لبنان لـ”المركزية” ، ان الاستثمار هذا لا يعدو كونه فقاعات صابون ستتلاشى مع اول نسمة، ذلك ان من يعرف عن كثب طبيعة السياسات الروسية يدرك ان لا مكان فيها لايران ولا للحزب وهو ما يترجم عمليا في الميدان السوري، حيث تقدم موسكو مصلحة تل ابيب على طهران وتقصيها واذرعها العسكرية عن كل موقع قد يشكل خطرا عليها او على اسرائيل. وتضيف ان الحزب اضطر اخيرا لتقديم كمّ من التنازلات لم يسبق ان قدم بحجمه سابقا، من طلب تنحي القاضي بيطار الذي لم يتنح الى تمرير تعيينات لم تحظ بموافقته ورفع الصوت ضدها ثم الصمت المطبق فملف ترسيم الحدود الذي اضطر للتعاطي معه عن بعد على رغم ادعائه الدفاع عن سيادة لبنان واخيرا بيان وزارة الخارجية في شأن الغزو الروسي الذي، وإن استتبع بعملية تجميل في شأن امتناع لبنان عن المشاركة في تبني القرار المقدم امام مجلس الامن حول الازمة والتصويت عليه في الجمعية العامة، الا انه جاء من خارج “دائرة طاعة” الحزب واستنفر قادته وسياسييه.

تعتبر الاوساط ان حزب الله الذي كان منذ مدة غير بعيدة يفرض ما يريد فيكون له، مهما طال الزمان، وتكريس موقع وزارة المال للشيعة خير دليل، بات اليوم في موقع المضطر الى تقديم سبحة تنازلات لتمرير المرحلة بأقل قدر من الخسائر في الموسم الانتخابي وقد بلغت نقمة بيئته عليه حدها الاقصى في ظل تحميله والعهد الحليف مسؤولية الانهيار الحاصل والاوضاع الاجتماعية الصعبة التي تقبع في ظلها ولم تخفف منها ليترات من المازوت الايراني السيء اختفت قبل ان تصل، ولا الاعاشات الشحيحة ولا حتى بعض الدولارات الفريش لمقاتليه، وانه بهدف التعمية على وضعيته غير المريحة هذه لجأ نوابه الى اطلاق مواقف من العيار الثقيل اذ، الى اطلالات نصرالله بما تضمنت، خرج رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد منذ مدة ليتحدث عن “اننا اسياد هذا البلد”، ثم استفاق اليوم على ملف ترسيم الحدود الذي قبل بتراجع لبنان عن الخط 29 الذي حدده الوفد العسكري الى مفاوضات الترسيم في الناقورة الى الخط 23 بحسب قرار رئيس الجمهورية ميشال عون من دون ان يقدم تبريرا يقنع اللبنانيين فقال ”  اننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و”ليبلطوا البحر”. وعلى غراره وعن الملف نفسه تحدث زميله في الكتلة النائب حسين الحاج حسن فقال بدوره “الأميركي هو وسيط غير نزيه، وهو وسيط معادٍ لأنه راع للعدو الصهيوني، ولن يتغير ولن يصبح في الصف اللبناني، يأتي إلى لبنان ليضغط ويملي شروطه السياسية على اللبنانيين، وهذه وقائع وليست أسراراً، فالبلوك رقم 4 بدأ فيه الحفر ثم توقفوا عن الحفر، ولبنان بأمس الحاجة إلى نفطه وغازه، ولم يقدموا لوزارة الطاقة أي تقرير فني أو تقني أو اقتصادي يشرح أسباب توقف الحفر. سبب التوقف الشروط السياسية التي يريدها الأميركيون والغرب والتي تتعلق بالحدود الجنوبية وتتعلق بالتطبيع وبالنازحين السوريين وبتوطين الفلسطينيين، هذه الشروط لن نرضخ لها، وسنبقى صامدين، وعلينا أن نفرض نحن شروطنا السياسية لا أن يفرض الآخرون شروطهم السياسية علينا”.

مجمل هذه المواقف، توضح الاوساط لا تعدو كونها محاولة لاشاحة نظر جمهور الحزب عن حجم التنازلات التي يقدمها وتصوير المقاومة على انها ما زالت المدافع الاول عن لبنان وحقوقه فيما هي باتت في موقع متأخر جداً، ولا مصلحة تعلو فوق المصلحة الايرانية واوامر الولي الفقيه مهما بلغ الثمن وحجم التضحيات كرمى لعيونه.