IMLebanon

“كل الحق على الاميركان”… وايران “حمامة” السلام

كتبت ميليسا ج.افرام:

برز في الساعات الأخيرة خطابان متشابهان من حيث المضمون ما بين المرشد الإيراني علي خامنئي والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ما خص الحرب الروسية على أوكرانيا، فوجه خامنئي ونصرالله أصابع الاتهام نحو واشنطن محملين السياسات الأميركية مسؤولية ما يدور من اقتتال في أوكرانيا.

وعمد خامنئي في خطابه الثلثاء الى تصوير أوكرانيا كضحية لسياسات واشنطن وأطماعها لأنها تعيش على الأزمات، وتروج للأخلاق الرذيلة والتمييز العنصري، مشددا على رفض ايران القتل وهدم البنى التحتية من دون ذكر روسيا ولو لمرة واحدة في خطابه، وأكد أن واشنطن تركت كل الدول التي وثقت بها وحيدة في ساحة المعركة.

الحرب الأوكرانية الروسية لا تعني خامنئي ولا يهمه ما تقوم به روسيا في حق المدنيين الاوكران واستهدافها للمباني السكنية والمدارس والمستشفيات هناك، كل ما يهم “داعي السلام الإيراني” هو القاء اللوم في كلمته على السياسات الأميركية والتشديد على ضرورة عدم الوثوق بواشنطن.

هذه الرسالة كررها نصرالله بعد نحو ساعتين على خطاب خامنئي، مشيرا الى ان “أميركا حرضت ودفعت الأمور بهذا الاتجاه في أوكرانيا”.

كما نبّه نصرالله الى ان ما يحصل هو “درس وعبرة للجميع لمن يثق ويعول ويراهن على اميركا”، غامزا بالتالي كل من يقف بوجه حزب الله في لبنان وكل من يضع يده بيد الولايات المتحدة للتحرر من هيمنة الحزب.

وكان نصرالله قد ركز في خطاباته في الآونة الأخيرة على التعاون الدائم بين قائد الجيش اللبناني جوزيف عون والسفارة الأميركية في لبنان متهما الجيش وقائده بالانحياز للمحور الأميركي، قائلا في أحد خطاباته: “هناك ضباط أميركيون في اليرزة والسفيرة الأميركية “لا تتعزل” من هناك و”لازقة بالجيش”.”

اليوم، استغل نصرالله الحرب الأوكرانية الروسية لتوجيه رسالة واضحة لكل من ينحاز للاميركي في لبنان: تعلموا مما يجري في أوكرانيا فنهايتكم ستكون مثلها.

ولكن أركان هذا المحور تناسوا، من خامنئي الى نصرالله كيف تنسق إسرائيل مع روسيا لاستهداف حزب الله والميليشيات الايرانية في سوريا، كما تعمدوا غض النظر عن التصويت الروسي على قرار مجلس الأمن 2624 الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة وتم فيه حظر السلاح على الحوثيين وأعيد تصنيفهم منظمة إرهابية، ما يؤكد تخلي روسيا عن حليفتها المفترضة إيران وعن محور الممانعة من اليمن الى لبنان.

هو خطاب موحد اذا انطلق من طهران وعمم على صفوف حزب الله في لبنان بهدف شيطنة واشنطن “المحرضة على الحرب” وتبييض صورة طهران “المعارضة للحروب” بحسب قول خامنئي.