IMLebanon

بين بكركي و”الحزب”… ماذا يختار اللبنانيون؟

جاء في “المركزية”:

خلال ترؤس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الالهية على نية لبنان، في كاتدرائية القديس لورنزو في فلورانس السبت، ألقى عظة بعنوان “كونوا مثل أناس ينتظرون مجيء سيدهم”، ومما جاء فيها: تحدثنا في لقاءاتنا في اليومين الأخيرين كثيرا عن لبنان وقيمته ودوره وخصوصيته ورسالته وميزته عن كل البيئة الموجود فيها، وهو ما أكده البطاركة والكرادلة والمطارنة الذين تواجدوا معنا وقد اعربوا كلهم عن محبتهم للبنان واعجابهم به.

اليوم نريد أن نقول أن لبنان هو سيدنا، نعم هو سيدنا، الذي يحتاج لنا في هذا الظرف الدقيق، لنرفع اسمه ولواءه ولنخدمه. أحد سفرائنا كان يقول: أنا موظف عند سيد واحد إسمه لبنان. هذا ما نحتاجه اليوم من الجميع وهذا ما نصلي من أجله. ومن أجل أن نكون نحن كمسيحيين مستعدين لاتخاذ مواقف خير وجمال وسلام وعدالة واخوة وحرية وقيم انسانية واجتماعية ووطنية. ونصلي ايضا من اجل لبنان واللبنانيين كي يستطيعوا أن يحافظوا عليه ويعيدوه الى بهائه الاول والى دوره ورسالته، فلبنان لم ينته ولم يمت، بل يمر بظرف دقيق ويحتاج لنا نحن اليوم كأبناء هذا الجيل”.

صحيح ان عظة الراعي وكلماته مستوحاة من الانجيل المقدس ومن لها خلفيات مسيحية واضحة تنطلق من “السيد” المسيح، الا انها اعادت الى الاذهان، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” كلاما نافرا كان جاء على لسان احد مسؤولي حزب الله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، اعلن فيها منذ اسابيع ان “نحن أسياد هذا البلد”، وذلك من قصر بعبدا في كانون الثاني الماضي حين كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يقترح عقد طاولة حوار، ستناقش من ضمن جدول أعمالها الاستراتيجية الدفاعية، في محاولة لترطيب الاجواء المحتدمة بين بيروت والخليج اثر أزمة تصريحات الوزير السابق جورج قرداحي.

هذه المواقف المتناقضة تماما بين من يعتبرون أنفسهم أسياد البلاد ومَن يعتبرون ان لبنان سيدنا ونحن موظفون عنده وواجبنا ان نعمل لتحقيق مصلحته، تختصر مدرستين او خطين سياسيين مختلفين عموديا، على اللبنانيين الاختيار بينهما، في ايار المقبل خلال الانتخابات النيابية.

والسؤال واضح هنا: هل يريدون ان يختاروا مَن يعتبرون أنفسهم الاقوى ولبنانيين درجة اولى، ويتباهون “بتسيّدهم” على لبنان وقراره، وهم لا ينكرون انه مجرد منصة قابلة للتحرك والاشتعال في اي لحظة متى اقتضت مصلحة ايران؟ ام يريدون اعطاء أصواتهم للخط الآخر الذي يمثله الراعي خير تمثيل والذي ينادي بدولة حقيقية، الجميع متساو فيها بالمواطنية، الكل يخدمها ويرفع شأنها، تنظر الى لبنان كسيّد علينا خدمته، لا كساحة نسخّرها لخدمة مصالحنا ومصالح رعاتنا الاقليميين؟ الكلمة للبنانيين في ١٥ ايار، تختم المصادر.