IMLebanon

هل تسرّع حرب أوكرانيا الترسيم مع إسرائيل؟

المواقف السياسية الأخيرة المتضاربة حول ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، تطرح اليوم تساؤلاً عما إذا كانت ستدفع بالوسيط الأميركي آموس هوستاين إلى تأجيل زيارته إلى لبنان لمزيد من توضيح الرؤى وتوحيد المواقف.

خبير النفط الدكتور ربيع ياغي يكشف لـ”المركزية” عن وجود “معطيات مشجّعة تدفع في اتجاه استئناف المفاوضات”، متوقعاً أن تكون زيارة هوكستاين “قريبة جداً، وقد تحددت نتيجة معطيات إيجابية من خلال الرّد الإسرائيلي الذي سيحمله بوضوح إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية التي تتولى حصراً عملية التفاوض”، معتبراً أنه “لو لم تكن هناك معطيات إيجابية لما كانت الزيارة ستتم كما هو مُتوقع في القريب العاجل… وقد تحصل غداً أو الأسبوع المقبل، لكن ما هو مؤكد أنها ستكون في المدى المنظور، ولو كانت السلبيات كثيرة لما كانت الزيارة قريبة. بناءً عليه، هناك معطيات مشجعة لاستئناف المفاوضات.

ويؤكد أن “لبنان لن يتنازل عن الموقف المُعلَن وبالتالي لا تراجع عن الخط 23، وبحسب تحديد الإحداثيات فمن الممكن أن يكون 23 أو زيادة”، ويقول: بالطبع، نتيجة الرّد الذي يحمله هوكستاين والمعطيات المكوَّنة لديه، ستكون الصورة أوضح.

ورداً على سؤال، يعتبر ياغي أنه “نظراً إلى الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، فمن مصلحة الولايات المتحدة الإسراع في التوصّل إلى الحل النهائي في موضوع ترسيم الحدود مع لبنان. وكذلك إسرائيل باتت بحاجة أكثر اليوم إلى هذا الحل، فالوقت قد لا يكون لصالحها، لذلك تفضّل إنهاء الموضوع في أسرع وقت. أما لبنان فيجب أن يتحلى بالرؤية الواضحة للمستقبل ويعرف كيف يستغل العجلة التي تحتاجها إسرائيل، فتكون شروط لبنان أفضل ويستطيع بالتالي الحصول على الحدّ الأقصى ضمن هذه المعطيات القائمة حالياً”.

وإذ يكرّر تأكيده أن مجيء هوكستاين دليل على أن الأمور تتخذ منحىً إيجابياً بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، يقول ياغي: بالنسبة إلى الداخل اللبناني، فالأفرقاء كافة أكان “حزب الله” أو “حركة أمل” أو غيرهما، قد فوَّض رئيس الجمهورية بحسب الدستور، مقاربة ملف ترسيم الحدود البحرية بكل تفاصيله والإشراف على المفاوضات الجارية بين لبنان وإسرائيل في هذا الشأن.

أما مسودة الاتفاق التي ستُطرح، فيُلفت إلى أن “الحد الأدنى للموقف اللبناني هو الخط 23 وبدونه لن يكون هناك أي اتفاق”، ويتابع: ممكن أن تشمل المسودة الخط 23 + زائد… وهذا ما نأمله، أن يحصل لبنان على المزيد من الحدود البحرية، لأن كل شِبرٍ مُمكن تحصيله هو قيمة مضافة للبلوكات المحاذية لشمال إسرائيل.