IMLebanon

“وضع النقاط على الحروف” بين بعبدا و”الحزب”

موقفان رئاسيان لافتان سُجّلا امس، يمكن اعتبارهما يندرجان، بشكل او بآخر، في سياق “وضع النقاط على الحروف” بين بعبدا وحزب الله، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

فعلى خط ملف ترسيم الحدود البحرية، اكد رئيس الجمهورية ميشال عون، في تغريدة “ان الرئاسة خارج دائرة الاستهداف، وان رئيس الجمهورية هو الذي يباشر التفاوض في المعاهدات والاتفاقات الدولية ثم يبرمها مع رئيس الحكومة ومن ثم مجلس الوزراء، وأخيرا مجلس النواب، بشروط المادة 52 من الدستور”. وقال في تغريدته “يؤسفني ان قسما من اللبنانيين، مسؤولين واعلاميين يجهلون الدستور ويغرقون في تصاريح مؤذية وطنيا، تجاه موقع الرئيس ودوره وقَسَمه”.

الجدير ذكره، ان هذا “التصويب” الرئاسي لا يأتي فقط بعد انتقادات كثيرة لـ”تخلّي العهد عن الخط 29″، بل ساعات قليلة عقب اقتحام حزب الله ساحة الترسيم، منتقدا مسار المفاوضات وراعيها الوسيط الاميركي، وقد وصفه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بـ”الثعلب” الذي جاء الى لبنان في الايام الماضية لـ”قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الاقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك انت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركا بينك وبين الاسرائيلي”، على حد تعبير رعد..

من هنا، فقد بدا عون – الذي استقبل بعيد تغريدته، السفيرة الاميركية دوروثي شيا وعرض معها لملف الترسيم – يقول للمنتقدين عموما وللحزب خصوصا، إنه يعرف جيدا كيف تحصل المفاوضات وكيف تُدار وكيف تُبرم المعاهدات الدولية وفق الدستور والاصول، وكأننا به يتوجّه لهؤلاء أن “ارتاحوا ولا تعلّموني “شغلي”!

اما الموقف الثاني، فمتعلّق بالمقاربة اللبنانية الرسمية للحرب الروسية على اوكرانيا. فاثر اجتماع في قصر بعبدا، ضمّ عون الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب امس، كان تمسّكٌ متجدد بالبيان الذي صدر الخميس الماضي رغم تصويب حزب الله عليه بالمباشر. وقد قال وزير الخارجية عقب الاجتماع: في ضوء الدعوة الموجهة الى الجمعية العامة للامم المتحدة مساء اليوم (امس) بتوقيت بيروت للبحث في الازمة الناشئة بين روسيا الاتحادية واوكرانيا (…) لبنان يطالب الجمعية العامة للامم المتحدة بالعمل على تعزيز فرص التفاوض بين الجانبين الروسي والاوكراني للتوصل الى حل سلمي للنزاع بينهما يعيد الامن والاستقرار. وفي ضوء ما تقدم، يبقى لبنان منسجما مع موقفه المعلن في 24 شباط الماضي.

شكل ومضمون الاجتماع ومكانه، حسمت اذا، ان رئيس الجمهورية كان خلف البيان الاخير، وانه “لا يخجل” بذلك، بل هو لن يتراجع عنه رغم كل الضجة التي أُثيرت حوله من قِبل أركان محور الممانعة. وقد توّج موقفه هذا، بتصويب لبنان ضد روسيا والى جانب العالم الغربي في مجلس الامن مساء امس…

الموقفان الرئاسيان، اراد من خلالهما عون اذا، ان يُفهم الرأي العام المحلي وربما ايضا الخارجي، ان الكلمة الاخيرة تعود دائما له، وانه مستعدّ للتصدي لاي طرف، حليفا كان ام خصما، ينتقد قراراته. واذ تتوقّع ان يسكت حزب الله عن غضبة “سيّد القصر” وان يستوعبها، تقول المصادر ان وحده مسار الامور في الاستحقاقات الكبيرة والحساسة التي يواجهها لبنان، سيؤكد مَن هو الآمر الناهي الفعليّ في البلاد…