IMLebanon

الحرب على أوكرانيا تنفجر في لبنان

جاء في “الراي الكويتية”:

لم تهدأ المخاوف في بيروت من أن تتحوّل تأثيرات الحرب على أوكرانيا بمثابة «قنبلة عنقودية» تنفجر في مختلف جوانب الوضع اللبناني القابع منذ عاميْن فوق «برميل بارود» تتشابك فتائله بين «مكوّناتٍ جاهزة» داخلية في المال والسياسة والاقتصاد وفي أحزمة البؤس المترامية، وبين فقدان الدولة مقوّمات إدارة شؤونها ومصالحها مع الخارج بفعل اقتيادها بقوة الأمر الواقع إلى المحور الإيراني كواحدة من أقوى حلقات قوس نفوذ طهران في المنطقة.

فغداة إطلالة للسفير الروسي ألكسندر روداكوف في مؤتمر صحافي اعتبر فيه انّ «بيان وزارة الخارجية اللبنانية، لا يراعي العلاقات الثنائية الودية التاريخية بين البلدين (…)»، ثمّن السفير الأوكراني إيغور أوستاش موقف بوحبيب، معرباً عن «شكره للشعب اللبناني الذي يقف إلى جانب أوكرانيا ويدعمها منذ بدء الحرب».

وأضاف: «هناك رسائل كثيرة تصلنا يعبّر فيها اللبنانيون عن دعمهم المباشر للشعب الاوكراني. ومنذ وصولي الى بيروت شعرت الى أي مدى الشعب اللبناني يحب القضية ويقدسها لذلك يجب ان تفهمونا وتعلموا اننا نناضل من اجل قضيتنا. وقريباً سيتحقق ما تطمح اليه اوكرانيا بالانضمام إلى الإتحاد الأوروبي، والدول الأوروبية أصبحت تعلم أن اوكرانيا تدافع عن أوروبا بأسرها».

وأعلن في مؤتمر صحافي أن «العدوان الذي تمارسه روسيا يعتبرُ شاملاً وليس محدوداً»، واصفاً نظام الرئيس فلاديمير بوتين بـ«المُجرم»، ولافتاً إلى أن «ما من أحد توقع الصمود البطولي للجيش الأوكراني»، ومعتبراً أن «حقبة بوتين شارفت على الانتهاء»، ومشيراً إلى أن الأخير «سيدفع ثمن كل ما يقوم به في أوكرانيا التي تمكّنت من إزالة أسطورة الجيش الروسيّ العظيم».

ورأى أنّ «الأمن النووي في أوروبا أصبح في خطر بعد احتلال الجيش الروسي مفاعل تشرنوبل». وقال: «بوتين يملك جيشاً خاصاً يقوم بعمليات إجرامية كبيرة».

وفي موازاة ذلك، بقي الاهتمام اللبناني بتداعيات الحرب على 3 مستويات، أوّلها الأمن الغذائي لـ «بلاد الأرز» من بوابة القمح وضرورة توفير بدائل «تأخّرتْ» لاستيراده فلا ينقطع ولا يحلق سعره، وثانيها أسعار المحروقات التي ستفاقم من وطأة الأزمة المالية وانعكاساتها المدمّرة على معيشة اللبنانيين، وثالثها مصير أبناء الوطن الصغير الذين ما زالوا عالقين في أوكرانيا.

وفيما نفذ أهالي الطلاب العالقين في أوكرانيا (كان عددهم نحو 1300 من بين نحو 4 آلاف لبناني في اوكرانيا) تحركاً أمام الخارجية اللبنانية للحض على الإسراع بإجلاء أبنائهم، جرى التداول بفيديو لوالد الطالبة غادة العسراوي أثناء مشاركته في التحرك وكان يبكي وهو يروي أن ابنته تنام في محطة «الميترو»، مظهراً صورة عبر هاتفه النقال توّثق هذا الأمر.

وقال: «أصدقاء ابنتي باتوا من المفقودين وظلت هي مع بعض الأشخاص. نحنُ بانتظار الصليب الأحمر الدولي لإجلائهم ونطالب الدولة اللبنانية بتأمين مخرج آمن لابنتي والطلاب اللبنانيين هناك».

وإذ برزت حملةُ تضامنٍ من لبنانيين في رومانيا مع مواطنيهم الهاربين من «ملعب النار» حيث وضع ما لا يقل عن 10 منهم أرقام هواتفهم على مواقع التواصل الاجتماعي للاتصال بهم «فأبوابنا مفتوحة للبنانيين وعائلاتهم»، فإن حكومة ميقاتي كلفت الهيئة العليا للاغاثة إجلاء مواطنيها الذين لجأوا الى بولندا ورومانيا جواً في موعد يحدد لاحقاً، وفق الظروف ومعطيات يعلن عنها في حينه بالتشاور مع سفارات لبنان في أوكرانيا وبولندا ورومانيا.